افتتح عبد الحسين بن علي ميرزا رئيس هيئة الطاقة المستدامة ندوة "بيئيون بالفطرة"، والتي نظمتها جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية في نادي بابكو بمنطقة عوالي بحضور المهندس إبراهيم طالب نائب الرئيس التنفيذي لشؤون التكرير بشركة بابكو، ومنى العلوي رئيسة الجمعية، وعدد كبير من كبار الشخصيات واعضاء الجمعية ومن المدعوين والمهتمين بهذا المجال.

وألقى ميرزا كلمة رئيسية في الندوة بدأ فيها برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى القيادة الحكيمة وشعب البحرين الوفي بمناسبة الأفراح العارمة التي تجتاح مملكة البحرين بالأعياد الوطنية وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وبمناسبة فوز منتخب البحرين الوطني ببطولة كأس الخليج العربي الرابعة والعشرين.

وعبر ميرزا عن سعادته لرعاية هذه الفعالية التي تهدف إلى نشر الوعي حول أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، ومؤكدا على أن أهداف الفعالية تلتقي مع أهداف هيئة الطاقة المستدامة التي تعمل على تعزيز كفاءة الطاقة من خلال برامجها المُدرجة تحت الخطة الوطنية لكفاءة الطاقة وتشجيع استخدام الطاقة المتجددة والاستثمار فيها.

وقال ميرزا في كلمته: إن القيادة تدعم دوماً كل الجهود والمبادرات سواء من القطاع العام أو الخاص أو مؤسسات المجتمع المدني الرامية لتشجيع الاستخدام الأمثل للموارد وتقليل التلوث وتنمية الوعي بالحفاظ على البيئة ومكوناتها. واننا كهيئة حكومية نواكب التطورات والتقنيات الجديدة لتوفير طاقة آمنة ومستدامة لنا وللأجيال القادمة. وفي المقابل لابد من تنمية الاحساس بالمسؤولية من قبل جميع الافراد في ترشيد استهلاك الطاقة وتوفيرها، فهي معادلة لا يتحقق ناتِجُها الصحيح إلا بقيام كلٍ بدوره. خاصة في وضعنا الحالي، فإن الترشيد لم يعد خياراً وإنما ضرورة ملحة تحتم علينا جميعا سرعة التحول نحو الكفاءة والفاعلية في إنتاج الطاقة وفي استخدامها. لذا أثمن عالياً حمل جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية هذا الهم والهاجس البيئي، وأقدر بعمق تنظيم هذه الفعالية لتذكيرنا جميعاً بأهمية قيامنا بدورنا وواجبنا تجاه البيئة.

وأضاف: وفي هذا السياق أبين أن هيئة الطاقة المستدامة لها دور محوري في حماية البيئة من خلال تنفيذها للأهداف الوطنية التي أقرها مجلس الوزراء الموقر لتحسين كفاءة الطاقة بنسبة 6% بحلول عام 2025، وإدخال مزيج من الطاقة المتجددة بنسبة 5% بحلول عام 2025. وكأمثلة سريعة للمبادرات العديدة التي تتابعها الهيئة: مشروع محطة التبريد المركزي في خليج البحرين لتخفيض كلفة تبريد المباني والتي تشكل حوالي 60% من استهلاك الكهرباء خلال أشهر الصيف.

وذكر أن أول نظام للتبريد المركزي في العالم كان في مدينة عوالي في الثلاثينيات، وأن أول مشروع تجريبي للطاقة الشمسية بسعة خمسة ميغاوات قمنا به كان في مدينة عوالي في عام 2012، وهناك مشروع تم طرحه في مناقصة لمحطة طاقة شمسية بطاقة 100 ميغاوات في منطقة عسكر، وفي الاسبوع الماضي قمنا بتدشين مشروع شركة تطوير للطاقة الشمسية بسعة أربعة ميغاوات ونبحث الآن مع وزارة التربية والتعليم مشروع لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية على أسطح مباني 8 مدارس حكومية، لتخفيض كلفة الكهرباء لديها وترسيخ المفاهيم الصحيحة للطاقة النظيفة في أذهان الطلبة والناشئة.

وختم ميرزا كلمته قائلا: لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر والتقدير لجمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية لتنفيذ هذه الفعالية، ولشركة نفط البحرين لشراكتها ودعمها لمثل هذه المبادرات الهادفة، وللرعاة والمتحدثين والمشاركين.

وفي كلمتها بينت رئيسة الجمعية منى العلوي أن فعالية "بيئيون بالفطرة" تدعم بشكل كبير الأهداف الوطنية التي تسعى هيئة الطاقة المستدامة لتحقيقها لكون رسالة الفعالية ومحورها هو إيقاظ الحس الفطري لدى الجميع بحماية البيئة، بما يشمل توفير الطاقة وتحسين الاستفادة من الموارد الطبيعية لضمان استدامتها للأجيال القادمة، لافتة أن الفعالية عبارة عن ندوة ومعرض، حيث شارك في الندوة أربعة متحدثين مزجوا بين الماضي العريق للأجداد في حماية البيئة والمستقبل المنشود في هذا المجال من خلال الشباب الواعد.

وأضافت أن المعرض تناغم فيه الماضي والحاضر جنبًا إلى جنب بعرض الصناعات اليدوية الشعبية والمنتجات الحديثة. وقد شارك فيه 14 عارضا، استعرض بعضهم الحرف القديمة كصناعة "القراقير" لصيد السمك وصناعة السلال والورق من الخوص، وغيرها، وفي الجانب المقابل كان هناك عارضون للمبادرات أو المنتجات الحديثة الصديقة للبيئة.

وأثنت رئيسة الجمعية في كلمتها الافتتاحية على الاهتمام الذي لمسته الجمعية من رئيس هيئة الطاقة المستدامة في قبوله وتفضلِّه برعاية هذا المحفل البيئي، وثمنت عالياً مساندة شركة نفطِ البحرين بابكو في احتضان ودعم الفعالية.