منال محمد العوضي
تنير خطواتي الأولى في وزارة الخارجية ذكرياتي للعام 2017، تلك الذكريات التي ترافقها مشاعر مختلطة اختبرت الكثير منها للمرة الأولى، فبين حماسٍ ورهبة وفخر وحيرة، والكثير من المشاعر الأخرى فيما بينهم، انقضت سنتان على انضمامي لهذا الصرح الوطني العريق، الذي رعاني وأنار طريقي فيه كم الاهتمام والثقة التي أُحطت بها منذ يومي الأول.
وكانت أول صور تلمُس هذه الرعاية خلال البرنامج التأسيسي للدبلوماسيين الجدد، الذي حظيت بفرصة الانضمام لدفعته الأولى، وهو البرنامج الذي اجتهد القائمون على المعهد الدبلوماسي آنذاك على تصميمه بأعلى المعايير وأكثرها صرامة ودقة، لتنمية الكفاءات واستثمار الخبرات ورفع مستويات التخصصية في العمل الدبلوماسي لتكوين شخصية دبلوماسية مميزه فذه، قادره على حمل مشعل الدبلوماسية البحرينية الوهاج.
وجاء لقاء سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، مستشار الأمن الوطني، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ضمن البرنامج التأسيسي للدبلوماسيين الجدد، شاهدًا على قدر الرعاية والاهتمام الذي يحظى بها الشباب الدبلوماسي، حيث جاءت توجيهات سموه وكلماته الملهمة، وروحه الشبابية الوثابة، لترسم أمامنا طريقاً واضحاً نرقى بسلكه وترقى به الدبلوماسية البحرينية.
واعترافاً بدور الدبلوماسية البحرينية خلال نصف قرن، والتي أصبحت نموذجاً رائداً للدبلوماسية المتفاعلة النشطة التي تدافع عن مصالح البحرين في الخارج، وتسهم في ترسيخ وجهها الحضاري، وتعزيز مكانتها الدولية والإقليمية، وقيامها بدور مهم في نصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية ومواجهة تحديات المجتمع الدولي، لصياغة مستقبل أكثر أمناً واستقراراً للإنسانية؛ جاء إعلان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، بتخصيص يوم الرابع عشر من يناير من كل عام للاحتفاء بالدبلوماسية البحرينية، تتويجاً لكل الاهتمام والرعاية التي يحظى بها السلك الدبلوماسي، ومحفزاً للشباب الدبلوماسي على العطاء والتفاني في إعلاء شأن مملكة البحرين، وصون مصالحها وخدمة مليكها.
ولأن الرعاية والاهتمام والثقة التي يحظى بها الشباب الدبلوماسي تأتي فعلًا لا قولًا، تُقدم له الفرص الواحدة تلو الأخرى لتمكين الدبلوماسي الشاب وتفعيل دوره وتثبيت خطواته الأولى في طريق الدبلوماسية.
فقد حظيت باكراً بشرف المشاركة في تمثيل مملكة البحرين في عدد من الاجتماعات الهامة على المستوى الإقليمي، ساهمت بالتعرف على أهل الخبرة والاختصاص من المعنيين والمسؤولين الدبلوماسيين والقيادات السياسية، الذي كان للعمل معهم أثر في فهم أعمق وأشمل لتعقيدات العلاقات السياسية.
وبالمثل، جاء قرار نقلي للعمل في بعثة مملكة البحرين في القاهرة في سنواتي الأولى، دليلاً على الثقة التي تمنح للدبلوماسي الشاب، إذا ما أخذنا في عين الاعتبار ما تمثله جمهورية مصر العربية من عمق استراتيجي لمملكة البحرين، وركيزة أساسية في حفظ أمن واستقرار المنطقة، وهي البيئة الحاضنة للعمل العربي المشترك.
ومن حسن الطالع، أني حظيت بفرصة العمل قريبة أحياناً من معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية الموقر، الذي ترك فيّ بصمته من الناحية المهنية العالية، وفي الرعاية الأبوية للدبلوماسيين الشباب، إذ أستذكر دائماً على الصعيد الشخصي كلماته العفوية التي كان يحييني بها عند استقبال معاليه في القاهرة، فكانت عبارة "شلونج يا بنتي؟" تأتي بلسماً ودفئاً ودافعاً وأنا أعيش سنوات اغترابي الأولى عن الوطن.
وتستمر صنوف الرعاية والاهتمام للشباب الدبلوماسي من قبل القيادات العليا وأصحاب الخبرة من الدبلوماسيين الأوائل في وزارة الخارجية، من مهدوا طريق الدبلوماسية البحرينية لنا، متجاوزين الكثير من التحديات، الذين نهلنا من خبرتهم ومعرفتهم خلال ممارسة العمل اليومي في ديوان الوزارة، فكانوا نعم المعلمين والموجهين والناصحين.
وتقديراً لما تقدمه من جهود متواصلة وإنجازات متتالية في خدمة وطنها وحماية مكتسباته، فقد اعتمد المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، موضوع يوم المرأة البحرينية للعام 2020 للاحتفاء بالمرأة البحرينية في مجال العمل الدبلوماسي.
ويأتي الاحتفال الأول باليوم الدبلوماسي البحريني، مدشناً بداية النصف الثاني من قرنها الأول، الذي نعاهد الله فيه على أن نخلص العمل، لنبني على ما عمّره السابقون، ونشق دروباً ترقى بها مملكتنا الغالية، لنفاخر بها وتفاخر بنا، ونور طريقنا في رحلتنا هذه حكمة قيادتنا الرشيدة ورؤى وتطلعات قائد مسيرتنا، لنحول معاً بعزم الشباب المستحيل إلى واقع يليق بنا.
سكرتير ثالث بسفارة مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية
تنير خطواتي الأولى في وزارة الخارجية ذكرياتي للعام 2017، تلك الذكريات التي ترافقها مشاعر مختلطة اختبرت الكثير منها للمرة الأولى، فبين حماسٍ ورهبة وفخر وحيرة، والكثير من المشاعر الأخرى فيما بينهم، انقضت سنتان على انضمامي لهذا الصرح الوطني العريق، الذي رعاني وأنار طريقي فيه كم الاهتمام والثقة التي أُحطت بها منذ يومي الأول.
وكانت أول صور تلمُس هذه الرعاية خلال البرنامج التأسيسي للدبلوماسيين الجدد، الذي حظيت بفرصة الانضمام لدفعته الأولى، وهو البرنامج الذي اجتهد القائمون على المعهد الدبلوماسي آنذاك على تصميمه بأعلى المعايير وأكثرها صرامة ودقة، لتنمية الكفاءات واستثمار الخبرات ورفع مستويات التخصصية في العمل الدبلوماسي لتكوين شخصية دبلوماسية مميزه فذه، قادره على حمل مشعل الدبلوماسية البحرينية الوهاج.
وجاء لقاء سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، مستشار الأمن الوطني، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ضمن البرنامج التأسيسي للدبلوماسيين الجدد، شاهدًا على قدر الرعاية والاهتمام الذي يحظى بها الشباب الدبلوماسي، حيث جاءت توجيهات سموه وكلماته الملهمة، وروحه الشبابية الوثابة، لترسم أمامنا طريقاً واضحاً نرقى بسلكه وترقى به الدبلوماسية البحرينية.
واعترافاً بدور الدبلوماسية البحرينية خلال نصف قرن، والتي أصبحت نموذجاً رائداً للدبلوماسية المتفاعلة النشطة التي تدافع عن مصالح البحرين في الخارج، وتسهم في ترسيخ وجهها الحضاري، وتعزيز مكانتها الدولية والإقليمية، وقيامها بدور مهم في نصرة القضايا والمصالح العربية والإسلامية ومواجهة تحديات المجتمع الدولي، لصياغة مستقبل أكثر أمناً واستقراراً للإنسانية؛ جاء إعلان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، بتخصيص يوم الرابع عشر من يناير من كل عام للاحتفاء بالدبلوماسية البحرينية، تتويجاً لكل الاهتمام والرعاية التي يحظى بها السلك الدبلوماسي، ومحفزاً للشباب الدبلوماسي على العطاء والتفاني في إعلاء شأن مملكة البحرين، وصون مصالحها وخدمة مليكها.
ولأن الرعاية والاهتمام والثقة التي يحظى بها الشباب الدبلوماسي تأتي فعلًا لا قولًا، تُقدم له الفرص الواحدة تلو الأخرى لتمكين الدبلوماسي الشاب وتفعيل دوره وتثبيت خطواته الأولى في طريق الدبلوماسية.
فقد حظيت باكراً بشرف المشاركة في تمثيل مملكة البحرين في عدد من الاجتماعات الهامة على المستوى الإقليمي، ساهمت بالتعرف على أهل الخبرة والاختصاص من المعنيين والمسؤولين الدبلوماسيين والقيادات السياسية، الذي كان للعمل معهم أثر في فهم أعمق وأشمل لتعقيدات العلاقات السياسية.
وبالمثل، جاء قرار نقلي للعمل في بعثة مملكة البحرين في القاهرة في سنواتي الأولى، دليلاً على الثقة التي تمنح للدبلوماسي الشاب، إذا ما أخذنا في عين الاعتبار ما تمثله جمهورية مصر العربية من عمق استراتيجي لمملكة البحرين، وركيزة أساسية في حفظ أمن واستقرار المنطقة، وهي البيئة الحاضنة للعمل العربي المشترك.
ومن حسن الطالع، أني حظيت بفرصة العمل قريبة أحياناً من معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية الموقر، الذي ترك فيّ بصمته من الناحية المهنية العالية، وفي الرعاية الأبوية للدبلوماسيين الشباب، إذ أستذكر دائماً على الصعيد الشخصي كلماته العفوية التي كان يحييني بها عند استقبال معاليه في القاهرة، فكانت عبارة "شلونج يا بنتي؟" تأتي بلسماً ودفئاً ودافعاً وأنا أعيش سنوات اغترابي الأولى عن الوطن.
وتستمر صنوف الرعاية والاهتمام للشباب الدبلوماسي من قبل القيادات العليا وأصحاب الخبرة من الدبلوماسيين الأوائل في وزارة الخارجية، من مهدوا طريق الدبلوماسية البحرينية لنا، متجاوزين الكثير من التحديات، الذين نهلنا من خبرتهم ومعرفتهم خلال ممارسة العمل اليومي في ديوان الوزارة، فكانوا نعم المعلمين والموجهين والناصحين.
وتقديراً لما تقدمه من جهود متواصلة وإنجازات متتالية في خدمة وطنها وحماية مكتسباته، فقد اعتمد المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، موضوع يوم المرأة البحرينية للعام 2020 للاحتفاء بالمرأة البحرينية في مجال العمل الدبلوماسي.
ويأتي الاحتفال الأول باليوم الدبلوماسي البحريني، مدشناً بداية النصف الثاني من قرنها الأول، الذي نعاهد الله فيه على أن نخلص العمل، لنبني على ما عمّره السابقون، ونشق دروباً ترقى بها مملكتنا الغالية، لنفاخر بها وتفاخر بنا، ونور طريقنا في رحلتنا هذه حكمة قيادتنا الرشيدة ورؤى وتطلعات قائد مسيرتنا، لنحول معاً بعزم الشباب المستحيل إلى واقع يليق بنا.
سكرتير ثالث بسفارة مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية