نظّمت هيئة البحرين للثقافة والآثار للمرة السابعة على التوالي، فعالية "ما نامت المنامة" يومي الأحد والاثنين ما بين الصالة الثقافية وباب البحرين احتفاءً بالأعياد الوطنية البحرينية وبالذكرى الواحدة والثلاثين لتأسيس متحف البحرين الوطني. وأقيمت الفعالية هذا العام بدعم من مؤسسة تمكين وبالتعاون مع مؤسسة بي ان بي باريبا، وقدمت للجمهور فقرات تنوعت ما بين الموسيقى، الأدب، الفن وغيرها على مدار اثنتي عشرة ساعة متواصلة.

وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة "تستمر فعالية ما نامت المنامة في إعادة النشاط الثقافي إلى مواقعنا التاريخية والحضارية، فأصداء الاحتفاء بذكرى تأسيس متحف البحرين الوطني تتردد في باب البحرين والمنامة التي تزخر بمعالمها الإنسانية والحضارية، معلنة عن قرب بداية عام جديد سيكون لنا فيه محطات تؤكد على كثافة المنجزات الحضارية والثقافية لمملكة البحرين منذ عصر حضارة دلمون وحتى اليوم". وتوجهت معاليها بالشكر الجزيل إلى مؤسسة تمكين ولمؤسسة بي ان بي باريبا وإلى كل داعمي "ما نامت المنامة"، منوهة بأهمية تعاون كافة الجهات المعنية من أجل الارتقاء بالحراك الثقافي في المملكة.

وأوضحت أن "ما نامت المنامة" تأتي في منتصف شهر ديسمبر وتستمر لاثنتي عشرة ساعة متواصلة من النشاط الثقافي لتمتد في يوم العيد الوطني البحريني، مؤكدة أن المنجز الثقافي هو ما يروّج للأوطان ويعزز مكانتها على الخارطة العالمية.

وفي بداية الفعالية، قدّمت "ما نامت المنامة" لجمهورها ساعتين من الإبداع الموسيقي والسماعي، انطلق مع حفل "هارمونيات شرقيّة" وقدّمه شباب مبادرة هارموني، المنبثقة عن مهرجان تاء الشباب، حيث تضمن الحفل أغاني طربيّة من العالم العربي، فيما تضمنت الساعة الثانية حفلا بعنوان "مع العود" قدمه الفنان سعد جواد وأخذ فيه الجمهور في رحلة سماعية مميزة حول العالم برفقة أحمد معني (عازف الإيقاع).

وانتقلت "ما نامت المنامة" من بعد ذلك إلى باب البحرين لتقدّم أولاً أمسية شعرية بعنوان "ولي وطن"، وهي أمسية شعريّة خصصت للمشتركين في دورة "موسيقى الشعر" التي قدّمها الدكتور فوّاز الشروقي، كنتاج أعمالهم، وتم تقديمها بصحبة الموسيقى الأصيلة.

وفي استكمال لنشاط الليلة، انطلق العمل على "سفينة الإنجازات"، والتي هي عبارة عن عمل تركيبي من فكرة وإشراف المهندس أحمد إمام. وجاء العمل متماشياً مع ثيمة هيئة الثقافة لهذا العام "من يوبيل إلى آخر". ويستقر العمل التركيبي حالياً تحت المرتهشة في باب البحرين ويتكون من 60 مجدافاً تشكل مركباً شراعياً يحمل يوبيلات العام.

وفي أثناء إنجاز سفينة الإنجازات، انطلقت جولة في مدينة المنامة اكتشف خلالها المشاركون شوارع وحارات المدينة القديمة وملامحها العمرانيّة وبعضاً من أسرارها وجمالها، مع المهندس جعفر الحدّاد.

وفي تمام منتصف الليلة تماماً، أخذ الحاضرون استراحة في مقهى زعفران ومقهى ناصيف في باب البحرين، حيث تشاركوا فرحة الأعياد الوطنية مع بداية يوم ما زالت فيه ساعات من الأنشطة. من بعد ذلك عرضت "ما نامت المنامة"، بالتنسيق مع إدارة الثقافة والفنون، بعض الأفلام التي تمّ إنتاجها للحفاظ على الإرث الثقافي غير المادي في البحرين، ليتبع ذلك تنظيم شباب مهرجان تاء الشباب لمسابقة "في استكشاف المنامة"، والتي دفعت المشاركين في الفعالية لاكتشاف غنى المدينة.

ومع بزوغ الفجر، الساعة 5:00 صباحاً، جاءت الأنغام الموسيقيّة لتجمّله برفقة شباب مبادرة هارموني - تاء الشباب، مع أغنياتٍ وطنيّة وقريبة من القلب، شارك الجمهور في غنائها، معبّرين عن فرحة الاحتفاء بالأعياد الوطنيّة تحت المرتهشة. واختتمت الفعالية نشاطها مع وقفة "بان الصبح"، حيث أتت الأغنيات الجماعيّة مع تناول وجبة الفطور في مقهى حاجي بعد برنامج حافل ممتدّ لـ 12 ساعة متواصلة، هو ختام ما نامت المنامة التي أعلنت بدء عامٍ جديد من حياة المتحف.