خلصت جلسات حوار المنامة بنسخته الـ 15 إلى أن إيران هي التحدي الأكبر في المنطقة، وأن هناك فروقاً جوهرية في الطريقة التي تطمح بها دول الشرق الأوسط إلى التصرف والتفاعل مع القوى الخارجية.
وشهد هذا العام من حوار المنامة مشاركة 509 محاورين و3000 شخص داعم و35 وفداً حكوميا بالإضافة إلى 53 لغة أجنبية في الحوار.
وقال المستشار الأول للتحوط الجيو-سياسي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية جون راين، خلال الجلسة العامة الختامية والتي جاءت بعنوان "اجتياز التغير الجيو-سياسي: الشرق الأوسط في السياق العالمي"، إنه لم ير بعد تغييرات دائمة في الجغرافيا السياسية على الحدود داخل الشرق الأوسط".
وأضاف: "مهما كانت الحلول للتحديات الإقليمية، فلا بد أن يكون لها بُعد دولي متعدد"، مبيناً أن الأحاديث التي دارت خلال الجلسات في الأيام الماضية حددت كيفية ارتباط دول المنطقة مع الدول الخارجية في العلاقات الحميدة، حتى إن كانت غير حميدة، مشيراً إلى أن العلاقات الروسية والصينية في المنطقة تتمحور حول القنوات التجارية والرغبة في التوسع.
وتابع: "نتطلع لتطوير دول الخليج واقتصاداتها، والقيام بدور أكثر تقدماً في المنطقة وخارجها سواء في مجال التطوير أو حل النزاعات، والتأثير النمطي هو سمة ملفتة للنظر"، مشيراً إلى أن النقاشات التي دارت خلال "حوار المنامة" بينت كيف أن دول المنطقة مرتبطة بتأثيرات الخارج.
وبيّن راين أن للولايات المتحدة الأمريكية جهوداً في إعادة طمأنة المنطقة، معتبراً أن إيران تحدياً أمنياً في المنطقة، كون الإيرانيين يحاربون خارج سياق الحرس الثوري بالإضافة إلى ابتعاد القيادة الإيرانية عن الصورة النمطية للمواجهة.
وأوضح: "إيران تستخدم أتباعها في الدول الأخرى، والدعم المالي الذي تقدمه لهم سبباً رئيساً في التهديدات الأخرى إلى جانب الحرس الثوري الإيراني، وهناك تخوف كبير من مستوى الحشد والميليشيات التابعة لإيران، والتي ستشكل تحدياً للأجيال القادمة".
من جانبه، قال الباحث المشارك في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط حسن الحسن إن "حوار المنامة" استطاع أن يعرف العالم والمشاركين بنقاط مهمة من الوفد الصيني المشارك، مشيراً إلى أهمية الترابط الاقتصادي الموجود بين الخليج والمنطقة الآسيوية، داعياً إلى ترسيخ الاستثمارات على الصعيد التكنولوجي وهو الأمر الصعب.
وأضاف الباحث أن المنطقة الآسيوية أدانت في وقت سابق الهجمات التي حصلت في المنشآت السعودية إلا أنها لم توجه أصابع الإتهام إلى إيران تحديدً، مرجعاً ذلك إلى الارتباط بين الخطوط الأمنية والخطوط الاقتصادية وهذا مايسمى بـ"ترجمة المكاسب".
ودعا الحسن إلى ضرورة النظر للأمن والاقتصاد في الدول الآسيوية والعمل على تدفق طاقتها في الخليج.
من جانبه، كشف الباحث الأول في أمن الشرق الأوسط من المعهد الدراسات الإستراتيجية إميل الحكيّم أن المواضيع التي تم تناولها في "حوار المنامة" بنسخته الـ15 لهذا العام تناولت جدول أعمال المنطقة من خلال الحديث عن النزاعات الهامة الحاصلة.
وأشار إلى أن كل طرف من الشرق الأوسط بدأ بإعادة دوزنة مكانه خصوصاً ليبيا وسوريا، آملاً بأن تصل الأمور في هذه الدول إلى نوع من الاستقرار.
وتطرّق إلى الاضطرابات المحلية التي حصلت في الجزائر والسودان ولبنان وإيران والعراق، كما نوه إلى أن السودان اليوم دخل في مرحلة إنتقالية أفضل من ما كان متوقع لسوريا.
وشدد الحكيم على ضرورة التأكد من نجاح العملية الإنتقالية في السودان وتفادي ظهور يمن جديدة، موضحاً أن مشاركة المملكة العربية السعودية في حل الأزمة السورية ساهم في بدأ عملية سياسية عبر توقيع اتفاقية الرياض.
وأضاف الباحث الأول "نحن في حاجة إلى للدبلوماسية لإرساء الإستقرار في المنطقة، والتوترات الدولية الحاصلة أدت إلى تفاقم المشكلة وتأخر الاستقرار، والخصومة السياسية ستزيد من الوضع سوءاً".
وأكد أن نزاع العراق وسوريا سيطرح للنقاش خلال العامين المقبلين في "حوار المنامة"، لأن النزاع بحسب وجهة نظره سيمتد لذلك الوقت حتى مع إنتشار القوى العسكرية في المنطقة.
ودعا إلى ضرورة تجميد النزاعات الحاصلة وليس الإكتفاء بالإنكفاء الحاصل، واصفاً النزاعات بالمتعبة.
وكشف مدير التحليل الدفاعي والعسكري في معهد الدراسات الإستراتيجية د. باستيان غيغريش أن السياسة الأوروبية تؤثر في النقاش، والتوترات الدولية تؤثر في المنطقة.
وأشار غيغريش إلى 3 أبعاد أساسية ساهمت في عدم الإتفاق وأولها "ثغرة القيم المختلفة"، وثانياً "طريقة تطبيق جهازية قدرات المساعدة على الإطلاع بالدور البناء"، وأخيراً "ارتباط المسائل بإرساء الاستقرار عبر استخدام أدوات الاستقرار"، داعياً إلى سماع أصوات الجيل المقبل واستثمار قوة الشباب مع التحكم بقدراتهم.