قال نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة: "إن إقبال البحرينيين على القراءة والاطلاع عادة متجذرة وترسخت بفعل ما كانت ولاتزال المملكة تشهده من انفتاح على الحضارات والشعوب المختلفة، وتقبلِ أبنائها للأفكار والثقافات الأخرى، وهي أمانة ومسؤولية مشتركة لا تقف عند حد ويستوجب العمل على نقلها عبر الأجيال".

وأكد الشيخ خالد بن عبدالله، لدى افتتاحه مهرجان الأيام الثقافي أن رقي الأمم وتقدمها أصبح أحد عناصر قياسها ما يملكه الأفراد من مخزون فكري وثقافي، والأهم من ذلك هو تسخير ذلك المخزون لما ينفع البشرية، ويجنبها الشرور والأخطار التي هي نتاج أفكار وثقافات منحرفة تُوظف لخدمة أنساق شاذة تسعى لزعزعة ما جُبلت عليه المجتمعات من ائتلاف وتواد.

وكان الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة رعى وافتتح الدورة 26 من مهرجان الأيام الثقافي للكتاب الخميس، والذي تنظمه مؤسسة الأيام للصحافة والنشر حتى 4 يناير المقبل في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، بحضور رئيس مجلس الشورى علي الصالح، وعدد من الوزراء والمسؤولين، وأعضاء السلك الدبلوماسي سفراء الدول الشقيقة والصديقة، ورجالات الفكر والثقافة والصحافة والإعلام في المملكة.

وأشاد الشيخ خالد بن عبدالله بإسهامات رواد الفكر في مملكة البحرين الذين وضعوا الأسس التي قامت عليها هذه الحركة الثقافية منذ بداية الدولة الحديثة وصولاً إلى عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، الذي تهيأت خلال المسيرة المباركة التي يقودها كل أشكال الدعم للبحث والعلوم وحرية نشر وتداول المؤلفات المختلفة وفق الضوابط التي يحددها القانون والأنظمة.

وأعرب عن شكره لمؤسسة الأيام للصحافة والنشر على التزامها على مدى 26 عاماً بتنظيم هذا المعرض الذي يحظى وغيره من المعارض الثقافية والفكرية المتخصصة المماثلة بتشجيع الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، لإيمان الحكومة الراسخ بأهمية توفير البيئة الصحية الحاضنة للإبداع والفكر والثقافة بكل أنواعها وشتى صنوفها وفنونها.

وخلال حفل الافتتاح، اطلع الشيخ خالد بن عبدالله على آخر النتاجات الفكرية والثقافية في مختلف التخصصات التي أصدرتها دور النشر والمؤسسات المشاركة في المعرض، معرباً عن إعجابه بتوجه العديد من المؤسسات إلى إدماج التكنولوجيا بمصادر العلم والمعرفة.

ودعا في الوقت ذاته دور النشر وشركات تقنيات المعلومات إلى العمل جنباً إلى جنب لتكثيف جهودها لابتكار التكنولوجيات الحديثة التي من شأنها أن تسهل نقل المعارف عبر التوصل إلى آليات تقنية تزيل العوائق وتبسط عملية ترجمة الإصدارات المختلفة من وإلى اللغة العربية في أسرع وقت ممكن وبأيسر لغة مفهومة للجميع، لما في ذلك من ضمان لانتشار أوسع لفكر أبناء هذه الأمة الممتدة من الخليج وحتى المحيط.

ويشارك في الدورة 26 من مهرجان الأيام الثقافي للكتاب 240 مؤسسة ثقافية، ودار نشر عربية وأجنبية، قادمة من 16 دولة، وتستعرض جميعها على مدى 10 أيام آلاف العناوين الجديدة والكلاسيكية والتراثية التي تتطرقُ لمختلف مجالات المعارف الإنسانية.

من جانبه، أعرب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأيام للنشر نجيب الحمر، عن شكره وتقديره إلى الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، على تفضله بافتتاح ورعاية الدورة الـ26 من مهرجان الأيام الثقافي للكتاب.

وبين أن هذه الرعاية الفاضلة للعام الثالث على التوالي، تؤكد حرص معاليه على الجانب الثقافي والمعرفي، وما له من دور بارز في نهوض المملكة وشعبها، والسير قدماً في طريق الحضارة، والتقدم، والرقي.

وأوضح الحمر بن مثل هذه الرعاية، لحدث ثقافي بارز وعريق على الساحة الثقافية في المملكة، كمهرجان الأيام، هي رعاية لمختلف الحراكات الثقافية والفكرية التي تشهدها المملكة، والتي توليها قيادة حضرة صاحب الجلالة العاهل المفدى والحكومة أهمية بارزة؛ نظراً لكونها أساساً من أسس النهوض الحضاري والارتقاء المعرفي، الذي يعد أهم عنصر لابد لأي أمة من امتلاكه والقبض على زمامه، والتقدم في مسالكه لبناء الحاضر، واستبصار وتخطيط المستقبل.

ولفت الحمر إلى أن مهرجان الأيام الثقافي للكتاب في مسعى دائم نحو الجدة والارتقاء، وذلك من خلال استقطاب دور نشر جديدة في كل عام، بالإضافة لخلق فضاءات ثقافية ومعرفية، سواء عبر الفعاليات الثقافية، أو اللقاءات التي يشهدها بين المؤلف وقارئه.

وأكد بأن المهرجان يشهد هذا العام، أكثر من 100 حفل توقيع، لمؤلفين من المملكة ودول المنطقة، وهو بذلك يحافظ على مكانته بوصفه منبراً ثقافياً، وجسراً واصلاً بين القارئ ودور النشر، وهي صفات حافظ المهرجان على تأصيلها لأكثر من 26 عاماً، من رفد الحركة الثقافة في المملكة بالمؤلفات، وجديد الإصدارات، ليكون بذلك المهرجان الذي استطاع خلق أجيال من القراء والمثقفين البحرينيين، وأسهم بشكل فاعل في تغذية مختلف المجالات المعرفة في المملكة.