جامعة البحرين- فاطمه حيدر
دعا صانع السفن في مركز الجسرة للحرفيين زهير القيسي، الشباب إلى أن "يتوجهوا للحرف اليدوية التقليدية ويحافظوا عليها لأنها حرف ممتعة وتعبر عن أصالة وتاريخ عريق للبحرين كما أنها مصدر رزق جيد".
وقال القيسي، في مقابلة لـ"الوطن" إن " مركز الجسرة للحرف اليدوية الذي أصبح الآن "مركز الجسرة للتدريب الحرفي" من أهم الداعمين للحرفيين فهو يدعمهم ويجلب مدربين لكافة الحرف كما يسوق منتجاتهم وينظم معارض خارج وداخل البحرين.
ويحترف زهير القيسي صناعة نماذج السفن القديمةبعد أن اكتشف ميوله لصناعة السفن من الصغر تأثراً بوالده الذي كان يصنع سفناً بحرية كبيرة.
وفي ما يلي نص المقابلة:
كيف اكتشفت ميولك لهذه الحرفة؟
بما أن أبي، رحمه الله، صانع سفن أعجبت بهذه الحرفة لأني رأيته يصنع السفن الكبيرة للبحر وأردت أن أكون مثله.
متى كانت بدايتك؟
بدايتي منذ الصغر حين كان عمري تقريبا 13 سنة.
من هو الداعم الأول لك؟
ليس هنالك دعم إلا من جهة الوالد. ويعتبر دعماً غير مباشر فعندما رأيته يصنع السفن كان ذلك بمثابة دعم وتشجيع لي أن أحاول تقليده.
- من اين أتت فكرة العمل في مركز الجسرة؟
مركز الجسرة للحرف اليدوية مشهور في البحرين ويضم كثيراً من الحرفيين الفنانين المتميزين في عدة أنواع من الحرف فأردت أن أنضم إليهم وتقدمت بطلب فقبلت.
- شاركت في معارض عدة داخل وخارج البحرين، كيف كانت تجربتك؟
كانت تجربة جميلة ومفيدة إذ يحتك المرء بالآخرين من حرفيين وأصحاب أفكار وإبداعات كما يحتك بالجمهور الذي يرى الصناعة التراثية والفنية ما يعتبر ترويجاً للمنتجات، فهي فكرة رائعة جداً.
كيف كان اقبال الجمهور في المعارض؟
طبعاً أذواق الناس مختلفة لكن الجميع يعجب بأعمالنا من أجانب ومواطنين.
- هل هنالك برامج تدعم الحرفيين في البحرين؟
من أهم الداعمين مركز الجسرة للحرف اليدوية الذي أصبح الآن "مركز الجسرة للتدريب الحرفي" فهو يدعم الحرفيين ويجلب مدربين لكافة الحرف كما يسوق منتجات الحرفيين وينظم معارض خارج وداخل البحرين فهو مركز رائد لدعم الحرفيين البحرينيين.
- هل لديك ورشة خاصة لصناعة السفن؟
نعم لدي في منزلي ورشة للعمل.
هل تسعى لتطويرها؟
حالياً أنا مكتف بها ولكن إذا توفر المجال في المستقبل فسأعمل على توسيعها.
- ما أنواع السفن التي تصنعها؟
أصنع السفن النموذجية مثل سفينة الشوعي والسنبوك وغيرها لكن الأكثر صناعة وانتشاراً هو البانوش والجالبوت.
- ما الفرق بين البانوش والجالبوت؟
البانوش من سفن الصيد في البحرين وهو يعتبر نموذجاً حديثاً تقريباً يستعمله الصيادون لصيد الأسماك حالياً، أما سفينة الجالبوت فهي نموذج قديم كان يستعمل في صيد اللؤلؤ وللأسفار بين منطقة الخليج العربي.
- ما صعوبات العمل التي تواجه الحرفي من وجهة نظرك؟
شخصياً لا أرى صعوبات، لكن قد تكون هنالك صعوبات مادية لدى البعض في شراء بعض الآلات التي تساعدهم في عملهم، لكن الحرفي المميز يستطيع التغلب عليها.
- إن صناعة السفن حرفة عريقة تتوارثها الأجيال، فما الفرق في صناعة السفن بين القديم والوقت الحالي؟
قديماً كانت السفن تصنع بآلات يدوية ولا توجد وسائل نقل سهلة للسفن الكبيرة البحرية، أما الان فتوجد آلات متطورة. التكنولوجيا تطورت وأدوات النقل تطورت، فأصبحت الصناعة أسهل بكثير من السابق ويتم إنجازها بسرعة وسهولة بوجود المناشير الكهربائية وغيرها على سبيل المثال.
- ما الفرق بين تكلفة صناعة السفن في الماضي والحاضر؟
اختلفت تكلفة صناعة السفن في الوقت الحالي لارتفاع أجرة الأيدي العاملة وارتفاع أسعار المواد المستخدمة في صناعتها والتطور في مستلزمات الصناعة، لذلك من الطبيعي اختلاف التكلفة بين الماضي والحاضر.
- يقال إن هذه الحرفة لم تعد تحظى بإقبال كبير، ما رأيك؟
ربما هذا صحيح بالنسبة للسفن الكبيرة لأنه لم يعد هناك صناع كثر لها بوجود صناعات لأنواع السفن الأخرى أما بالنسبة للسفن النموذجية فالإقبال مازال موجوداً.
- اين تجد الحرفي مستقبلاً؟
تقول الحكمة "حرفة في الكف أمانة من الفقر". أي حرفي في أي نوع من أنواع الحرف يجد ويجتهد في عمله فسوف يكون له مستقبل باهر.
لذلك أدعو الشباب أن يتوجهوا للحرف اليدوية التقليدية ويحافظوا عليها لأنها حرف ممتعة وتعبر عن أصالة وتاريخ عريق للبحرين كما أنها مصدر رزق جيد.