أكد ضيوف ومشاركون في حوار المنامة 2019 أن مملكة البحرين نجحت وباقتدار في تنظيم هذا الحدث الهام في نسخته الخامسة عشرة، منوهين بدور المملكة باعتبارها حاضنة لهذا الحوار الهام الذي يأتي في وقته بسبب ما تشهده المنطقة من ظروف وتحديات راهنة، يحتاج فيها الجميع إلى تبادل الأفكار والرؤى للوصول إلى ما يعزز من عملية السلام والاستقرار في المنطقة.

وقالوا لــ" الوطن "إن مملكة البحرين وعبر حوار المنامة تجدد نهجها الثابت وقناعتها الراسخة بأهمية الحوار للتباحث وتبادل الخبرات ووجهات النظر والآراء والأفكار والرؤى حول ما يجري في المنطقة و العالم من قضايا وأحداث مهمة، تشكل في مجملها تحديات خطيرة تهدد أمن و استقرار الدول كافة، وتعيق مسيرة تقدمها ونموها ومستقبل شعوبها، مشيدين بما تحظى به هذه الفعالية من مشاركة واسعة من مختلف الدول، وبحضور رفيع المستوى من وزراء و أكاديميين وخبراء في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية.



ونوّه الضيوف بمبادرات مملكة البحرين المتواصلة، وشراكتها الفاعلة في أمن واستقرار المنطقة والعالم، ودورها في مكافحة الإرهاب والتطرف، مما يؤكد حرصها على المضي قدماً في هذا السبيل، مشددين على أهمية حوار المنامة في ظل الظروف الإقليمية الحالية التي تمر بها دول المنطقة، وتأثيراتها السياسية والاقتصادية على العالم.

تأثير الحوار



وعبر الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن أهمية نقاشات حوار المنامة هذا العام، والتي تركز على قضايا أمنية ضرورية لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهدف لتحقيق التنمية المستدامة، قائلاً: فخور جداً بما يحققه حوار المنامة من تقدم وتطور بشكل سنوي، وما يشهده من تحاور وتبادل رؤى وأفكار لشخصيات قيادية ودولية من المفكرين و السياسيين والاقتصاديين، الذين يولون جل اهتمامهم الوضع الأمني والسياسي بالمنطقة.

وتابع: ينظر الجميع لمخرجات حوار المنامة بعين الاحترام والتقدير، حيث تؤثر الآراء والأفكار الدبلوماسية المطروحة على النهج الذي تتبعه الدول في المنطقة، ومن المهم التركيز على القادة الشباب في هذا المجال.



وأضاف: بالنسبة للمواضيع النقاشية التي طرحت هذا العام فهي هامة جداً لأمن واستقرار ونماء المنطقة، خاصة التركيز على مواضيع تتعلق بالأمن السيبراني والتحديات التي تشهدها المنطقة بشكل عام.

الحيادية سبب النجاح



من جهته أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى على أهمية حوار المنامة، إذ تكمن قوته في نقاشات العصف الذهني، التي تولد أفكاراً وأراءً جديدة، حيث قال: النقاط المهمة لنجاح أي نقاش هي استنادها على حوار فعّال يحقق مصالح وحقوق الأطراف المتحاورة، وبذلك سيعود النفع على جميع الأطراف المشاركة فيه، وهذ ما يؤكد عليه حوار المنامة.

وأضاف: النقاش والعصف الذهني وتبادل الرؤى والاقتراحات، أمر إيجابي بحد ذاته، والتحاور هو نهج متحضر، ومطلوب في حل الخلافات والنزاعات، فهو لا يعمل لخدمة فئة على حساب أخرى، بل يحقق تطلعات الجميع منه، وعلى طاولة حوار المنامة يكون النقاش حيادي من الدرجة الأولى وهذا هو السبب الحقيقي وراء نجاحه طوال السنوات الماضية، كما أنه يلعب دوراً مهماً في صناعة الحلول الفاعلة وطرح الأفكار النيرة لمستقبل المنطقة.



السياسة والاقتصاد

ومن وجهة نظر اقتصادية، قال سمير ناس، رئيس غرفة التجارة و الصناعة في مملكة البحرين: استطاعت مملكة البحرين أن تحقق نجاحاً باهراً خلال استضافتها لحوار المنامة للسنة الخامسة عشر على التوالي، وبالنسبة لي كرجل أعمال أهتم جداً بمثل هذه المنتديات النقاشية، حيث يطرح السياسيون على مائدة الحوار كل ما يخص المنطقة وما يحيطها من مواضيع مهمة، حيث تعود نتاجات ما يطرح إيجابياً أو سلبياً على الاقتصاد بشكل عام، لذلك من المهم دراسة الأوضاع الجارية في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة في يومنا هذا، والأزمات المتواصلة وحالة عدم الاستقرار التي تشهدها الدول المحيطة مثل العراق وإيران وسوريا ولبنان والجزائر والتي لها تأثير مباشر على الاقتصاد.

وأضاف: أبارك لمملكة البحرين تنظيمها حوار المنامة لهذا العام، الذي يؤكد المكانة المتميزة التي تتمتع بها المملكة إقليمياً ودولياً في ظل حكم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، فمثل هذه التجمعات الدولية الهامة تعزز من مكانة المملكة على الخارطة الدولية والعالمية، بمشاركة هذا الكم الكبير من الوفود الخليجية والعربية والدولية وهو دليل على هذه المكانة المتميزة لمملكة البحرين.



أما علي الدقباسي عضو مجلس الأمة من دولة الكويت الشقيقة، المشارك في جلسات الحوار فقال: يعد حوار المنامة فعالية هامة جداً ويقام في ظل الظروف الإقليمية التي تشهدها المنطقة حالياً، فهو بمثابة فرصة ذهبية للقاء وتبادل الافكار والتشاور، وقد استطعنا من خلال هذا اللقاء السنوي أن نحقق المعرفة ونتابع مستجدات وتوجهات المنطقة وما يحيطها.

وأضاف: نجاح مملكة البحرين في استضافتها سنوياً لهذا الحوار الدولي يسجل إنجازاً مهماً لدول مجلس التعاون الخليجي كافة، ولما يحظى به من أصداء واسعة النطاق محلياً وإقليمياً ودولياً، الأمر الذي يعزز من مكانة المملكة على خارطة العالم.



وتابع الدقباسي: يعد حوار المنامة ملتقى فكرياً، وبحثياً، وأمنياً ويشمل مجالات اقتصادية وسياسية وعلمية، يشد انتباه المفكرين والشخصيات الدولية المهتمة بالشؤن السياسية والأمنية كافة، بدليل تواجد هذه الشخصيات المهمة من جميع أنحاء العالم، ويشرفنا أن نكون من ضمن الحضور المشاركة فيه لهذا العام.

البحرين تحتضن الجميع

بدوره أكد تاداشي مايدا، محافظ بنك اليابان للتعاون الدولي، على دور البحرين في احتضان الحوار السنوي في عاصمتها المنامة قائلاً: لطالما كانت البحرين حاضنة للحوار بكافة أنواعه، ورغم ما يدور في المنطقة من ظروف، لم تمنع مملكة البحرين أي طرف أراد الحوار، ومشاركة الجميع الرؤى والأفكار.



وأضاف: ناقشنا نقاط اساسية مهمة قد تؤثر على مستقبل الدول بشكل عام، وباعتباري عضواً مهتماً بالقضايا التي تخص الشرق الأوسط لما لها من أبعاد سياسية واقتصادية، فإنني أشجع على إقامة فعاليات حوارية كالتي تستضيفها مملكة البحرين في الخمسة عشر عام الماضية، وأتمنى أن تواصل البحرين خطاها الناجحة وإسهاماتها المتواصلة لتعزيز أمن واستقرار المنطقة.