د. فهد حسين

نحن في أسرة الأدباء والكتاب حان لنا أن نسدل الستار على خمسين عاماً من التأسيس والعطاء، وتخطي كل العقبات التي مرت لها الأسرة عبر هذا التاريخ. وها نحن سنحتفل بميلاد جديد لهذه المؤسسة الأدبية الثقافية العريقة مقدرين ومثمنين جهود الذين بذلوا ما بوسعهم من المؤسسين، أو الذين التحقوا بهم مباشرة بعد إشهارها. مقدرين لهم إيمانهم بأهمية تشكيل جماعة تعي دور الكلمة التي تحف الإنسان من كل حدب وصوب، صبرهم وجلدهم وتضحياتهم التي جعلت هذه المؤسسة باقية في الداخل والخارج بإسهامات متعددة الأجناس والأنواع. هذه المؤسسة التي فتحت لنا أبواباً من المعرفة والاتصال الثقافي المحلي والخارجي.

هنا لا ننسى من قام على إصدار مجلة كلمات التي كانت سفيراً أدبياً وثقافياً للمشهد الثقافي والأدبي الحديثين في البحرين. لذلك ونحن في فتح بوابة يوبيل جديد علينا أن نحافظ على الإرث التي سلمونا إياه مع مواصلة التحديد والتطوير متكئين على بعدنا التنويري والحداثي.

وهنا لا نستطيع كتابة جملة تفي بحق جميع كتاب ومبدعي الأجيال التي بدأت ولا تزال منذ الستينيات وحتى اليوم. إذ نحن على علم ودراية بأن ليس كل المؤسسين ولا الذين التحقوا بهم على تواصل دائم بالأسرة وبرامجها، ولكن يكفي أن أسماءهم في تلك الفترات بين ملفات الأسرة التي كانت محتاجة لهم.

واليوم ونحن في هذه المرحلة لا ينبغي المحافظة واستمرار البرامج فحسب، بل على من يتحمل مسؤولية العمل الإداري في الأسرة أن يتعاضد ويتعاون مع الأعضاء في رسم استراتيجية جديدة تتوافق وتطلعات المرحلة.

علينا أن نعمل على تلوين خريطة الأسرة محلياً وخارجياً بالحقول المعرفية وربطها بعالم الأدب شعراً وسرداً. ألا تكون نافذة للثقافة البحرينية، بل بوابة كبيرة الاتساع ليدخل منها كل مبدع وكاتب ومرتبط بالثقافة الواعية والمؤمن بحداثة النص وقبول الاختلاف. هذا ما نأمله في المرحلة القادمة.