* "الوطن" تحاور أول امرأة عربية تسجل براءة اختراع لـ"سياحة الإنترنت" في أمريكا

* المشروع الإصلاحي عبّد طريق المرأة من أجل النهضة والتطور

* المجلس الأعلى للمرأة يبذل جهوداً كبيرة في دعم المرأة بكافة المجالات

* تكريم المرأة البحرينية يؤكد متابعة ومواكبة المجلس للإنجازات

* سجلت براءة الاختراع في أمريكا لأنها الأصعب في هذا المجال

* أعمل على براءة اختراع أخرى تتعلق بنفس التخصص

* أدعو العلماء البحرينيين والعرب إلى الوصول للعالمية

* استخدام الذكاء الاصطناعي يوفر للبحرين منافع كبيرة وجمة

* بحث "ملكة الاختيار لدى الإنسان" وراء تسجيل براءة الاختراع في أمريكا

* نقدم حلولاً إلكترونية للمؤسسات والشركات عبر البرمجة والذكاء الاصطناعي

* سياحة الإنترنت يختص بترتيب وعرض المعلومات بشكل معين

* الفتاة البحرينية تتمتع بقدرات خاصة وقادرة على الوصول للعالمية

وليد صبري

كشفت الرئيس التنفيذي لشركة "صجي SAYG SPC"، المتخصصة في مجال البرمجيات، الدكتورة الشيخة إيشاع بنت محمد بن حمد آل خليفة، عن أن "بحثها الذي حمل عنوان "ملكة الاختيار لدى الإنسان"، كان وراء تمكنها من تسجيل براءة الاختراع في أمريكا"، لتصبح عن طريقه أول امرأة عربية تحصل على براءة اختراع برامج من هذا النوع من "مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة الأمريكية"، واصفة ما قامت به من دراسات وأبحاث في هذا المجال بـ "المهمة الصعبة للغاية"، مشيرة إلى أنها "كان لديها إصرار على تسجيل براءة الاختراع في أمريكا لأنها الأصعب في هذا المجال".

وأضافت الدكتورة الشيخة إيشاع بنت محمد بن حمد آل خليفة، في حوار لـ"الوطن"، بمناسبة تكريم المجلس الأعلى للمرأة لها بوصفها من القيادات والرائدات في مجال العمل الأكاديمي، خلال الاحتفال بيوم المرأة البحرينية أنها "وفرت تطبيقاً إلكترونياً لدعم المرأة المُعَنَّفة في المنزل، يعد الأول من نوعه في هذا المجال"، موضحة أن "تهتم بتقديم حلول إلكترونية للمؤسسات والشركات عبر البرمجة والذكاء الاصطناعي، من خلال شركة "صجي SAYG SPC"".

وأكدت أن "المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، عبّد طريق المرأة من أجل النهضة والتطور"، مشيرة إلى "جهود صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، من أجل حصول المرأة البحرينية على حقوقها".

وقالت الدكتورة الشيخة إيشاع بنت محمد بن حمد آل خليفة إن "تكريم المجلس الأعلى للمرأة لها كان مفاجأة سعيدة وكبيرة بالنسبة لها، ما يدل على أن المجلس يواصل جهوده في دعم المرأة البحرينية، كما أن التكريم يكشف أن هناك متابعة ومواكبة لإنجازات المرأة البحرينية في شتى المجالات". وإلى نص الحوار:

"سياحة الإنترنت"

* هل لنا أن نتطرق إلى براءة الاختراع التي قمتم بتسجيلها في أمريكا عن برنامج "سياحة الإنترنت"؟

- قصة براءة الاختراع بدأت كبحث علمي، وليس كنية اختراع، بالنسبة لأي أكاديمي موجود في أي مكان في العالم، بدأت أعد أبحاثاً وأنشرها، ومع الوقت، كشفت لي مسائل معينة، وواحدة من تلك المسائل حيرتني، لأن لها علاقة بتفكير الإنسان ومنطقه، وللعلم، تخصصي في الأساس هو الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى دراسة أسلوب تفكير الإنسان، وتطبيقه، وسبب اتجاهي لهذا العلم هو أنه علم جديد، فهو يشمل دراسة أسلوب تفكير الإنسان وتطبيقاته، من خلال الكمبيوتر. وسبب دراستي لهذا العلم، كونه علماً جديداً، ويتناول كيفية التوصل لأساليب متطورة للتعامل مع الإنسان من خلال الكمبيوتر، ومع الأبحاث، ومن خلال الدراسة توصلت لفكرة جديدة أدركت أنها غير موجودة من قبل، ومن هذا المنطلق فكرت في تسجيل براءة الاختراع، وبالتالي عدد السنوات في العمل على حل المسألة لم تقل عن نحو 5 سنوات، وهذا كان مجرد العمل على حل المسألة، وبعدما أوجدت الحل فكرت في تسجيل براءة الاختراع، وتلك الفترة استغرقت نحو سنتين ونصف، أو أكثر، وعندما بدأت في تسجيل براءة الاختراع، كانت لدي الفكرة والحل والمسألة الرياضية حاولت أن أسجلها كان لابد أن أكتبها بشكل واضح وكامل وشامل، بكل تفاصيلها، وأحلها حلاً نموذجياً، لأن الاختراع نفسه عبارة عن أسلوب جديد في علم الرياضيات، وليس له وجود في السابق، وكلما تحدثت مع أي شخص عن إمكانية تسجيل براءة اختراع لحل جديد في علم الرياضيات، كان الجواب بالنسبة لي بأنه ليس هناك أمل في ذلك، لأن أساليب الرياضيات عامة وموجودة ولا يسمح بتسجيل براءة اختراع فيها، بل إنه من الصعب أو المستحيل تسجيل براءة اختراع فيها، وأحد الأسباب التي دفعتني إلى الاستمرار في المحاولة أن شركة "جوجل" سبقت أن قدمت براءة اختراع على أسلوب خاص بالرياضيات، ولقد فكرت في أن أحاول رغم معرفتي بأن الأمر جديد. وبرنامج "سياحة الإنترنت" يختص بترتيب وعرض المعلومات بشكل معين، فعندما يكون هناك برنامج سياحي، يكون هناك ترتيب للمعلومات بشكل معين، وبالتالي المستفيد الأول هو الشخص الذي يستخدم البرنامج، وبالتالي مبدأ "سياحة الإنترنت" يتعلق بزيارة الصفحات بشكل متعاقب، وهنا لا بد أن نشير إلى أن الاكتشاف العلمي أو براءة الاختراع لا يظهر بنية براءة الاختراع، ولكن يكون عن طريق اكتشاف المشاكل الموجودة، والبحث عن الحل، وبالتالي الحل يكون عبر التكنولوجيا الموجودة التي نستخدمها، وأحيانا تكنولوجيا غير موجودة.

* ما الخطوات التي قمتم بها من أجل تسجيل براءة الاختراع؟

- كلمت عدداً من الأشخاص والمكاتب المعنية بالمساعدة في تسجيل براءات الاختراع سواء في البحرين أو في الخليج العربي أو في الدول العربية، وتحدثت مع مكاتب تساعد العلماء العرب على تسجيل براءات الاختراع سواء في الدول العربية أو في خارجها، لكن كان التخوف من صعوبة الأمر، لدرجة أنني تحدثت مع مكتب في كندا بشأن هذا الأمر، لكنهم أخبروني بأنهم يمكن أن يساعدوني في الكشف عن التحقق من تسجيل براءات الاختراع المشابهة، من عدمها، لكن التقديم نفسه لا يستطيعون القيام به.

* لماذا كان إصراركم على تسجيل براءة الاختراع في أمريكا؟

- كان لدي إصرار على تسجيل براءة الاختراع في أمريكا لأنها تعد أمراً صعباً، وما دمت استطعت الحصول على براءة الاختراع في أمريكا فهذا سوف يمكنني من تسجيل براءة الاختراع في أي مكان في العالم، لأن أمريكا هي الأشهر والأصعب على الاطلاق بشأن تسجيل براءات الاختراع، سواء فيما يتعلق ببرامج الرياضيات أو البرامج الإلكترونية. وعندما توجهت إلى أمريكا لتسجيل براءة الاختراع لم أكن أعرف أحداً، وقد أجريت اتصالات بشكل عشوائي مع مجموعة من المكاتب التي تساعد في تسجيل براءات الاختراع، إلى أن حصلت على ردود وتحدثت مع أحد المحامين المعنيين بالأمر، وهو الذي يسجل براءة الاختراع وفي ذات الوقت يتولى مهمة الدفاع عنها، وبجانب المحامي، هناك مستشارون علماء، والمستشار الذي تعاملت معه كان حاصلاً على شهادتين، ماجستير في الرياضيات، وماجستير في علوم الحاسب، وبالتالي فهو خبير في هذه العلوم كما أنه خبير في تسجيل براءات الاختراع المتعلقة بتلك العلوم، وقد أعطاني مهلة نصف ساعة فقط على الهاتف كي يحدد إذا ما كان سيعطيني الفرصة لتسجيل براءة الاختراع أم لا؟ ثم عقدت جلسة معهم في واشنطن دي سي، لشرح الاختراع لهم وجها لوجه، وبعد جلسة استمرت 4 ساعات تمكنت من إقناعهم بالاختراع وبضرورة الحصول على براءة الاختراع.

* كم استغرقت فترة العمل على الاختراع؟

- براءة الاختراع عبارة عن أسلوب جديد في علم الرياضيات، وهو يؤدي إلى ترتيب المعلومات بأسلوب معين، وقد استغرقت فترة العمل عليه نحو 7 سنوات، والاختراع عبارة عن وسيلة لترتيب وتقديم المعلومات، على الإنترنت، بحيث يعرضها على المستخدم، حيث يمكن أن تكون المعلومات، صفحات إلكترونية، ويمكن أن تحوي الصفحات معلومات عن موضوع معين، ويمكن أن تحتوي الصفحات على أي نوع من المعلومات، وطالما أن عملية البحث لها براءة اختراع لا يحق لأي شخص غيري أن يستخدمه في البحث عن المعلومات. والآن أنا أعمل على تطبيق براءة الاختراع في البحرين، لأنني حصلت على براءة الاختراع في عام 2018. ولا شك في أن الحصول على براءة الاختراع في هذا المجال يعد إنجازاً، وأنا فخورة بذلك، لأن الحصول على براءة الاختراع في هذا المجال تعد أمراً صعباً جداً، كما أن التطبيقات الخاصة ببراءة الاختراع كثيرة ومتعددة، ولذلك نحن نعمل على التطبيقات الخاصة بذلك، ولأنها أسلوب خاص بالرياضيات فهي تستخدم في ميادين كثيرة يصعب حصرها الآن ولذلك نحن نعمل على تلك التطبيقات وعلى اكتشاف الجديد فيها.

* تم تصنيفكم أول امرأة عربية تحصل على براءة اختراع برامج من هذا النوع من "مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة الأمريكية.. ما شعوركم بما وصلتم إليه؟

* أنا فخورة جداً بهذا الأمر، وأشجع الباحثين والعلماء البحرينيين والعرب إلى الوصول إلى العالمية.

* * هل هناك في خططكم دراسات أو أبحاث أو اختراعات تعكفون على العمل عليها خلال المرحلة المقبلة؟

- نعم بالتأكيد، وأنا بالفعل أعمل على براءة اختراع أخرى تتعلق بنفس التخصص تقريباً.

منافع الذكاء الاصطناعي

* الذكاء الاصطناعي كان محور رسالة الماجستير، كيف يمكن الاستفادة من التخصص في البحرين؟ وفي أي المجالات؟

- الذكاء الاصطناعي يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لي، ولأنه علم جديد، فإنه من الممكن أن يقدم خدمات إضافية أكثر من أساليب البرمجة العادية، والذكاء الاصطناعي بوجه عام، مر بعدة مراحل، المرحلة الأولى، وهو أول ما ظهر انتشر بقوة، ثم ما لبث أن مر بمرحلة ركود، والآن عاد للانتشار من جديد، وخلال تلك المراحل، ظهرت عيوبه، وظهرت أيضاً منافعه، وبالنسبة للمنافع التي يمكن أن نجلبها للبحرين في هذا التخصص فهي كثيرة، لأنه يمكن أن يوفر خدمات إضافية غير متوفرة حالياً، وقد لاحظت أن هناك تطبيقا في البحرين يتم استخدامه، ونحن كشركة حريصون على توفير تلك الخدمة، حيث يوفر معلومات للأشخاص الذين يحتاجون معلومات بأسلوب 24 ساعة في اليوم، و7 أيام في الأسبوع، ويمكنه أن ينهل من المعلومات التي يحصل عليها في المؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة، ويفيد الإدارات من خلال جمع المعلومات واتخاذ قرارات بعلم، ولذلك فهو له فوائد كبيرة وكثيرة.

"ملكة الاختيار لدى الإنسان"

* تعدين أول بحرينية تحصل على الدكتوراه في "ملَكَة الاختيار لدى الإنسان".. هل لنا أن نلقي الضوء على هذا الأمر؟

- بحثي الأساس كان عن أسلوب الإنسان في اتخاذ القرار، حيث إنه إذا توفر ذلك السبب، ستنتج عنها تلك النتيجة، وبالتالي الإنسان يمكن أن يرتكب خطأ وهذا الخطأ شائع، وقد كان أحد الأسباب التي جعلتني أتمسك بهذا التخصص في الحصول على الدكتوراه أن مجموعة من العلماء الذين كنت أتواصل معهم كانوا يستخدمون هذا المبدأ في التشكيك في وجود الخالق سبحانه وتعالى، وبالتالي لم أقتنع بآرائهم وردودهم، نظراً لإيماني القوي بوجود الله، ومن ذلك توصلت إلى حل ومن ذلك الحل توصلت إلى الاختراع، ثم الحصول على براءة الاختراع.

* ماذا عن مشروع "صجي SAYG SPC" لتطبيقات الواقع المعزز؟

- لقد عملت نحو 18 عاماً في المجال الأكاديمي، في الجامعة الملكية للبنات، وفي جامعة البحرين، وقد فكرت بعد ذلك، أن أعمل في القطاع الخاص، وأنا أحاول من خلال الشركة أن أقدم خدمات من وجهة نظر مختلفة لأن لدي خبرات في البرمجيات من خلال سنوات التدريس الأكاديمية، حيث كنت أشجع الطلاب على الإنتاج البرمجي، لأن هذا النوع من الإنتاج، ينتج ويطور اقتصاديات كبيرة لاسيما في أمريكا، ولذلك فكرت أن أقدم ذلك كبرامج أيضا، ولهذا السبب أنشأت الشركة على أساس أن نقدم حلولاً إلكترونية مبتكرة للمؤسسات والشركات، سواء كان هذا الحل عن طريق استخدام مبدأ الذكاء الاصطناعي أو عن طريق أنواع البرمجيات الموجودة، أو ربما يكون الحل جديداً، لذلك نحن نقدم حلولاً إلكترونية للشركات والمؤسسات من خلال البرمجة والذكاء الاصطناعي، وهذا وارد، لأن بعض المشكلات التي تواجهها مؤسسات وشركات لا تحل إلا بالذكاء الاصطناعي، ولذلك نحن نستخدم جميع البرمجيات المتعلقة بتلك المجالات. على سبيل المثال، نحن قمنا بتوفير تطبيق إلكتروني لدعم المرأة التي تتعرض للعنف في المنزل، لإحدى الجمعيات الداعمة للمرأة في البحرين، وفكرة التطبيق جديدة وهي الأولى من نوعها، إلكترونيا، حيث يمكن التطبيق المتطوعات من استخدامه لكن دون الاطلاع على أية خصوصية تخص الجمعية أو المؤسسة البحرينية.

إنجازات المرأة البحرينية

* كيف تقيمون اهتمام البحرين بالمرأة في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك؟ وكيف تقيمون جهود المجلس الأعلى للمرأة في دعم المرأة البحرينية منذ تأسيسه؟

- صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، تقوم بجهود كبيرة من أجل حصول المرأة البحرينية على حقوقها، من خلال تشجيعها على التطور ومواكبة العصر، ودعمها في أي مجال، وقد تم ذلك في عهد حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، لاسيما وأن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، عبد الطريق للمرأة كي تعيش النهضة والتطور وتحصل على حقوقها كاملة، والحقيقة يوم أن أجتهد في الحصول على براءة الاختراع لم أكن أفكر في أن هناك تكريماً وقد كانت مفاجأة سعيدة بالنسبة لي، وهذا يدل على أن هناك متابعة ومواكبة لإنجازات المرأة البحرينية في شتى المجالات، وكان شعوراً جميلاً وفرحة كبيرة بالنسبة لي لاسيما وأن المتابعة والتشجيع تأتي من خلال المجلس الأعلى للمرأة. والحقيقة أن المجلس الأعلى للمرأة يبذل جهودا كبيرة في دعم المرأة البحرينية، في كافة المجالات، ولذلك البحرين متطورة جداً في هذا المجال.

* ما هي رسالتكم للفتاة والمرأة البحرينية؟

- أنا درست لفتيات على مدار 18 عاماً، والحقيقة أن لديهن قدرات كبيرة جداً، ولذلك أشجعن على التدريب والتطوير من أجل الوصول للعالمية.