نظمت الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية فعاليات "الملتقى الدولي للسفراء الأمميين للشراكة المجتمعية للعام 2019"، بالشراكة مع محافظة الأحمدي والمعهد العربي للتخطيط والمركز العالمي للتنمية المستدامة، ومعهد الإنجاز المتفوق للاستشارات الإدارية والاقتصادية والمالية بدولة الكويت، وبمشاركة بحرينية.

وأقيم الملتقى في الكويت برعاية فخرية من محافظ محافظة الأحمدي الشيخ فواز الخالد الصباح، السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية، بين 19-21 ديسمبر، بمقر المعهد العربي للتخطيط، بمشاركة عربية ودولية رفيعة المستوى .

وشهد الملتقى فعاليات معززة للشراكة المجتمعية. وافتتح الشيخ فواز الخالد الصباح الملتقى بكلمة قال فيها إن "مسيرة المحافظة لتحقيق الغايات النبيلة للمسؤولية الاجتماعية عبر جائزة "الأحمدي عاصمة للمسؤولية المجتمعية 2019" لن تتوقف، وأن الشراكة البناءة مع الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية ماضية ومتنامية في خط يتوازى مع شراكاتنا القائمة مع جميع الجهات ذات الصلة". وتوجه بالتهنئة إلى المملكة العربية السعودية بالاختيار المستحق وبجدارة لمدينة عنيزة، لتكون المدينة العربية المسؤولة اجتماعياً للعام 2020.

وألقى السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة كلمة ضيوف الشرف وقال فيها إن "هذه الفعالية الدولية المتخصصة تحمل في طياتها قيماً سامية لتعزيز ممارسات أخلاقيات الأعمال في بيئات العمل والأعمال المختلفة في المنطقة العربية. وتتناول الفعالية عبر جلسات علمية وورش متخصصة، وإطلاق مبادرات عدة، وفعاليات مهنية متخصصة، موضوع " الشراكة المجتمعية ..تجارب دولية في تعزيز تطبيقها"". وأضاف "إن تناول موضوعات "الشراكة المجتمعية" من صميم ممارسات المسؤولية المجتمعية للمنظمات. وكذلك فإن المرجعية المعيارية لممارسات المسؤولية المجتمعية، من خلال المواصفة العالمية (ايزو26000) قد أفرد لها حيز كبير لتناولها، وتشجيع منظمات العمل والأعمال على تبنيها كمنهج عمل في ممارساتها وأنشطتها". وقال الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة "حرصنا كسفراء دوليين للمسؤولية المجتمعية على أن ندعم الممارسات المسؤولة في المنطقة العربية لنؤكد أهمية دور السفراء في استثمار خبراتهم وشهرتهم لتعزيز القيم السامية التي تحمل لواءها الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية عبر ملتقيات علمية رصينة، وبرامج تدريبية متخصصة، وفعاليات جادة وجدت صدى طيباً من قبل صناع القرار في دولنا العربية وفي خارجها، وكذلك العديد من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة والمجتمعية قد ساندتها. ويتم تنظيم فعاليات "الملتقى الدولي للسفراء الأمميين للشراكة المجتمعية لعام 2019" بمشاركة شرفية من برنامج السفراء الدوليين للمسؤولية المجتمعية، هذا البرنامج الدولي الرائد الذي يضم نخبة من علماء ومفكرين وأصحاب عطاءات مجتمعية. ومنذ تأسيس هذا البرنامج في 2014 قدم العديد من السفراء الدوليين مبادرات تم إطلاقها بالشراكة مع الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية".

وأضاف "نحتفي اليوم معاً بإطلاق مبادرات لأحد نماذج العطاء من السفراء الدوليين للمسؤولية المجتمعية، وهما صاحبة السمو الملكي الأميرة عبير بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي ستطلق جائزة عربية في مجال الشراكة المجتمعية، ود.طلال أبوغزالة، ومبادراته التي سيتم تنفيذها بالشراكة مع الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، التي ستعمل على نشر هذه المفاهيم القيمية المؤسسية والمهنية السامية عبر تطبيقات المسؤولية المجتمعية في العالم العربي".

وقال الشيخ دعيج بن خليفة "إننا في برنامج السفراء الدوليين للمسؤولية الاجتماعية عضو الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية، نعمل على تعزيز ممارسات المسؤولية المجتمعية الداعمة لأخلاقيات الأعمال والشراكة المجتمعية عبر دعم ومساندة تطوير منتجات وخدمات مهنية يشرف عليها خبراء وأهل اختصاص من الدول العربية ومن خارجها، وتأتي هذه الفعالية في إطار هذه الممارسات التي نأمل أن نحقق من خلالها مظلة مستدامة تعزز ممارسات الشراكة المجتمعية".

عام التحالفات الدولية

وألقى رئيس مجلس إدارة الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية البروفيسور يوسف عبدالغفار كلمة قال فيها "يأتي الملتقى في ختام موسم حافل بالإنجازات للشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وشركائها في المنطقة العربية وفي خارجها. فشكراً لمن ساهم في صناعة هذه الإنجازات، التي عبرنا من خلالها كمحترفين عن مواطنة حقيقية ومهنية تجاه أوطاننا وقياداتنا الرشيدة. واليوم نقف أمامكم، بعد أن توسعت أنشطة الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وأصبحت تعمل حالياً بفضل الله في 10 دول، وبدأنا نسلط جهودنا على تجويد منتجاتها وخدماتها المعززة لتطبيقات المسؤولية المجتمعية، والتنمية المستدامة، وأخلاقيات الأعمال، والتطوع الاحترافي والخدمة المجتمعية." وأعلن أن "العام 2020 سيحمل شعار "عام التحالفات الدولية" لأنشطة الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية، حيث يعكس رغبة الشبكة الإقليمية لبناء جسور مع المنظومات الدولية وفق مرجعيات مهنية ومعيارية متميزة، بعد أن حمل العام 2019 شعار "عام تمكين الشركاء" وحققنا من خلاله إنجازات استثنائية. كما أننا حرصنا في هذا الملتقى أن نطلق مبادرات نوعية تتم عبر شراكات مع سفراء الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية وداعميها وأعضائها، لنساهم معاً في توطين هذه الممارسات المسؤولة في منطقتنا العربية .وأود في هذا المناسبة أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لشركاء الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية في المنطقة العربية وفي خارجها من سفراء وقيادات ومكاتب تمثيلية وداعمين ومفوضين، وأعضاء الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية من مؤسسات وأفراد.. فشكراً لكم جميعا لاستدامة دعمكم ونحن نحتفل بالذكرى الثالثة عشر على بدء عمل وأنشطة الشبكة، التي بدأت منارتها تضيء في البحرين برعاية ودعم من قيادتها الرشيدة ومؤسساتها الرسمية والخاصة والمجتمعية. واليوم بفضل الله شعاع نشاطها وصل إلى مناطق واسعة من الدول العربية وخارجها".

جائزة عربية للشراكة المجتمعية

فيما قالت السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية صاحبة السمو الملكي الأميرة عبير بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في كلمة "حرصت في هذا الحدث أن أضع بصمة إيجابية تعزز ممارسات المشاركة المجتمعية. فجاءت خطوة إطلاق "جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة عبير بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لمبادرات الشراكة المجتمعية بالدول العربية" بالشراكة مع الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية، رغبة مني في السير على خطى والدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- للمساهمة في تنمية المجتمعات العربية والعمل لصالحها عبر تعزيز روح الشراكة والتآلف بين المجتمعات العربية والإسلامية بعضها بعضاً، وبين هذه المجتمعات والعالم أجمع".

وأضافت "حظي والدي رحمه الله بلقب "ملك الإنسانية" وبادر بتقديم كثير من المبادرات التي وجدت قبولاً واسعاً على المستويين الوطني والدولي. ومن أهم مبادراته تأسيسه "مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأعمال الإنسانية والخيرية" في إطار الأعمال الإنسانية التي تميز بها .كما تميزت مسيرته الإنسانية بمبادرات أخرى منها: تفقده أحوال الفقراء والمعوزين إلى حد زيارته شخصياً لمنازلهم المتواضعة والعمل على تحسين أوضاعهم وهو ما حصل بالفعل عندما تم إنشاء "صندوق الفقر"، ثم استحداث "هيئة الإسكان" ومن مهامها إقامة مساكن للمحتاجين ممن لا منازل لهم. كما أنشأ -رحمه الله- "مؤسسة الملك عبدالله لوالديه" التي من مهامها رعاية المعوزين والفقراء، حيث أنشأت هذه المؤسسة كثيراً من الوحدات السكنية في مختلف مناطق المملكة ووزعتها لمن لا يملكون منازل خاصة لهم. كما دأب في مناسبات كثيرة على إصدار أوامر ملكية برعاية أصحاب الحالات المرضية المستعصية ومعالجتهم على نفقته الخاصة كعمليات فصل التوائم السياميين، ثم قيامه بمتابعة حالاتهم بل وزيارتهم في المستشفيات. وكذلك كان يحرص على مد يد العون لأصحاب الكوارث في مختلف دول العالم".

وتابعت "إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله دخل قلوب الناس بتواضعه ومحبته، وكان قامة في البذل والعطاء والجود والسخاء، ومواقفه كلها ذات طابع إنساني خيري إسلامي، وهذا ما جعل الجميع يشعرون بحزن شديد لفراقه. وتأتي اليوم هذه الجائزة لنؤكد رغبة أسرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الكريمة في امتداد هذه الروح الخيرية، من خلال تبني كريمته جائزة عربية لأفضل الممارسات في مجال الشراكة المجتمعية، بهدف حث المؤسسات والأفراد لدعم هذه الممارسات التي ستنعكس إيجاباً على قضايا التنمية في الدول العربية".

تكريم 4 شخصيات مؤثرة من البحرين

وشهد حفل الافتتاح الإعلان عن اختيار الشيخ فواز الخالد الصباح شخصية العام للشراكة المجتمعية، وإطلاق "جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة عبير بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للشراكة المجتمعية بالدول العربية" في دورتها الأولى، وتدشين "برنامج د.طلال أبوغزالة الفكري للمسؤولية المجتمعية" الذي يطلق الجزء الثالث من سلسلة إصدارات" الكتاب العربي في المسؤولية المجتمعية".

وجرى تكريم السفراء الدوليين للمسؤولية المجتمعية وشخصيات عربية ودولية مؤثرة بجوائز التميز الدولية للشراكة المجتمعية. وفاز بها من البحرين الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة، ود.حسن بن ابراهيم كمال، ود.صلاح علي، إضافة إلى البروفيسور يوسف عبدالغفار. واختار مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة الرئيس الفخري للجمعية الخليجية للإعاقة، السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية لإلقاء كلمة السفراء الدوليين في حفل افتتاح الملتقى.

كما تم تكريم الفائزين بجائزة المؤسسات والشركات العربية المتميزة في مجال الشراكة المجتمعية لعام 2020، والإعلان عن عدد من المبادرات الجديدة للشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية.