أكد الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن البحرين سلكت عبر تاريخها منهج الانفتاح البنَّاء والإيجابي على العالم، لتوسيع شبكة علاقاتها، وخدمة مصالحها الحيوية وتطلعات شعبها، لاسيما ما توليه المملكة من اهتمام بالغ بعلاقتها مع روسيا الاتحادية.

جاء ذلك خلال مشاركته، الجمعة، في أعمال الاجتماع الدوري لمجموعة الرؤية الاستراتيجية بين روسيا والعالم الإسلامي، المنعقد في مدينة أوفا بجمهورية باشكورتوستان الروسية برئاسة رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان الروسية رئيس المجموعة، وراضي فخيروف رئيس جمهورية باشكورتوستان الروسية.

وألقى الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد كلمة في الاجتماع أعرب فيها عن ترحيبه بالأعضاء، ناقلاً للجميع تحيات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، وتمنيات جلالته للاجتماع التوفيق والنجاح، مؤكدًا على أن هذا الاجتماع أصبح منصةً رئيسية وملتقًى مهمًّا لصنَّاع الاستراتيجيات في دولنا، وموضحا أنه يتيح للجميع التعرف إلى ما تتمتَّع به دول المجموعة من مميزات، وما توفره من فرص، عبر تبادل وجهات النظر والخبرات والمعلومات في إطار تطلع الجميع إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي بما يخدم المنطقة والعالم.

وقال: "لقد انتهجت مملكة البحرين عبر تاريخها منهج الانفتاح البنَّاء والإيجابي على العالم كله، شرقِه وغربِه، لتوسيع شبكة علاقاتها بدول العالم المختلفة؛ خدمةً لمصالحها الحيوية وتطلعات شعبها، وهي ماضيةٌ على هذا النهج بخطى ثابتة إن شاء الله في ظل الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك المفدى، وهو ما انعكس بوضوح طوال السنوات الأخيرة في علاقات البحرين الطيبة مع دول العالم".

وأضاف: "إننا ننظر في مملكة البحرين باهتمام بالغ إلى علاقتنا مع روسيا الاتحادية بما لها من ثقل سياسي مهم، وما تضطلع به من دور متعاظم على المستوى العالمي، وما تتمتع به من موارد وإمكانات كبيرة، ونظرًا لما لمسناه من اهتمام متبادل من قبل أصدقائنا الروس في مختلف المجالات؛ انطلاقًا من تقاطع الرؤى والأفكار، وما يجمع الجانبين من مشتركات"، معربًا عن سعادته بما تشهده العلاقات بين البلدين من تطور كبير على مختلف الأصعدة أدى إلى توقيع الكثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية والشراكات على المستويات الأمنية والاقتصادية والتجارية والعلمية والتكنولوجية والثقافية والرياضية.

وتابع قائلا: "لقد شملت الاتفاقيات الثنائية جميع المجالات والأصعدة، كما شملت العديد من الجهات والمؤسسات الحكومية بين البلدين، مما يؤكد جدية العلاقات وعمقها"، مشيرًا إلى مذكرة التفاهم التي وقعها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية مع مجلس شورى المفتين لروسيا في شهر مايو 2017 بهدف تعزيز أطر التعاون في نشر القيم السمحة للإسلام، والتأكيد على الوسطية والاعتدال، ونبذ العنف والتطرف، وترسيخ أسس التسامح والتعايش والسلام بين الشعوب والأديان، والتعاون المشترك في خدمة القرآن الكريم والمساجد والأوقاف والتعليم الشرعي وغيرها من الشئون الإسلامية، والتي كان أول ثمارها إقامة الدورة الثامنة عشرة من مسابقة موسكو الدولية للقرآن الكريم في أكتوبر 2017م تحت رعاية صاحب الجلالة الملك المفدى.

واختتم كلمته بالقول: "ننظر باعتزاز وفخر لما وصلت إليه العلاقات البحرينية الروسية من تطور ونمو في السنوات الأخيرة، وبالنتائج المشجعة التي تحققت، ونحن ماضون بعزيمة إن شاء الله في تعزيز تلك العلاقات الاستراتيجية، ومسرورون من إصرار أصدقائنا الروس على جعل البحرين مركزًا لتوزيع البضائع الروسية المختلفة في المنطقة".