د. عبد القادر المرزوقي
أسرة الأدباء حاضنة الثقافة
كان الحديث في العمود الأسبوعي الماضي حول تأصيل جدلية الثقافة وطن والوطن ثقافة، وأحاول في هذا العدد وفي سياق النسق نفسه أن أسلط الضوء على تجربة ثقافية تجذرت في تربة الوطن، وأنبتت ظلاً وارفاً استظل تحته المنجز الإبداعي في سيرة تتضافر فيها الجهود الفكرية بالوطن لتشكل هوية الوطن في شموخه الثقافي.
إن الحديث عن إنجازات أسرة الأدباء ليس حديثاً عابراً باحتفالها باليوبيل الذهبي فحسب، وإنما هـو حديث يرسخ تلك الهموم الإبداعية التي حملها أولئك المبدعون في سنوات الجوع والصمت وفي أنين الكلمة وهي تخرج من جوفهم لتنشر الضياء في طرقات الوعي الإنساني.
لقد عبرت أسرة الأدباء والكتاب سنواتها الخمسين في جلد وصبر وإصرار على المحافظة على هذا الكيان الثقافي حتى أصبح معلماً من معالم ثقافة الوطن ينتج إبداعاً وفكراً مستنيراً، معلم تخرج فيه رموز الإبداع في البحرين في مجال الشعر والسرد والنقد. إن الكم من الإصدارات التي احتضنتها أسرة الأدباء والكتاب تاريخ يسطر جدارتها في احتفاليتها باليوبيل الذهبي، ويرسم في الوقت ذاته خارطة ثقافة الإبداع بكل جدارة لتتبوأ مكاناً إقليمياً وعربياً ودولياً في حضور يمثل الإنسان البحريني في المحافل الأدبية على جميع الصعد الإبداعية.
تعيش أسرة الأدباء والكتاب هذه الأيام عرسا ثقافيا يتسم بفرح وحب متوجاً بتلك الإنجازات التي حفرت في ذاكرة التاريخ بحروف من ذهب تهب الحياة في شرايين الوعي، فمنذ أن قرر مجلس الإدارة الاحتفال بهذه المناسبة الغالية على قلوب جميع المبدعين والمؤسسين والكل يعمل في خلية نحل ليلاً ونهاراً بإمكانيات متواضعة وبجهود شخصية انطلاقاً من الاحتفاء بكل من عمل بصمت على رفد هذا الكيان الأدبي في تكونه منذ بدء التأسيس إلى بلوغ الأسرة شـأوا مرموقاً كما هـو عليه الآن، من هنا يأتي احتفالنا بالكلمة من أجل الإنسان.