صالح يوسف

مملكة البحرين منذ القدم تعيش أروع صور الانسجام الثقافي والفني، إذ كانت ولا تزال حضنا يضم أطيافاً من المفكرين ونخبة من الأدباء، كانوا على مر الزمن القبس الذي تهتدي بهه الأجيال القادمة.

أسرة الأدباء والكتاب إحدى الأعمدة الأساسية في صرح المنامة الشامخ، ذلك البناء الذي ازدهر على أيدي وسواعد أبنائه الذين حملوا راية الحراك الأدبي في المملكة، وقدموا مسيرة حافلة بدأت الأقلام في تسطيرها قبل خمسين عاماً، ولم تنفك تكتب حروفها الذهبية حتى اليوم، فهي إشراقة تكبر كلما طال الزمن، ونورها كذلك هو الآخر يزيد رونقه كلما ازداد أفراد هذه الأسرة لا سيما أهل الأدب فيها من الكتاب والنقاد والشعراء وغيرهم.

خمسون عاماً. تاريخ يجري على نهر النهضة، يرتوي منه كل من أراد الصعود على منبري الثقافة والأدب. خمسون عاماً كانت كافية لتكون هذه "الأسرة" التي تجسد الواقع البحريني المتلاحم بأطيافه وثقافاته كأيقونة حقيقية، وبارقة أمل تلوح في الأفق لتنتشل كل جهل وأمية من وحلهما.

إن "الأسرة" وهي تعيش في " عصر الذهب " المكتظ بالإنجازات البحرينية، تقدم لنا اليوم في " يوبيلها الذهبي " درساً مهماً في احتواء الشباب ومعانقة طموحهم والإيمان بمواهبهم، فضلاً عن دمج عناصر الخبرة بتلك البراعم، التي ستصبح دوحاً في يوم ما بكل تأكيد إذا ما واصلت في سقيها ورعايتها، لتحصد في الغد ما غرسته في الأمس.