ريانة النهام

أكد مدير مركز البحرين للأورام د.إلياس فاضل، أن المركز سيعمل على افتتاح قسم الأطفال خلال الربع الأول من العام القادم، بالإضافة إلى افتتاح المختبرات المكملة لمختبرات مستشفى الملك حمد الجامعي والتي تضم أحدث الأجهزة والتقنيات.

وكشف د.فاضل في حوار خاص مع "الوطن" أن المركز سيوفر أحدث الأجهزة لعلاج مرضى سرطان البروستات، من خلال توفير روبوت يتم من خلاله إجراء العملية الجراحية، بالإضافة إلى توفير جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي البوزيتروني PET/MRI والذي يعد من أحدث التقنيات العالمية.

كما أشار د.فاضل إلى أن أكثر السرطانات انتشاراً في البحرين لدى النساء هو سرطان الثدي ، أما لدى الرجال فهو سرطان الرئة، أما سرطانات البنكرياس والدماغ والرحم فهي الأقل انتشاراً، لافتاً إلى أن المجلس الوطني للأورام يناقش 1200 حالة سنوياً، وأن الفئة العمرية الأكثر تعرضاً للسرطانات هي من عمر 70 عاماً وما فوق.

وفيما يلي نص الحوار:

ما هي ترتيب أنواع السرطان في البحرين من الأكثر انتشاراً إلى الأقل؟

حسب إحصائيات وزارة الصحة في الفترة ما بين 1998 إلى 2014، فالمعدل العام بلغ 500 حالة مسجلة في السنة، علماً بأن العام 2014 واستناداً للإحصائيات الموجود سجل أعلى عدد للحالات، والتي بلغت 700 حالة، وتأتي أكثر السرطانات انتشاراً لدى الرجال في المرتبة الأولى سرطان الرئة، والمرتبة الثانية سرطان القولون والمستقيم، والمرتبة الثالثة سرطان البروستات، أما السرطانات الأقل انتشاراً فالأول هو سرطان البنكرياس والثاني سرطان الدماغ، أما لدى الإناث فالمرتبة الأولى سرطان الثدي، والثانية سرطان القولون والمستقيم، والثالث سرطان الرئة، والأقل انتشاراً سرطان الرحم، ويجدر الإشارة إلى أن المرض الأكثر انتشاراً في أمريكا سرطان الجلد ويختلف ذلك من دولة إلى أخرى.

ما هي أحدث التقنيات التي يوفرها المركز؟

نحن في صدد استحصال على عدد كبير من التقنيات والعلاجات المطلوبة من أجل العناية بمرضى السرطان، فالأجهزة والتقنيات تبدأ من التشخيص إلى العلاج والمتابعة، فضلاً عن نشر الوعي وحملات الكشف المبكر عن الأورام، ومن ناحية التشخيص نحن لدينا جميع التقنيات المطلوبة والأجهزة لتشخيص حالات السرطان، مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني الذي يعمل على تصوير مقطعي وتصوير نووي، بالإضافة إلى جهاز يعمل على التصوير المغناطيسي البوزيتروني ويعد من التقنيات المتقدمة أكثر، حيث يحدث الأداء من ناحية التشخيص ويسمح لنا أن نصل إلى الأورام التي لا نستطيع أن نراها بالفحوصات الأولى، فنحن نتحدث عن حجم يقل عن نصف سم من الممكن الآن رؤتها عبر الجهاز، أما من ناحية العلاج يوجد لدينا العلاج بالأشعة والعلاج الكيماوي والجراحي، من ناحية الأشعة نحن في طور أن نصل لأعلى المستويات علاجياً على مستوى العالم من خلال الكفاءات الموظفة لدينا، ومن خلال التجهيزات، وانتهينا حالياً من تجهيز القسم بتشعيع أورام الدماغ بطريقة دقيقة، أي نستطيع أن نجري عملية جراحية بواسطة الأشعة، فالأشعة الموجهة تعمل بدقة الجراح وتم الانتهاء من التجهيزات، وآلية العمل ستكون بتقنياتها الجديدة من الأن لغاية شهر فبراير 2020، حيث سيصل إليها التحديث الأكثر تطور عالمياً للعلاج لأي مكان في العالم، فالتقنيات والأجهزة المتوفرة في المستشفيات العالمية أصبحت اليوم متوفرة لدينا.

ومن ناحية الجراحة، فنحن نعمل على تطوير أقسام الجراحة، مثل جراحة الثدي من خلال تقديم خدمات كاملة من التشخيص إلى الجراحة ومن ثم الترميم، أما فيما يتعلق بالقولون والمستقيم نحن لدينا قسم لجراحة القولون والمستقيم في جميع مراحله وحالاته بالإضافة إلى جراحة الدماغ والأعصاب، كما لدينا قسم نشط جداً بجراحة العنق والرأس والسرطانات التي تصيب الفم والغدة الدرقية وما حولها، ونحن أيضاً بصدد تعاقد مع أطباء لعمليات جراحة الرئة، علمًا أن عدد أورام الرئة في البحرين منخفض فحسب إحصائيات وزارة الصحة خلال 16 سنة حوالي 600 حالة فقط، وتعاقد المركز مع بروفسور ألماني بدأ العمل معنا في مجال الأمراض النسائية وأورام الرحم والمبايض وغيرها.

أما فيما يتعلق بالعلاج الكيميائي، تتوفر لدينا إمكانيات لجميع العلاجات الكميائية بالمخزون الكامل، رغم أن البعض يتداول موضوع نقص الأدوية، إلا أننا نؤكد عدم وجود أي نقص بالأدوية في المركز.

وللتوضيح، يوجد بعض الأدوية بأسعار مرتفعة واستعمالها قليل جداً، فعندما نشتري الأدوية ويتم تخزينها تنتهي صلاحيتها دون استخدامها مما يسبب خسارة الأموال، في حين أننا يجب أن نستخدم الأموال بالطريقة الأنسب لخدمة كافة المواطنين، فبعض الأدوية الباهظة الثمن و القليلة الاستخدام لا تكون موجودة في المخزن، إلا انه يتم توفيرها خلال فترة أسبوعين، كما أننا نحضر العلاجات الكيميائية بأحدث الطرق المتبعة على مستوى العالم، ولدينا أجهزة آلية تعمل بطريقة إلكترونية كلياً دون تدخل الإنسان فيها، وهي الطريقة الأسلم لنقاوة العلاج وحمايته من التلوث، وفي الوقت ذاته نوفر حماية للمسؤول عن تحضير العلاجات، لأن التحضير يعد في جهاز مغلق كليًا فمن يحضر العلاج لا يتعرض للانبعاثات الكيميائية من ناحية إعداد الأدوية.

فضلاً عن ذلك، لدينا طواقم مؤهلة وفقاً لأعلى المستويات وأطباء واستشارين وأساتذة في الجامعات، أما من ناحية التمريض لدينا جهاز تمريض مؤهل جداً فنحن نعمل حالياً على توظيف المزيد من المؤهلين، علماً بأننا نعمل على توظيف البحرينين من خلال تعليمهم في أكاديمية التمريض التي لا توظف سوى البحرينيين، وجميع خريجين الأكاديمية يتم تعليمهم في المستشفى فنحن دائماً ما نأخذ أعداداً متزايدة من البحرينيين لكن نعمل على توظيف الأكثر تأهيلاً ففي نهاية الأمر الأولوية للمريض، فالأكاديمية تعمل على توظيف البحرينيين وتأهليهم قبل التوظيف.

ماذا عن التقنيات الجديدة التي يوفرها المركز؟

إن زراعة نخاع العظم تقنية موجودة في مختلف دول العالم لكن لم تكن متوفرة في البحرين، والآن أصبحت متوفرة، حيث أجرينا 10 عمليات لجراحة نخاع العظم من نفس المريض، وسنعمد قريباً بالبدء بعمليات زرع نقي العظم من متبرع متطابق مما سيعطي الأمل بعلاج العديد من مرضى فقر الدم المنجلي.

يتوفر في المركز قسم للعلاج النووي مجهز بأحدث التجهيزات التي تمنح أفضل النتائج، فاليوم المريض البحريني لم يعد بحاجة إلى السفر للعلاج بالخارج مع وجود جميع الإمكانيات الحديثة في المركز.

إذاً ما هي الحالات التي يتم إرسالها للعلاج في الخارج؟

تتوفر لدينا لجان تدرس حاجة الحالة إلى أن تعالج في المركز أو لا، ففي بعض الأحيان نرى أمراض لا يتجاوز المصابين بها أصابع اليد خلال السنة، فنحن إذا أنشأنا قسماً لهذا النوع من الأورام في البحرين سنحتاج لكوادر بشرية وتجهيزات مما سيكلف أضعاف كلفة علاج المريض في أفضل مستشفيات العالم، فالسؤال هنا هل من الأفضل إنشاء أقسام لن تعمل أو سفر المريض للعلاج بالخارج.

- لماذا مازالت توجد فئة من المجتمع تسافر للعلاج رغم الإمكانيات المتطورة والحديثة في المركز؟

نحن لا نضع اللوم على المريض البحريني، ففي البحرين يوجد شعور بعدم الاطمئنان من قبل شريحة كبيرة من المجتمع تجاه القطاع الصحي، ولكن هذا لا يعد مبرراً، فاليوم البحرين تمتلك طاقات طبية ذات كفاءة عالية، ونحن مهمتنا كقطاع صحي في البحرين أن نعيد الثقة للمريض البحريني من خلال عملنا.

ما هي آلية عمل المجلس الوطني للأورام؟

بمرسوم من المجلس الأعلى للصحة تم إنشاء المجلس الوطني للأورام في مارس 2018، حيث يعمل المجلس على مناقشة حالات السرطان. ويعقد المجلس مرتين في الأسبوع من أجل تسريع وتيرة الاهتمام بالمرضى، ونحن لا نضع عدداً معيناص من الحالات المقدمة إنما في كل مرة تناقش حالات جميع المرض المسجلة في الجلسة القادمة بمعزل عن العدد، على سبيل المثال في الجلسة الماضية ناقشنا 47 حالة، فالمجلس لا يؤجل أبداً الحالات، وتسير آلية المناقشة من خلال تحديد خطة علاج شاملة من قبل الجراح وطبيب الأورام المعالج بالكيماوي والإشعاعي والطبيب المعالج بالنووي وطبيب دراسة الأنسجة، وتواجد طبيب تشخيص الأشعة والصيدلانيين والمعالج النفسي، ويعمل الجميع على تقدير الحالة من مختلف الجوانب ووضع برنامج موحد ومتكامل من جميع الجوانب استناداً للمعايير العالمية، ويلي وضع البرنامج العلاجي متابعة كل فرد لتطبيق اختصاصه .

كيف تمتد فاعلية مجلس الأورام؟

إن معدل الحالات الجديدة التي تناقش بالمجلس في الشهر الواحد 100 حالة أي1200 حالة في السنة علماً أن بعض الحالات لا تحول للمناقشة ومنها ندعو جميع الأطباء في البحرين بعدم التردد في إرسال حالاتهم للمجلس، فالمجلس تعاوني لا يجبر أو يحكم على الطبيب إنما يناقش الطريقة الأفضل ويساعد الطبيب في منح المريض النتيجة الأفضل، وليس لدينا مشكلة في مناقشة أي حالة، كما أن المريض إذا نوقشت حالته في المجلس الوطني للأورام لا يعنى تحويله تلقائياً على المركز، إنما المريض يملك الحرية الكاملة باختيار المكان الأنسب للعلاج وعند الطبيب الذي يرغب به، والمجلس يساعد الطاقم الطبي بتوفير العلاج الأنسب للمريض لجميع الحالات دون استثناء.

مرض السرطان في البحرين أكثر انتشاراً لدى أي جنس، ولدى أي الفئات العمرية؟

حسب الإحصائيات المتوفرة لدى وزارة الصحة، فخلال 16 عاماً ((1998 – 2014 سجل عند الرجال 3717 حالة أما عند الإناث 4296 حالة، وفيما يتعلق بالفئات العمرية فسرطان الأطفال في البحرين أقل انتشاراً والفئة العمرية التي ينتشر فيها المرض هم كبار السن حيث يزيد مع تقدم العمر، والرقم الأعلى المسجل حسب الحالات ما بين عمر 70 عاماً وما فوق 80 عاماً، بالإضافة لوجود بعض الإحصائيات المرتفعة لدى عمر 40 عاماً.

ما هي الفئات العمرية الأكثر أصابة بسرطان الثدي؟

سرطان الثدي في البحرين يصيب فئات عمرية أصغر من المعدل العالمي المصرح به في الدول الكبرى، فحسب المؤشر العالمي يبدأ انتشار المرض لدى النساء بشكل ملموس من عمر 50 عاماً، لكن في البحرين يوجد العديد من المرضى أقل من 30 عاماً مصابين بسرطان الثدي، فالمرض منتشر في مختلف دول العالم لكن في البحرين بنسبة أعلى لدى الفئات العمرية الأصغر.

هل يوجد أجهزة تبين نتائج الكشف المبكر أفضل من غيرها؟

نرغب أن ننوه المرضى في البحرين بالمعلومات المغلوطة التي تصل لبعضهم، فمن المهم أن يدرك المريض أهمية أن يتوجه إلى العيادة المختصة لوضع برنامج للكشف المبكر، وليس الاكتفاء بإجراء الفحص مرة واحدة فقط، وعدم إجراء الفحوصات في مراكز غير مؤهلة بالشكل الكافي، الأهم أن يتوجهوا لعيادات سرطان الثدي لإجراء برنامج متابعة لهم، ومن المهم جداً لمن لديهم حالات سرطان الثدي في تاريخ العائلة التوجه إلى الطبيب بعمر مبكر وعدم انتظار بلوغ سن الخمسين لزيارة الطبيب، والأهم هو بمجرد ظهور أي تغيرات على المريض يجب الذهاب لإجراء الفحص، ونحن في صدد إطلاق مشروع لأول مرة في البحرين، وهو فتح إمكانية الكشف المبكر لسرطان الثدي بصورة مجانية خارجة عن المألوف وبعيدة عن أجواء المستشفى، فالعديد من الناس لا يرغبون الذهاب إلى المستشفى فنحن بصدد تنفيذ جهاز للكشف المبكر عن سرطان الثدي بالمجمعات التجارية، فأي امراة بحرينية من الممكن أن تفحص من خلال الجهاز ولن يتطلب الأمر سوى دقائق.

كم يبلغ عدد المصابين بمرض سرطان البروستات؟

في العام 2014 سجلت 29 حالة لمرضى سرطان البروستات بمعدل 4.9% من الحالات المسجلة في البحرين، وسرطان البروستات خلال 16 سنة سجل عدد حالات بلغت 308 حالة، أي بمعدل 3.8% من المعدل العام، وهو المرض الثالث الأكثر إصابةً لدى الرجال.

ما هي العوامل المسببة لمرض السرطان؟

يوجد العديد من الأمور المتعلق بمرض السرطان، لكن في البداية يجب أن نعلم أن وجود هذه العوامل لدى شخص ربما يؤدي إلى إصابته بالمرض وعدم إصابة غيره، على سبيل المثال ضعف المناعة، التدخين، النظام الغذائي، النشاط الجسدي، العوامل الوراثية وغيرها، ، فالإنسان يجب أن يصبح لديه أسلوب حياة سليم، من خلال عدم التعرض للمواد الكيميائية، وعدم التعرض للأشعة المؤذية واتباع نظام غذائي متوازن، وتجنب الكحول والتدخين، وممارسة الرياضة، وإن وجد في سجل التاريخي للعائلة أي حالات سابقة يجب التوجه إلى الطبيب لإجراء الفحص الدوري.

ما هي الإمكانيات العلاجية المتوفرة بالمركز لعلاج مرضى سرطان البروستات؟

يمتلك المركز جميع الإمكانيات مثل العلاج بالجراحة والعلاج بالأدوية والعلاج بالأشعة، ونحن نطبق الأساليب الأكثر تطوراً على صعيد العالم من الناحية العلاجية، بالإضافة إلى أن هناك العديد من المرضى البحرينيين الذين يسافرون للخارج للخضوع لعملية جراحية بواسطة "الروبوت"، أي أن التدخل الجراحي يتم من خلال "الروبوت" عبر توجيه الجراح، وتم شراء الجهاز وسيصبح قريباً جداً في البحرين، ولم يعد يوجد أي سبب لسفر مريض البروستات للعلاج في الخارج.

كم تبلغ كلفة علاج الأجانب في المركز؟

لا يمكن تحديد التكلفة لوجود بعض العلاجات ثمنها قليل جداً، وأخرى مرتفعة جداً ويعود ذلك حسب الحالة المرضية، ولكن نؤكد أن المرضى البحرينيين يتعالجون بالمجان بالمركز.

كيف ستصبح آلية العلاج للبحرينيين مع تطبق نظام الضمان الصحي بداية العام المقبل؟

إلى الآن لم تردنا التعليمات فالقرار يصدر من قبل المجلس الأعلى للصحة، ولكن أنا أؤكد أن المريض البحريني سيحصل على العلاج الأفضل دائماً.

- كيف يعمل المركز على نشر التوعية في المجتمع؟

توجد توعية على صعيد المملكة بتوجيه من قبل المجلس الأعلى للصحة وإشراف وتنفيذ من قبل وزارة الصحة، ونحن نعمل على المشاركة من خلال الحملات التي يقدمها المركز بالتعاون مع السلطات الصحية، كما نشارك في لجنة الوقاية من الأمراض غير السارية، وهي تعمل على وضع السياسات التوعوية والبرامج، كما ونقوم بتنظيم حملات توعوية للمرضى في المركز.

ما هي الخطط المستقبلة والمشاريع للمركز؟

في مطلع العام القادم سنفتتح مختبرات مركز الأورام وهي مكملة لمختبرات مستشفى المك حمد الجامعي، وتضم المختبرات الجينية والجزيئيات، ونحن نعمل على قسم الأطفال بمركز البحرين للأورام للافتتاح بالربع الأول من 2020، كما سيكون هناك قسم متكامل مخصص بجراحة الأورام، ونسعى في نفس الوقت للحصول على شهادات الاعتماد العالمية.