- افتتح ملتقى التنمية السياسية "البحرين.. انتماء ومواطنة" بحضور 800 مشارك

-

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، أهمية استحضار المعاني الإيجابية لمفهوم الانتماء والمواطنة والحفاظ عليها، وجعلها جزءاً أساسياً في الفكر والثقافة والممارسات المجتمعية من خلال رؤية متكاملة لتقوية الحس الوطني وتعزيز مشاعر الولاء والانتماء للوطن والقيادة، وتقوية إيمان الأفراد بمسؤولياتهم وواجباتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم، وتأهيلهم ليكونوا أعضاء فاعلين في الشأن العام.

جاء ذلك لدى تفضله برعاية حفل افتتاح أعمال ملتقى التنمية السياسية "البحرين.. انتماء ومواطنة" الأربعاء، والذي ينظمه معهد البحرين للتنمية السياسية، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين ونخبة واسعة من الكوادر الفكرية الوطنية والخليجية.

وقال الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة: "إن مملكة البحرين في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حرصت على تأمين كافة الحقوق لمواطنيها وفق مبادئ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص، وهو ما عزز من مكانة البحرين كبيئة نموذجية تتمتع بروح التعايش والتسامح والتعددية التي يميز المجتمع البحريني".

ونوه بأن التمسك بقيم الانتماء والمواطنة بات اليوم معياراً يعكس تقدم المجتمعات والدول، ارتكازاً على ما تتضمنه دساتيرها وقوانينها من حقوق وواجبات، تكسب الفرد دوره، وتشعره بأهميته في المجتمع، وتجعله عنصراً فاعلاً في الحفاظ على أمن وطنه واستقراره وتقدمه.

وأشاد الشيخ خالد بن عبدالله، بأهداف ومضامين ملتقى "البحرين.. انتماء ومواطنة"، وما يحمله من معانٍ سامية ترمي إلى تعزيز القيم الوطنية التي نهضت عليها حضارة البحرين وإرثها التاريخي، والعمل على تكريسها لتقوية الروابط الراسخة التي تجمع شعب البحرين بوطنه وقيادته، وجعلها دافعاً نحو مزيد من الرفعة والازدهار للوطن.

وأضاف: "أن تزامن انعقاد الملتقى مع مناسبة وطنية مهمة وهي قرب احتفال المملكة بأعيادها الوطنية في يومي 16 و17 ديسمبر المقبل، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية في عهد المؤسس احمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، وذكرى انضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لمقاليد الحكم، يعد مظهراً وطنياً ونهجاً نحث الجهات ذات العلاقة على مواصلة غرسه وتكريسه في مجتمعنا، وبخاصة في نفوس الشباب والناشئة".

وقال "نشجع على تنظيم مثل هذه المبادرات التي تجمع قادة الفكر لوضع الأسس وطرح الأفكار الهادفة لتبني مشروعات عملية من شأنها أن تسهم في تعزيز قيم الولاء والانتماء والمواطنة بين أفراد المجتمع".

وأثنى الشيخ خالد بن عبدالله، على جهود معهد البحرين للتنمية السياسية ومبادراته الرامية إلى تعزيز الثقافة السياسية ونشر ثقافة الديمقراطية في المجتمع، والقيام بدور بناء في عملية التنشئة السياسية القائمة على منهجية واضحة لغرس القيم الوطنية في المجتمع.

وقدم الملتقى الذي حضره قرابة 800 مشارك، عدداً من الجلسات النقاشية التي ركزت على الانتماء الوطني من زوايا مختلفة، ومناقشة دور وأهمية مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز الانتماء، لتعزيز إدراك المواطنين بأهمية هذه القضايا في ترسيخ أسس المجتمع بما يعزز من تقوية دعائم التقدم والازدهار في المملكة.

فيما أعرب وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي الرميحي، في كلمة عن شكره وتقديره إلى الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة على دعمه المتواصل لبرامج وأنشطة المعهد، مرحباً كذلك بالمشاركين في أعمال ملتقى التنمية السياسية.

وأكد أن الملتقى يأتي في إطار التزامات معهد البحرين للتنمية السياسية بترجمة التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، بشأن نشر ثقافة الديمقراطية وتعزيز الوعي بحقوق وواجبات المواطنة وفقاً لأحكام الدستور ومبادئ ميثاق العمل الوطني، وبالتوافق مع الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة.

ونوه بأن انعقاد الملتقى يأتي انطلاقاً من المسؤولية الوطنية والقومية، واستشعاراً بخطورة التهديدات الداخلية والخارجية التي تحدق بالدول الخليجية والعربية، وتستهدفها في أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها وسلامة شعوبها، وهويتها الثقافية والحضارية والدينية؛ وإدراكاً لأهمية ترسيخ قيم الولاء والانتماء الوطني وتعزيز الاحترام والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع، كضرورة حتمية للحفاظ على أمن الأوطان واستقرارها ودفع عجلة البناء والديمقراطية والتنمية المستدامة.

وقال الرميحي: "إن الملتقى كمنصة فكرية وحضارية تعكس حرصنا المشترك على تعميق الشراكة بين مؤسساتنا الإعلامية والتعليمية والبرلمانية والدينية والثقافية والفنية والمجتمع المدني في غرس روح المواطنة الصالحة، وتنمية ثقافة المحبة والتسامح والسلام وقبول الآخر، وتقوية شخصية الإنسان واعتزازه بانتمائه الوطني ودينه وعروبته، وتنقية مجتمعاتنا من أي دعوات مثيرة للكراهية الدينية أو الطائفية أو التحريض على العنف والإرهاب وفقاً للدساتير والتعاليم الدينية والمواثيق الحقوقية الدولية".

وأوضح أن "البحرين.. انتماء ومواطنة" ليس مجرد شعار، وإنما هو قيمة سامية وحقيقة سياسية ومجتمعية تؤكد فخرنا واعتزازنا بالنموذج الوطني الذي أرسى قواعده جلالة الملك المفدى قبل عقدين بإطلاق مشروعه الرائد للإصلاح والتحديث، وترسيخ دولة المؤسسات والقانون على أسس من الحرية المسؤولة والتعددية والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات والكرامة الإنسانية للجميع دون تمييز بسبب الجنس أو الأصل أو الدين أو العقيدة.

وأكد الرميحي، أنه في ظل المسيرة الديمقراطية والحضارية لمملكة البحرين، قدم شعب البحرين مثالاً راقياً على صدق انتمائه لوطنه، وعظيم إخلاصه ووفائه لجلالة الملك، وتمسكه بوحدته وهويته وقيمه وعاداته الأصيلة، وتحضره في ممارسة حقوقه الدستورية من خلال مشاركته الفاعلة في إقرار ميثاق العمل الوطني بنسبة 98.4%، وإنجاح الانتخابات البرلمانية والبلدية لخمس دورات متتالية، وحرصه على إعلاء المصلحة العليا للوطن فوق أي اعتبارات طائفية أو فئوية أو أيديولوجية، ونبذه لأي دعوات مشبوهة للعنف والتخريب والإرهاب أو التدخل الخارجي في شؤونه.

وشدد على أنه على الرغم من النزاعات والتوترات التي يموج بها العالم، فقد واصلت مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك الحكيمة وشعبها الواعي، رسالتها كمنارة للتسامح والأخوة الإنسانية، بإسهامات رائدة في احتضان فعاليات وجوائز دولية، وتبني مبادرات فاعلة كإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وتدشين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في جامعة سابينزا الإيطالية، واعتماد الأمم المتحدة لمشروع صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر بإعلان الخامس من أبريل يوماً عالمياً للضمير، وغيرها من المبادرات الداعمة لبناء عالم مستدام يسوده السلام والتضامن والتنمية.

وقام الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، بتكريم المتحدثين في الملتقى ومديري الجلسات والرعاة الإعلاميين، متوجهاً بالشكر إلى كافة المشاركين في الملتقى، متمنياً لهم النجاح والتوفيق في مساعيهم للإسهام في تعزيز مفاهيم المواطنة والانتماء، والوصول إلى أفكار مبتكرة ومرئيات بناءة تدعم التطلعات المشتركة على طريق الأمن والسلام والرخاء لصالح الشعوب العربية ولخير وسعادة الإنسانية.