أشاد رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة بالاهتمام البالغ الذي حظيت به دور العبادة من قِبل المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، مستذكراً مناقب ومآثر الفقيد الراحل، ومتابعته الحثيثة وحرصه على تنفيذ توجيهات قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في تلبية احتياجات المناطق من إنشاء وعمارة دور العبادة، فقد كان شخصيةً إسلاميةً شامخةً، ورمزًا وطنيًّا كبيرًا، ومفكرًا حكيمًا ومؤرخًا معروفًا، صاحب الدور الأهم والأبرز في تأسيس وبلورة عدد من القطاعات الدينية؛ بدءًا بإنشاء إدارة الشؤون الإسلامية ومراكز تعليم القرآن الكريم في العام 1976م، مرورًا بتأسيس شؤون القرآن الكريم والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إلى جانب دوره البارز في تطوير العمل والتشريعات في المحاكم الشرعية والمدنية وفي شؤون الأوقاف الإسلامية وأموال القاصرين وبكل ما يتعلق بالبحث والدعوة والإرشاد.



جاء ذلك في كلمة ألقاها في حفل افتتاح مسجد المغفور له الشيخ خالد بن علي آل خليفة، والذي بُني على نفقة المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، بمنطقة الحمرية في سترة، بحضور عدد من أفراد العائلة المالكة وكبار المسؤولين في المملكة، وعدد من أصحاب الفضيلة والسماحة، وسماحة شيخ الإسلام طلعت صفا تاج الدين المفتي العام ورئيس النظارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا.

وأضاف "في بيت من بيوت الله، وفي ساعة مباركة من ساعات أعمارنا، نفتتح على بركة الله تعالى هذا المسجد المبارك.. مسجد الشيخ خالد بن علي آل خليفة رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته-، في بلد الخير مملكة البحرين أدام الله عزَّها وأتمَّ لها أمنها وأمانها في ظل قيادة عاهل البلاد المفدى أيّده الله.



واستطرد قائلاً: وإذ نفتتح اليوم مسجد الشيخ خالد بن علي آل خليفة رحمه الله تعالى، فإننا نستذكر مسيرة سمو الوالد الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله تعالى الحافلة بالعطاء، ورغبة سموه الملحّة في إعادة بناء وتشييد المسجد؛ فعلى الرغم من مرضه إلا أنه كان حريصًا على إقامة المشروع، وكان يشرف بنفسه على ذلك، حيث قام –رحمه الله تعالى- بعدة زيارات ميدانية للتأكد من مساحة الأرض التي سيتم تشييد المسجد عليها، سائلاً المولى جلَّت قدرته أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويسكنهم الفردوس الأعلى من جنته، وأن يجعل عملهم في موازين حسناتهم، وأن يوفق الجميع لخدمة الدين والوطن والأمة وأن يجعلهم هداة مهتدين يقولون بالحق وبه يعدلون.

وقال إنَّ الله عزَّ وجلَّ مَنَّ على هذه الأمة بأن جعل لها الأرض مسجدًا وطهورًا، وما زالت نفوس المسلمين متعلقة دائمًا بالمساجد وإعمارها، فما يفتئون يشيدونها ويزينونها ويعمرونها بالإيمان، فهو عنوان تواصلهم وملتقى ندواتهم، ومجالس علمهم، ففيه أنسهم وراحتهم، وفيه تتراص الصفوف، وتتوحد الكلمة، وتتطهر الصدور بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالإخلاص والعمل الصالح، ولا يخفى على أحد ما للمساجد من دور ريادي تربوي بالغ الأهمية في مجتمعات المسلمين لذا كانت عمارتها وصيانتها من أجل القربات وأفضل الطاعات قال تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من بنى لله مسجدًا بنى الله له بيتاً في الجنة).



الجدير بالذكر أن المسجد يُعد من مشاريع دور العبادة التي أشرفت الوزارة على بنائها، وتبلغ مساحته الإجمالية 511 متراً مربعاً، ويتكون من دور واحد يحتوي على قاعة صلاة للرجال وتتسع لـ 300 مصلٍ، وقاعة صلاة للنساء وتتسع لـ 40 مصلية، وميضأتين ودورات مياه للرجال والنساء ومدخل رئيسي وآخر جانبي للرجال ومدخل للنساء، هذا بالإضافة إلى غرفة نوم للمؤذن ومطبخ، ووقف يحتوي على محل تجاري تُقدر مساحته بـ 37 متراً مربعاً، وقد روعي في تصميم المسجد الحفاظ على الهوية المعمارية للعمارة البحرينية التقليدية.