مريم بوجيري
أوصت لجنة الخدمات بمجلس النواب بالموافقة على اقتراح برغبة لاستملاك أحد المنازل القديمة في مدينة عيسى ليكون مركزاً تاريخياً لهذه المدينة كونها من أقدم المدن الإسكانية في الخليج وأول مشروع إسكاني في المملكة.
وكانت هيئة البحرين للثقافة والآثار أفادت بأنها ترحب بالاقتراح وما يهدف إليه من الحفاظ على إرث تاريخي يستفاد منه في أنشطة ثقافية واجتماعية، على أن يكون المنزل المقترح أحد المنازل القديمة التي ظلت محتفظة بطابعها القديم الذي شُيّدت عليه قبل خمسين عاماً حتى يتسنّى اعتباره أثراً تاريخياً ينبغي حمايته وفقاً للمرسوم بقانون رقم (11) لسنة 1995 بشأن حماية الآثار.
فيما أفادت وزارة الإسكان بأنها شرعت خلال العام 2017 بإجراءات المسح والتوثيق الشامل للوحدات السكنية القديمة التي تم تشييدها في مدينة عيسى، والتي لاتزال تحتفظ بالطابع والتصاميم المعمارية التي كان يتم استخدامها في تشييد الوحدات منذ تأسيس المدينة، حيث تمكّنت الوزارة من رصد إحدى الوحدات السكنية التي لا تزال تحتفظ بهذا الطابع، حيث تم معاينتها من قبل مهندسي وزارة الإسكان، وتبيّن بأنها غير صالحة للاستخدام نتيجة للتصدعات في جدران الوحدة، وتهالك المكونات الرئيسية لها، وبالإمكان ترميمها لاستخدامها لغرض الاقتراح المذكور.
ونوهّت وزارة الإسكان إلى أنها غير مختصة بإنشاء مركز تراثي أو تاريخي؛ إذ حدّد المرسوم بقانون رقم (10) لسنة 1976 بشأن الإسكان اختصاصات الوزارة وحصرها في إنشاء الوحدات السكنية لتوزيعها على المواطنين سواءٌ للتملك أو الإيجار، بالإضافة إلى إقراض المواطنين للشراء والبناء.
فيما ارتأى مجلس أمانة العاصمة أن تحتفظ الوحدة السكنية المراد استملاكها بطابعها الإسكاني حسب ما تم بناؤه قبل 50 عاماً، في موقع ملائم في مدينة عيسى وخارج المناطق المكتظة والأسواق، كما يقترح المجلس أن يتم توفير متحف صور لعرض كل ما يتعلق بالمدينة وشخصياتها، ومكتبة توثق تاريخ المدينة، فضلاً عن مركز هدايا تذكارية مع مقهى شعبي و قاعة محاضرات في الوحدة السكنية.
مع الأخذ في الاعتبار أيضاً التعاون مع المجلس البلدي لبلدية المنطقة الجنوبية، حيث تقع مدينة عيسى في كل من محافظة العاصمة والمحافظة الجنوبية، وأن يتم التنسيق مع هيئة البحرين للثقافة والآثار من ناحية الحفاظ على الطابع العمراني والتراثي الخاص لمدينة عيسى، بينما أفاد مجلس بلدي الجنوبية عدم ممانعته من تحقيق الاقتراح المذكور.
ويهدف الاقتراح إلى توثيق تاريخ أول مشروع إسكاني في مملكة البحرين، عن طريق استملاك أحد المنازل القديمة في مدينة عيسى بحيث يكون مبنيّاً على الطراز المعماريّ الأصليّ ليكون مركزاً توثيقيّاً لتاريخ هذه المدينة كونها من أقدم المدن الإسكانية في الخليج وأول مشروع إسكاني في المملكة، من خلال توفير رافد سياحي جديد ليكون دعماً للاقتصاد الوطني، وتسليط الضوء وتوثيق تاريخ النخبة التي أنجبتها هذه المدينة من الشعراء والكتاب والمسرحيين والرسامين والموسيقيين الذين ساهموا مساهمة فعالة في تطوير العمل الثقافي.