مروة غلام

لفتت الكاتبة ندى الفردان إلى أن مصطلح "أدب الطفل" لم يخلق حتى الآن، مؤكدة أن قصص الأطفال يمكن استخدامها أداة للتربية.

ونظمت أسرة الأدباء والكتاب الثلاثاء ندوة بعنوان "تأثير القصة على الطفل" قدمتها الكاتبة الفردان وأدارتها د.جميلة الوطني، بمناسبة يوم الطفل العالمي. وحضر الندوة عدد من منسوبي الأسرة والمهتمين بقصص الأطفال.


وقالت الفردان خلال الندوة "كل قصة تركت أثراً معيناً في نفس كل واحد منا، على سبيل المثال سندريلا والأرنب والسلحفاة وعنترة بن شداد وغيرها، والقصة فرع من فروع الأدب كونها ذات قدرة على تثقيف السامعين وإمتاعهم، إضافة إلى قوة الكلمة".

وأضافت "معروف أن قوة الكلمة ساهمت في قيام ثورات مثل الفرنسية على يد جان جاك روسو، وقيام أديان بسبب كلمة "اقرأ"، وهناك معتقدات ونظريات قامت بسبب الكلمة وهذا يبين تأثير القصة".

وعن قوة تأثير قصة الطفل، قالت الفردان "تعتبر قصة الطفل جنساً أدبياً، نثرياً، قصصياً، فنياً، موجهاً للطفل، وتعتبر القصة من أنجح السبل لدخول عالم الطفل الخيالي والبريء، حيث يستمتع الطفل حين يسمع القصة ومن جانب آخر تؤثر به تأثيراً قوياً".

وأشارت الفردان إلى أن القصة يمكن استخدامها أداة للتربية وللتثقيف، واستشهدت بـ"رائد الكيلاني" رائد أدب الطفل في مصر الذي اعتبر القصة ذات أثر بالغ في التربية والتنشئة، لافتة إلى أن القصة الناجحة تسهم بتزويد الطفل بمختلف الخبرات الثقافية والوجدانية والنفسية والسلوكية.

وتحدثت الكاتبة عن الخط الزمني لظهور القصص. وأوضحت أن "الفترة القديمة تخللتها الخرافات القديمة والأساطير، وفي العصور الوسطى أثر ظهور الطباعة على القصص خاصة التي كانت مسموعة وتحولت إلى مقروءة ومطبوعة، حيث ساهم ذلك في تحول القصة إلى موضوع تعليمي في العصر الذهبي والحديث".

وعن خصائص الطفل، اعتمدت الفردان تعريف الأمم المتحدة للطفولة، وقالت "هي أولى المراحل النمائية العمرية تبدأ من الولادة وحتى البلوغ ويختلف على نهايتها فهناك بلدان تعترف بسن الـ21 للبالغين وأخرى 18 سنة".

وأضافت "الخصائص الذهنية للطفل تتمثل في تميزه بالفكر السطحي للأشياء المحسوسة وفي نفس الوقت لديه قابلية لتوجيه الفكر السلوكي والعملي، ولديه حب العمل مع الأقران واكتساب الأصدقاء من الناحية السلوكية إضافة على حب الاستكشاف والمعرفة والفضول".

وتحدثت الفردان عن نظرية جان بياجيه صاحب نظرية التطور المعرفي التي كان لها أثر كبير في تطوير المفهوم المتعلق بالتعامل مع الطفل. وأوضحت أن "مصطلح أدب الطفل لم يخلق حتى الآن، وأبرز ما يميز قصص الطفل أنها تتناول الفائدة وعاقبة السلوك السلبي، على سبيل المثال قصة الجندب بيسو الذي يهوى الكسل والجلوس والنملة التي تكدح وتعمل والجندب الذي أصابته الخيبة عندما حل الشتاء وهو بلا طعام بسبب الكسل".

وأضافت "شهدت العصور الوسطى وبالتحديد العصور الإسلامية ظهور ألف ليلة وليلة وحكايات كليلة ودمنة، أما في أوروبا فكانت القصص ذات طابع ديني مثل قصص الرهبان، والحكواتي في القاهرة، والحكايات اليابانية وهذا يبين شمولية القصص في كافة بلدان العالم".

وضربت الفردان أمثلة عن القصص بالقول "الحكايات الخرافية، والحكايات الشعبية والتراثية إضافة إلى الأساطير والقصص الدينية، وتعتبر ألف ليلة وليلة من القصص المشوقة وكذلك عنترة بن شداد حيث كانت قيمة القصة في زرع الشجاعة عند الطفل، وكليلة ودمنة التي تهدف إلى تعليم الحكمة والنصح بطريقة جميلة وبطريقة غير مباشرة. وهناك قصة روبن هود الإنجليزية التي طرحت إشكالية الطبقات في المجتمع، حيث كان روبن يسطو على عربات الطبقة الغنية ليطعم طبقة الفلاحين والفقراء الموجودين آنذاك. إضافة إلى الحكاية الشعبية المنتشرة محلياً وهي قصة "أم حمار" التي كانت مصدر رعب للأطفال في ذلك الوقت لمنعهم من الخروج في أوقات الظهيرة أو في أوقات الليل المتأخرة، وكانت قصة امرأة برأس بشري وقدم حمار تمشي بصحبة كلابها في الليل لتخطف الأطفال".

وعن التطور المعرفي للطفل قالت الكاتبة الفردان "مراحل النمو في الطفولة هي مرحلة الرضاعة، ومرحلة النمو المبكر والمتوسط والمتأخر، إضافة إلى مرحلة المراهقة، وتشهد هذه المرحلة أيضاً أنوعاً مشابهة لمرحلة النمو وصولاً إلى البلوغ". وتعد هذه التصنيفات مهمة لكونها خارطة الطريق تبين أطوار تفكير الطفل وعقله وتطوره، وجان بياجيه أشار إلى قدرات الطفل الإدراكية حيث درسها عن طريق مراقبة أبنائه ومراقبة سلوكهم بالتفصيل، فكانت دراسة ميدانية للأطفال الذين جلس معهم، وتطورهم المعرفي من مرحلة الطفولة إلى البلوغ، وتحدثت الدراسة عن 4 مراحل، وأهميتها تفسير النمو حسب أبعاد سيكولوجية، وقياس تطور الذكاء مع تطور العمر. ولكتاب قصص الأطفال كانت هذه الدراسة مهمة لتحديد المعايير التي تؤخذ في الحسبان عند الكتابة".