أناب سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى رئيس المجلس الأعلى للبيئة، رئيسة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الأحد، بافتتاح معرض "في أعماق العصر الجوراسي" بتنظيم من متحف التاريخ الطبيعي - لندن وبدعم من المجلس الثقافي البريطاني في متحف البحرين الوطني.

ويأتي تنظيم المعرض بمناسبة ذكرى احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، وذكرى انضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لمقاليد الحكم بالذكرى الواحدة والثلاثين، وكذلك ذكرى تأسيس متحف البحرين الوطني.

وحضر افتتاح المعرض، وزير شؤون مجلس الوزراء محمد بن إبراهيم المطوع، ومحافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة وعدد من كبار المسؤولين بالمملكة والمدعوين.

ويقام "في أعماق العصر الجوراسي" والمشهور عالمياً في البحرين للمرة الأولى، حيث يأخذ الزوّار في رحلة إلى أعماق العصر الجوراسي، قبل 200 مليون عام، للاطلاع على الكائنات التي عاشت في البحار قبل ملايين السنين، في الوقت الذي كانت تتواجد فيه الديناصورات.

ويجمع المعرض، ما بين عروض مقاطع الفيديو ثلاثية الأبعاد، والتي تم إنشاؤها بالحاسوب (CGI)، وأحافير حقيقية ونسخ طبق الأصل من المجموعة الواسعة والفريدة للأحافير البحرية التي يملكها متحف التاريخ الطبيعي.

وتم تصميم المعرض ليخاطب شريحة واسعة من الجماهير في مملكة البحرين، وذلك من خلال مجموعة متعددة من العناصر التي تتنوع ما بين عروض تفاعلية، ومقاطع فيديو ثلاثية الأبعاد، وعروض الصوت المذهلة والكثير من العناصر القابلة للمس باليد كالجلود والأحافير وغيرها، وذلك من أجل توفير تجربة فريدة ومؤثرة للزوار.

كما سيقدّم المعرض برنامجاً تعليمياً وتثقيفياً مصاحباً صممه الفريق التعليمي لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن وموجّه للفئات العمرية من 6 سنوات فما فوق.

وتتزامن استضافة المعرض، الذي يستمر 3 أشهر، مع برنامج هيئة البحرين للثقافة والآثار خلال عام 2019 بشعار "من يوبيل إلى آخر" وكجزء من فعاليات الهيئة التي تحتفل عبرها بالأعياد الوطنية لمملكة البحرين.

وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "نفتتح هذا المعرض القادم إلينا من المملكة المتحدة في ذكرى تأسيس متحف البحرين الوطني وضمن احتفالاتنا بالأعياد الوطنية، لنؤكد أن العمل الثقافي هو الجسر الذي نصل به إلى الشعوب وبه نصنع الحوار الإنساني مع الآخر".

وأكدت أن هيئة البحرين للثقافة والآثار تضع ضمن استراتيجيتها بعيدة المدى تأسيس علاقات شراكة وثيقة مع المؤسسات الثقافية الرائدة حول العالم لتعزيز الحراك الثقافي المحلي والتأكيد على مكانة البحرين كمركز إقليمي وعالمي للإنتاج الحضاري.

وثمّنت دور المجلس الثقافي البريطاني في مملكة البحرين والذي يعمل دائماً إلى جانب هيئة البحرين للثقافة والآثار من أجل إثراء العلاقات الثقافية بين البلدين الصديقين عبر العديد من الفعاليات والأنشطة.

كما شكرت متحف التاريخ الطبيعي في لندن على منح الجمهور في البحرين الفرصة لمعايشة تجربة علمية وثقافية مغايرة من خلال إقامة المعرض وجعله محطة غنية تثري نشاط متحف البحرين الوطني ودوره التنويري في المجتمع البحريني.

وقال مدير برنامج الثقافة والرياضة في المجلس الثقافي البريطاني وسيم كوتوب: "برنامج معارض المملكة المتحدة والخليج يهدف إلى بناء جسور ثقافية وتوفير فرص للمتاحف والمعارض في كل من المملكة المتحدة والخليج، نأمل أن يؤدي البرنامج إلى بناء علاقات مشتركة قوية ويترك أثراً إيجابياً دائماً".

يذكر أن "في أعماق العصر الجوراسي" يأتي ضمن برنامج معارض المملكة المتحدة والخليج، وهو برنامج مشترك أطلقته وزارة الثقافة الرقمية والإعلام والرياضة بالمملكة المتحدة (DCMS) بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني عام 2017 بهدف دعم المؤسسات الثقافية والمتحفية في المملكة المتحدة في إيجاد شركاء في دول منطقة الخليج العربي لإقامة معارض فنية وثقافية تصاحب كل منها برامج ثقافية عامة، ما من شأنه تعزيز التبادل في جوانب الثقافة والفن والتراث بين بريطانيا ودول المنطقة.

يشار إلى أن المعرض، حصل على دعم سخي من المجلس الثقافي البريطاني، وزارة الثقافة الرقمية والإعلام والرياضة بالمملكة المتحدة (DCMS) و (GREAT) من خلال برنامج معارض المملكة المتحدة والخليج، وذلك من أجل دعم وتشجيع بناء شراكات وعمل مشاريع تعاون ما بين المؤسسات في المملكة المتحدة والخليج.

ويعد متحف التاريخ الطبيعي مركزاً رائداً عالمياً للأبحاث العلمية. من خلال عمله يلهم المتحف حب العالم الطبيعي ويعمل على إيجاد إجابات لقضايا تواجه البشرية والكوكب. يعالج المتحف من خلال خبرته التي لا تضاهى قضايا مختلفة مثل الأمن الغذائي، القضاء على الأمراض وإدارة ندرة الموارد.

ويستقطب متحف التاريخ الطبيعي حوالي خمسة ملايين زائر كل عام، ويستقبل الموقع الإلكتروني الخاص بالمتحف أكثر من 850,000 زائر شهرياً من جميع أنحاء العالم، فهو أحد المتاحف الأكثر زيارةً في أوروبا والأهم جاذبيةً في المملكة المتحدة. يستمتع الزوار في زيارتهم للمتحف بالفعاليات والمعارض المقدّمة، ويشاركون بشكل شخصي وعبر الإنترنت في الأنشطة العلمية والتعليمية من خلال البرامج المبتكرة ومشاريع "علوم المواطن".