د. ضياء الكعبي

خمسون عاماً مضت على تأسيس كيان أدبي عريق هو أسرة الأدباء والكتاب البحرينية التي تأسست في سياق تاريخي وثقافي إشكالي كان مهيمناً على الدول العربية جميعها مع التخلص من الانتداب الأجنبي وبدء الاستقلال السياسي وتشكلات الدول المدنية الحديثة بدساتيرها ومؤسساتها.

الآن وبعد مرور خمسين عاماً من التأسيس ثمة سؤال كبير هو: هل ستستطيع الأسرة البقاء لعقود قادمة؟! وهل طورت خطابها الثقافي بما يتناسب مع الإشكاليات الثقافية الكبرى سريعة التحول التي تجتاح المنطقة العربية وحتى العالم بأسره؟! هل هي قادرة على المنافسة ثقافياً من خلال مشاريع ثقافية نوعية تحقق إضافة حقيقية إلى المشهد الثقافي البحريني والعربي؟! هل طورت الأسرة شراكاتها الثقافية واتجهت صوب الشراكات الثقافية العالمية؟! هل استطاعت الأسرة جذب شريحة الشباب إلى برامجها الثقافية، والشباب اليوم هم الشريحة الأكبر في المجتمع؟

من وجهة نظري هناك الكثير من الجهود التي بذلت من الأسرة منذ سنوات التأسيس الأولى إلى الآن: في تأسيس بعض المجلات الأدبية والمشاركة في المؤتمرات والملتقيات النقدية العربية، واستضافة كبار المبدعين العرب والتواصل الثقافي معهم، وإنشاء مختبرات أدبية وسردية تعنى بفئة الشباب، والانفتاح على مختلف المؤسسات الثقافية الرسمية في البحرين مثل هيئة البحرين للثقافة والآثار وكذلك المؤسسات الثقافية غير الرسمية. ولكن في تصوري تحتاج الأسرة إلى إنشاء استراتيجية ثقافية طويلة المدى للعقود المقبلة كي تكون فاعلة ثقافية مؤثرة من خلال الاشتغال على بعض المشاريع الثقافية الكبرى الخاصة بالثقافة البحرينية وتسويقها ثقافياً وعربياً وعالمياً، وكل عام والأسرة في تألق ثقافي وعطاء حقيقي.