كريم رضيثمة شعور لا يدركه إلا من كان من جيلنا جيل التسعينيات الأدبي تجاه أسرة الأدباء والكتاب.فلا جيل التأسيس الذي أوجد الأسرة من العدم وجعل منها كياناً متصلاً بالوطن العربي وبالعالم عبر الحداثة بكل موجاتها المبكرة والمتأخرة، ولا جيل ما بعد التأسيس الذي استلم زخم التأسيس في جريانه وانطلق به إلى آفاق غير مسبوقة.لقد جاء جيلنا جيل التسعينيات وقد أنجزت الحداثة مشروعها وبدأت تنطرح عليها بقوة الأسئلة الصعبة خصوصاً بعد ترنح الحواضن الإيديولوجية لموجة الواقعية الاجتماعية وسقوط تجارب البطل الإيجابي سياسياً واجتماعياً وأدبياً مع تهدم جدار برلين وسقوط الاتحاد السوفيتي.لقد جئنا أسرة الأدباء والكتاب من حواضننا التراثية والدينية ومثلت لنا تجربتنا مع أسرة الأدباء والكتاب صدمة لنا وصدمة أيضاً لأسرة الأدباء نفسها.واليوم حين أتذكر تلك اللحظات أشكر ذلك الشغف الذي كان يدفعني للحضور لفعاليات الاثنين ولقاءات الأربعاء للشباب بمقر الأسرة على ترحله في حدائق كانو في السلمانية وفي العدلية وفي أم الحصم مستأجراً (بيكب) أو النقل العام أو مشياً.هذا الشغف الذي أدين له بأن تحول إلى الكتابة والقراءة ولا زالت جرثومة القلق الخصب تنهش في خيالي منذ تلك الأيام حتى أظل أحلم وأنا مفتوح العينين فأرى أعماقي بعيدة عن يدي قريبة من أصابعي.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90