أقام تجمع الوحدة الوطنية، في إطار الفعاليات الوطنية التي تعم مملكة البحرين بمناسبة يوم المرأة البحرينية، بمشاركة العضو البلدي محمد الظاعن ندوة بعنوان "المرأة والتعليم العالي وعلوم المستقبل" تحدثت فيها د. لولوة المطلق عضو مجلس أمانة العاصمة ورئيس مجلس إدارة الجامعة الأهلية وأ. محمد بوعلاي مؤسس شركة كيوي، بقاعة الشكر بمدينة حمد.
وقال د. علي الصوفي مدير الندوة إن اختيار التجمع لمحور المرأة والتعليم العالي للاحتفال بيوم المرأة البحرينية هذا العام بهدف تسليط الضوء على إنجازات المرأة البحرينية في مجال التعليم العالي وبيان واقع المرأة البحرينية في مجالات علوم المستقبل وإتاحة المجال للنقاش حول الفرص والتحديات التي تواجهه المرأة في هذا المجال.
وأشار الصوفي الى ضرورة إيجاد استراتيجية طويلة المدى من القيادة العليا في التعليم الأساسي والعالي لتأهيل خريجين قادرين على مواكبة التطور الحاصل في علوم المستقبل وكذلك أخذ دورهم في انشاء كيانات وشركات بحرينية تنافس الشركات التكنولوجية محلياوعالميا.
وقدمت د. لولوة المطلق في كلمتها الشكر والتقدير لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم ال خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة والداعم الأول وراء تطور وتقدم المرأة البحرينية.
وأوضحت المطلق أسباب نهوض المرأة البحرينية وتقدمها في تهيئة المجتمع من قبل الحكومة الرشيدة للمرأة لمواصلة التعلم ودخول التعليم الجامعي بجانب التحصيل العلمي وابتعاث الخريجات للدراسة خارج الوطن، حيث كانت أول بعثة للخارج عام 1956، لافتة أن السيدات الجامعيات الأوائل كن قدوة ونماذج للانخراط في مجال التعليم ومن ثم العمل في مجال التعليم.
واعتبرت أن تأهيل المعلمات ذوات التخصصات المختلفة في المجال التربوي لرفع مستوى الأداء والجودة أعلى من شأن المرأة البحرينية المعلمة ثم تبع ذلك إنشاء الجامعات ومنها كلية البحرين الجامعية والتي أصبحت فيما بعد جامعة البحرين والتي شجعت على استقطاب العديد من السيدات الجامعيات للعمل في سلك التدريس الجامعي، معتبرة أن تأسيس جامعة الخليج العربي وانخراط العديد من الخريجات في دراسة الطب والعلوم الطبية ومن ثم تشجيع الخريجات على العمل بالجامعة سواء في المجال الإداري أو مجال التدريس الطبي وقد ساهمت العديد من الطبيبات البحرينيات في تدريس الطب والعلوم الطبية .
وأكدت المطلق على دور الرجل في تطور المرأة البحرينية من خلال دعمه ومساندته لها للحصول على الشهادات العليا بجانب تزايد ثقة المجتمع بالمرأة وتفوقها ونيلها الشهادات العليا والعودة الى الوطن للمساهمة في التطوير والنهضة، منبهة إلى ما أحدثه المشروع الإصلاحي لجلالة الملك من طفرة كبيرة في تطور التعليم في المملكة، وصولاً إلى رؤية 2030 التي اهتمت بتطوير المرأة البحرينية وتطوير التعليم العالي، إلى جانب التركيز على إصلاح التعليم وسوق العمل، مشيرة إلى دخول المرأة سوق العمل سيدة أعمال ورائدة عمل، ما شجع الشابات على امتهان ريادة الأعمال.
وبخصوص تطلعات التحاق المرأة بتخصصات علوم المستقبل، قالت إن بعض الجامعات بدأت في طرح برامج في علوم المستقبل، ولكن مازال هناك تحفظ في طرح درجات أكاديمية علمية متخصصة في هذه العلوم، وذلك لوجود حاجة إلى تثقيف مجتمعي، وحث الطلبة على اختيار ما هو مناسب لهم ورفع الوعي المجتمعي بالحاجة الملحة للتغيير، مؤكدة على أن جهات العمل ليست جاهزة لوظائف تستقبل هذه التخصصات الجديدة، وتحتاج للكثير من التوعية والعمل لإدراج المزيد من وظائف هذه التخصصات.
وفي كلمته قال أ. محمد بوعلاي أؤمن دائماً بأن نبتدئ بالماضي لنستتشرف المستقبل، لافتا أن الإنسان بدأ ثورته الصناعية الأولى بالآلة، ثم تطورت مراحل ثورته الصناعية وصولاً إلى الثورة الصناعية الرابعة ، ثورة الذكاء الاصطناعي وسرعة تواصل هذه الآلات مع بعضها البعض، ومعتبرا أن دور المرأة كان مفيداً في الثورات الصناعية في مراحلها السابقة.
وأشار بوعلاي إلى إمكانية تدريب مجموعات كبيرة من الطلاب في مجالات علوم المستقبل، قائلا إنه من خلال تطبيقاتنا العملية ومسابقات تمت في مجال الذكاء الإصطناعي في البحرين لاحظنا أن الشباب الأصغر في المرحلة الثانوية أكثر تميزاً في تلك المسابقات التي نجريها، موضحاً أن 70 بالمائة من المتخصصين في علوم الكومبيوتر في جامعة البحرين من الطالبات.
ومن جانبها، قدمت أ. سما الريس مساعد رئيس تجمع الوحدة الوطنية مداخلة أشارت فيها إلى أن تقرير مستقبل الوظائف في العالم توقع أن تتسبب الثورة الصناعية الرابعة في إلغاء 75 مليون وظيفة بحلول 2022، لكنها ستوفر لنا بالمقابل 133 مليون وظيفة جديدة عن طريق التطورات التكنولوجية.
وقالت الريس إن وجود 19 مؤسسة للتعليم العالي في البحرين مفخرة لنا لكن السؤال هل هناك طموح للاهتمام بالعلوم المستقبلية وهل تقدم لنا ما تقدمه الجامعات في أمريكا لمجابهة علوم المستقبل.