{{ article.article_title }}

دعا رئيس تحرير صحيفة الوطن يوسف البنخليل إلى إقرار منهج للتربية الإعلامية في المدارس لتعليم الأبناء كيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن "ترسيخ قيم المواطنة ليست مسؤولية ملقاة على عاتق الصحافة التقليدية أو شبكات التواصل الاجتماعي فحسب بل هي أيضاً مسؤولية جميع مؤسسات ومكونات المجتمع إلى جانب المؤسسات التعليمية والحكومية".وقال البنخليل، خلال الجلسة الثانية من ملتقى التنمية السياسية "البحرين انتماء ومواطنة" الأربعاء، إن "شبكات التواصل الاجتماعي أثرت على القيم"، مشيراً إلى أن "منظومة القيم الخليجية بدأت تتبدل وأصبحت تسودها الفوضى نظراً لانعدام منظومة القوانين".وأوضح البنخليل "بدأنا نرى محتوى إعلامياً مختلفاً وعشوائياً تسبب في تضرر الفرد والمجتمع ومؤسسات الدولة إلى جانب تأثيره على الدولة نفسها وعلى الانتماء الوطني وقيم المواطنة"، معتبراً أن وسائل التواصل الاجتماعي "تحولت من قناة إعلامية هادفة إلى تحديات إعلامية تجب مواجهتها، خصوصاً إذا قورنت بالإعلام التقليدي الذي كانت المؤسسات الحكومية تتحكم في محتواه وتقنن الممارسات السلبية فيه". وأكد أن التواصل الاجتماعي "أصبح يشكل تحدياً كبيراً على المجتمعات والأخلاقيات العامة".ولفت البنخليل إلى أن ترسيخ قيم المواطنة مسؤولية الجميع لا الجهات الرسمية والإعلامية التقليدية فحسب، مؤكداً أن "الصحف لديها محتوى إعلامي قوي يسهم في تعزيز الهوية والانتماء الوطني مقارنة بشبكات التواصل الاجتماعي". وأضاف "نحتاج إلى تطوير كم هائل من المحتوى على مجموعة من الوسائل الإعلامية".غير أن البنخليل أكد أن البحرين "خطت خطوة كبيرة في مجال تعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة من خلال برنامج "بحريننا" المتمثل في الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني الذي تنفذه جميع مؤسسات الدولة كمشروع وطني طموح بتوجيه ملكي وبمشاركة كل مؤسسات الدولة من أجل تنمية الانتماء الوطني ومن المؤمل أن نبصر نتائجه في القريب العاجل"، متوقعاً أن "يحتاج ترسيخ تلك القيم في المجتمع والنسيج الاجتماعي إلى أكثر من 10 أعوام من العمل الدؤوب والمتواصل، فالأمر يحتاج إلى صبر لرؤية النتائج على أرض الواقع".فيما بين المستشار الإعلامي د.بركات الوقيان، في الجلسة نفسها، أن "الإعلام التقليدي يمتلك "حارس بوابة" يحدد ما ينشر به وما لا ينشر، أما الإعلام الحديث فالحارس فيه هو قيم الفرد وانتماءاته الوطنية".وقال د.الوقيان إن "الأخلاقيات تبنى على ما تربى عليه الفرد وتعزز في نفسه من خلال الأسرة والمجتمع والتعليم، ولذلك تأثير كبير على نشأة الفرد (..) الفضاء المفتوح يحتاج إلى وعي وهي قيمة يجب تعزيزها".وأضاف "لا بد من تعزيز القيم لمنع نشر الشائعات، حيث يتعين على الجميع معرفة المصدر قبل نشر أي شيء عبر وسائل التواصل الاجتماعي".واعتبر د.الوقيان أن "الانتماء غريزة موجودة في الجميع لكن هنا يأتي دور المؤسسات الإعلامية والحكومية والتعليمية لتعزيزها وتطويرها، حيث أنها معرضة "للموت" إذا لم تستثمر بالشكل الصحيح، ما قد يؤدي للتحكم بها من خلال المؤثرات الخارجية وبالتالي إضعافها إذا لم توجد برامج تنميها".