عبدالله زهير
تأتي خمسينية أسرة الأدباء والكتاب في وقت تزداد التحديات التي تحيط بالمؤسسات الثقافية تعقيداً على المستويات كافة. أن يمر خمسون عاماً على كيان أدبي وأن تتواصل نشاطاته ومشاريعه إلى هذه اللحظة التي أصبح الأدب فيها آخر اهتمامات المجتمعات الأهلية والدوائر الرسمية فهذا يعني إنجازاً كبيراً لا يمكن التقليل من شأنه.
غير أن الاستمرارية في ذاتها ليست غاية، وإنما هناك أبعاد أخرى لها الأهمية القصوى لتصب في اتجاه الغاية الكبرى وهي ترقية الواقعين الأدبي والثقافي وتحديثهما بما يسهم في خلق واقع أجمل على المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فردياً ومجتمعياً. هذه فرصة ذهبية للإشادة بدور الأسرة في رفد الحراك الأدبي محلياً وعربياً، وإن كان ثمة الكثير من النقاط التي تحتاج إلى إصلاح وتجديد حقيقيين، أهمها مسألة دمج الطاقات المبدعة الشابة، كصانعين للقرارات وكمشتغلين وكمنظمين.
أستذكر هنا جزءاً مما قيل حول تاريخ أسرة الأدباء وحاضرها ومستقبلها، فحينما سئل الشاعر قاسم حداد عن ذلك أجاب بأن "أسرة الأدباء لا تزال تشكل الفكرة البهية لصورة البحرين الأدبية محلياً وعربياً. وفي سياق المؤسسات الأدبية المثيلة عربياً حققت أسرة الأدباء تميزاً تقدره جميع الأوساط الأدبية العربية، وترى فيه نموذجاً للكيان الذي حقق نفسه بإمكانات إبداعية غاية في الغنى والتنوع، وبإمكانات مادية متواضعة لم تعطل حضوره المتوهج في المشهد الأدبي العربي ... أحب أن أتفاءل بالقول بأن مستقبل أسرة الأدباء.. يتوجب أن يكون أكثر جمالاً وتنوعاً. الرهان الحقيقي الوحيد ينبغي أن يتمثل فقط في الكتابة الأدبية، في النص الأدبي بشتى تجلياته، وليس في المظاهر الإعلامية والضجيج الخارجي الذي يستدرجنا إليه الواقع الاستهلاكي، فالعربة الفارغة هي فقط التي تحدث الضجيج الأعلى".