* البحرين بقيادتها ومواطنيها نجحت في اختبار "الربيع العربي"
* نحذر من استقطاب جهات خارجية للشباب من خلال "القوة الناعمة"
* البحرين خرجت أكثر قوة وانتماء وولاء بعد "الربيع العربي"
* شباب البحرين محصن ضد الآثار السلبية لـ "الربيع العربي"
* البحرين كسرت حاجز الخجل في تعزيز المواطنة
* رسالة سامية للبحرين في تعزيز التسامح والتعايش
* شباب السعودية يفندون أكاذيب وافتراءات عبر مواقع التواصل بشأن الحج سنوياً
* لابد أن تكون لدينا مظلة تحتضن الشباب على مواقع التواصل
* وعي شباب السعودية يحبط خطط الجزيرة في نشر الأكاذيب والافتراءات
* الإعلام الممنهج يعزز الكراهية والعنف عبر التطاول على القيادات والرموز
* ادعو الدول العربية إلى الاقتداء بالسعودية في الاهتمام بالشباب
* نحذر من استقطاب جهات خارجية للشباب العربي من خلال "القوة الناعمة"
* وسائل التواصل سلاح ذو حدين في تعزيز المواطنة والانتماء
* مخاطبة الشباب برسائل غير مباشرة لتعزيز الانتماء والمواطنة
* النظرة الإيجابية للوطن بتعزيز للمواطنة وتصحيح السلبيات
* الشباب لا يتقبل الرسائل المباشرة ولابد من استخدام "القوة الناعمة"
* الإعلام الممنهج يغرس فكرة أن أي معارض "بطل قومي"
* "الربيع العربي" مؤشر سلبي للتعبير عن المواطنة
* لا تنمية في أي بلد دون استقطاب وجذب الشباب
* بعض الدول العربية تفتقد تعزيز المواطنة في المؤسسات التعليمية
* نتطلع إلى مشروع تعليمي عربي جاد في تعزيز المواطنة والانتماء
* أدعو لتشكيل اتحاد عربي لتطوير محتوى اللغة العربية عبر الإنترنت
* من الأمور المحزنة أن نرى اللغة العربية الأقل محتوى عالمياً عبر الإنترنت
* تعزيز التنمية يبدأ من الأسرة ويرتبط بالنظرة الإيجابية للوطن
وليد صبري
أكد الإعلامي السعودي ومقدم البرامج في قناة "سكاي نيوز عربية"، عبدالله البندر، أن "الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة "بحريننا"، تعد مفخرة عربية في تعزيز الانتماء والمواطنة"، مشدداً على أن "البحرين بقيادتها ومواطنيها نجحت في اختبار صعب خلال فترة ما يسمى بـ "الربيع العربي""، مشيراً إلى أن "البحرين خرجت أكثر قوة وانتماء وولاء بعد تلك الفترة".
وأضاف البندر في حوار خص به "الوطن" على هامش زيارته الأخيرة للبحرين، أن "شباب البحرين خرج محصناً ضد الآثار السلبية لتلك المرحلة"، موضحاً أنه "من سلبيات "الربيع العربي" أن الإعلام غرس فكرة أن أي معارض لابد وأن يصبح "بطلاً قومياً".
صانع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبر أن ""الربيع العربي" كان مؤشراً سلبياً للتعبير عن المواطنة"، لافتاً إلى أن "الإعلام الممنهج ضد دولنا يعزز الكراهية والعنف عبر التطاول على القيادات والرموز".
ودعا البندر إلى "الاقتداء بالسعودية في الاهتمام بالشباب"، موضحاً أن "شباب السعودية لديهم القدرة على تفنيد الأكاذيب والافتراءات التي تبث عبر مواقع التواصل بشأن الحج سنوياً"، لافتاً إلى أن "وعي شباب السعودية يحبط خطط قناة "الجزيرة" في نشر الأكاذيب والافتراءات".
وحذر صانع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي من "استقطاب جهات خارجية مناهضة للدولة، للشباب من خلال "القوة الناعمة""، مطالباً "بضرورة أن تكون لدينا مظلة تحتضن الشباب على مواقع التواصل".
وقال إن "تعزيز التنمية يبدأ من الأسرة ويرتبط بالنظرة الإيجابية للوطن"، موضحاً أن "البحرين تتفوق على دول عربية كثيرة في الاهتمام بتعزيز الانتماء والمواطنة والتعايش والتسامح، في حين تفتقر تلك الدول إلى تعزيز المواطنة في المؤسسات التعليمية". وإلى نص الحوار:
ترسيخ الانتماء والمواطنة
كيف يمكن أن يكون لشباب البحرين دور حيوي في تعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة؟
- لدينا في الوطن العربي مشكلة تتمثل في الخجل من التعبير عن الانتماء الوطني، لكن في الوقت ذاته، تعد البحرين بوجه خاص، ودول مجلس التعاون الخليجي بوجه عام من الدول التي كسرت هذا الحاجز، وهو تعزيز الانتماء الوطني عند الشباب البحريني والخليجي. أيضاً من النقاط المهمة التي يجب أن نركز عليها هو التركيز على الشباب من ناحية الانتماء الوطني برسائل غير مباشرة، لأنه دائماً الرسائل المباشرة لا يتقبلها جيل الشباب، فعلى سبيل المثال، عندما تنصحهم بشكل مباشر ربما لا يتقبلون النصيحة، لذلك دائماً نحن نتحدث عن القوة الناعمة للتأثير على الشباب من أجل تعزيز الانتماء الوطني. ونحن دائماً ما نتطرق إلى تلك النقطة المهمة، وهو أنه في حقبة زمنية مضت، عزز الإعلام الخارجي الممنهج تلك الآفة، لضرب قيمنا وضرب المواطنة، حيث يخجل المواطن العربي من التعبير عن حبه لبلده، وينظر فقط إلى الجانب السلبي وعدم التركيز على الإيجابيات، ومن ثم يبحث عن أمور وسلبيات أخرى، الأمر الذي يولد العنف والكره، إلى أن يحدث تدمير للبلد. لذلك لابد أن يكون هناك تعزيز لقيم الانتماء والمواطنة خاصة في الإعلام، لا نقول مدحاً ولكن نقول نظرة إيجابية الأمر الذي يحمس الشباب للعمل من أجل مستقبل بلادهم.
* ما الوسائل والفرص المتاحة للشباب البحريني والخليجي التي يمكنهم من خلالها تعزيز المواطنة الحقة في المجتمع؟
- هناك إحصائيات عالمية تؤكد أن 45 % من شباب العالم تحت سن 25 عاماً يستقون معلوماتهم من الإنترنت، لذلك يعد الإنترنت الوسيلة الأقوى، ولذلك لابد من التركيز على الإعلام الجديد لاسيما ما يتعلق بالإنترنت، خاصة وأن البحرين رائدة في مجالات كثيرة، وهي تعد من أوائل الدول الخليجية والعربية في تعزيز مسألة التسامح والتعايش.
* كيف يمكن إعداد أجيال مؤمنة بقيم المواطنة؟
- أولاً، التعليم، ثم، الإعلام، ولذلك علينا الاهتمام بالأطفال منذ الصغر، سواء عن طريق برامج الرسوم المتحركة أو البرامج الأخرى، ومواقع التواصل الاجتماعي، ونحن نلاحظ أن الأطفال والناشئة متواجدون لفترات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي، فعندما يكون لدينا مظلة تحتضن الأطفال والشباب المبدعين والمحترفين، على مواقع التواصل الاجتماعي، لتعزيز الانتماء والمواطنة لديهم، أفضل من أن تأتي جهات ومؤسسات خارجية وتكسب تلك القوى الناعمة المتمثلة في الناشئة والشباب لتحقيق مصالحها. وعلى الدولة أن تحافظ على شبابها وان تبحث عن المجالات المختلفة التي يمكن أن يبدع فيها الشباب من أجل تعزيز الانتماء والمواطنة.
* هل هناك مؤشرات تدل على أن شباب البحرين والخليج استطاع التعبير عن انتمائه الحقيقي لوطنه؟
- علينا أن نكون واقعيين، المواطن العربي، يخجل في التعبير عن انتمائه وحبه وولائه لوطنه، والدليل موجة ما يعرف بـ "الربيع العربي" والتي جذبت الكثير من الشباب، وتسببت في النظرة السلبية للوطن، وربما يعتقد المواطن العربي أن التعبير عن الحب والولاء والانتماء للوطن هو فقط عن طريق المدح، بل، إن النظرة الإيجابية هي تعزيز للعمل الوطني والنهوض بالبلد، ولذلك أنا أدعو الشباب العربي ألا يخجل من التعبير عن حبه وانتمائه لبلاده.
* هل كان ما يعرف باسم "الربيع العربي" مؤشر إيجابي أم سلبي في تعبير الشباب العربي عن انتمائهم لأوطانهم؟
- للأسف الإعلام الممنهج ضد دولنا خلال فترة "الربيع العربي" كان يركز على خجل الشباب من التعبير عن انتمائهم لأوطانهم وبلدانهم العربية، ومن ثم يعزز الكراهية، ثم انتقلنا لمرحلة التطاول على الرموز، إلى أن يهدم البلد، لكن في المقابل عندما يكون هذا البلد محصناً، ولديه مناعة قوية، في هذه الحال، يستطيع أن يواجه التحديات، ونحن ندرك أن السلبيات موجودة في كل بلادنا العربية، لكن النظرة الإيجابية بتطوير السلبيات في عالمنا العربي وتنمية أوطاننا العربية، هي الفيصل في تعزيز الانتماء والولاء للأوطان، وبالتالي يصبح لدى الشباب مناعة قوية ولا ينجذب إلى دعوات الهدم والفوضى والتطرف والشعارات التي تركز على أنه كلما كنت معارضاً كلما كنت بطلاً قومياً!
تحديات أمام المواطنة
* ما أبرز التحديات التي تواجه الشباب والتي تعد عائقاً أمام ترسيخ قيم الولاء والمواطنة؟
- أبرز التحديات عندما يكون البلد منشغلاً بهموم أخرى وينسى أو يتناسى أهم محور في الوطن، ألا وهو الشباب، فلا توجد تنمية في أي بلد، بدون الاهتمام بالشباب، فعندما تترك الشباب لمؤسسات وجهات خارجية تناهض فكر وتوجه البلد، من الطبيعي أن لا يكون هناك تعزيز لقيم الولاء والانتماء والمواطنة لدى هؤلاء الشباب، وبالتالي تبدأ تلك الجهات والمؤسسات الخارجية في استغلال الشباب لتوجهاتها، ولذلك نحن ندعو الدول إلى الاهتمام بالشباب. على سبيل المثال، نحن نلاحظ أن المملكة العربية السعودية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، ورؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أصبح هناك اهتمام كبير بفئة الشباب، لأنه لا توجد تنمية إلا بالعزيمة والشباب. لذلك أنا أدعو الدول الخليجية والعربية إلى الاقتداء بالسعودية في الاهتمام بالشباب، ويمكن أن نلاحظ أن السعودية في أسبوع واحد فقط حصدت إنجازات ثقافية وسياسية واقتصادية ورياضية، وكل تلك الإنجازات كان وراءها الشباب السعودي. وبالتالي عندما تستفيد من القوة الناعمة المتمثلة في شباب البلد، وكيف يمكن توظيف تلك القوة في كافة المجالات، عندئذ ستجد طفرة من النجاحات والإنجازات وتوفير فرص العمل.
* كيف يشعر الشباب بالمسؤولية الاجتماعية في تعزيز ونشر قيم الانتماء والمواطنة؟
- على الشباب مسؤولية اجتماعية كبيرة في تعزيز ونشر قيم الانتماء والولاء والمواطنة، لاسيما ما يتعلق بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي حيث لا يجب الترويج لأي معلومة دون التحقق منها، وبالتالي الجهات والمؤسسات الخارجية المناهضة لدولنا العربية تستفيد من قلة وعي الشباب العربي في هذه النقطة، ولذلك لابد من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الإيجابيات وحجب نشر السلبيات، والتركيز على الإيجابيات في المجتمعات العربية، ولا يوجد بلد يسعى إلى التنمية ونظرته سلبية. لذلك لابد أن تكون نظرة الشباب إيجابية تجاه بلده ووطنه وقيادته.
امتحان صعب
* كيف ترون تجربة البحرين في تعزيز قيم الانتماء والمواطنة؟
- تجربة البحرين في تعزيز قيم الولاء والانتماء وتعزيز المواطنة، هي تجربة فريدة من نوعها، وقد كان لدينا اختبار صعب في فترة ما يعرف بـ "الربيع العربي"، وتعد البحرين من الدول التي استطاعت أن تجتاز هذا الامتحان الصعب بنجاح كبير، حيث نجحت البحرين بقيادتها ومواطنيها في اختبار "الربيع العربي"، بل وخرجت أكثر قوة وانتماء بعده، لذلك نحن نعتبر شباب البحرين محصناً ضد آثاره السلبية، حيث كانت هناك جهات خارجية تحاول أن تغزو البحرين فكرياً، لكن البحرين كانت محصنة بقيادتها ومواطنيها وشبابها، وكان لدى البحرينيين وعي كبير واستطاع البحرينيون أن يخرجوا أكثر قوة من تلك التجربة، ونحن نرى ذلك على أرض الواقع لاسيما في السنوات الأخيرة من حيث التنمية والاهتمام بالنهوض بالاقتصاد والمشروعات والاستثمارات القائمة على الأرض، وقبل ذلك نجاح التجربة السياسية، لذلك نستطيع أن نقول إن تجربة البحرين في فترة "الربيع العربي" تدرس إلى دول كثيرة.
"بحريننا".. رؤية ثاقبة
* البحرين دشنت قبل فترة الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة "بحريننا".. تجسيداً للرؤية الملكية السامية.. كيف ترون البحرين بعد تلك الخطة؟
- "بحريننا" دليل على الرؤية الثاقبة والنظرة المستقبلية في المملكة في تعزيز قيم المواطنة والتركيز على الشباب، ونحن نلاحظ أنه في الوقت الذي تعيش فيه دول عربية في سبات عميق، نجد أن البحرين تتميز في مضيها نحو تعزيز الانتماء والولاء والمواطنة، لذلك أنا أشعر بالفخر كون أن دولة خليجية وعربية مثل البحرين لديها مثل هذه الخطة والرؤية وتلك المشروعات الوطنية، التي تتبناها وزارات سيادية ومهمة في المملكة.
* هل لنا أن نلقي الضوء على تعزيز قيم التسامح والتعايش في البحرين؟
- في فترات الخمسينات والستينات من القرن الماضي، عندما كان الخليجيون يسعون إلى تطوير تعليمهم كانوا يتوجهون إلى البحرين، وبالتالي البحرين تاريخياً نموذج فريد للتعايش والتسامح، لاسيما وهي تضم دائماً جنسيات وديانات وطوائف مختلفة، وهذا ينبع من ثقافة الشعب البحريني، الأمر الذي يدعو للفخر والإعجاب. وبالتالي البحرين تحظى بتاريخ عظيم شهد تعايشاً وتسامحاً بين مختلف الطوائف والأديان في وقت هناك دول تعيش حقباً من التخلف والرجعية، بينما تشهد البحرين تطوراً على كافة الأصعدة، وبالتالي البحرين تقدم رسالة سامية للتسامح والتعايش بين الأديان والطوائف والاهتمام بالأقليات، وذلك من منطلق أن ثقافة الشعب البحريني يتعايش مع تلك الأفكار، وتلك خطوة إيجابية من البحرين قيادة وحكومة وشعباً.
* كيف يستطيع الشباب مكافحة خطابات الكراهية والتحريض والتطرف، لاسيما عبر الإنترنت؟
- لابد من الاهتمام باللغة العربية، وقد أثبتت إحصائيات أن أقل لغة منتشرة عبر الإنترنت هي اللغة العربية، رغم كثرة متحدثيها، ولذلك كي نستطيع أن نصل بأفكارنا إلى الآخرين، لابد من الاهتمام باللغة العربية، للتغلب على ضعف المحتوى العربي في الإنترنت، كي نستطيع أن ننقل أفكارنا ونواجه خطابات التحريض والتطرف والكراهية، وبالتالي قوة المحتوى، وهي التي تمثل لدينا اللغة العربية، نستطيع من خلالها أن نصل إلى العالم ونطلعه على أفكارنا في محاربة التطرف والإرهاب والكراهية والتحريض، ولذلك أنا أدعو إلى تشكيل اتحاد عربي لتطوير محتوى اللغة العربية عبر الإنترنت. ومن الأمور المحزنة والمخجلة أن نرى اللغة العربية هي الأقل محتوى عالمياً عبر الإنترنت، في حين تتفوق علينا لغة دولة التشيك رغم قلة متحدثيها.
* كيف تقيمون دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الانتماء والمواطنة؟
- وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، لها دور إيجابي، وأيضاً سلبي، وبالتالي يأتي دور الإعلاميين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن عليهم مسؤولية كبيرة، في نشر المحتوى الإيجابي لتعزيز الانتماء والمواطنة، وكشف الحقائق، لاسيما ونحن نرى عبر الإنترنت أموراً غير صحيحة وملفقة وممنهجة. ونحن لدينا تجربة حية في المملكة العربية السعودية ونعيشها بشكل يومي، حيث يواجه الشباب السعودي سنويا حملات مغرضة تتعلق بتدويل وتسييس الحج والتركيز على السلبيات، ولأن الشباب السعودي لديه وعي كافٍ وثقافة عالية في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، فهم الذين يواجهون مثل تلك الحملات بكفاءة عالية، وبالتالي فإن شباب السعودية يفندون أكاذيب وافتراءات تبث عبر مواقع التواصل بشأن الحج سنوياً، ومن هنا نستطيع أن نقول إن وعي شباب السعودية يحبط خطط قناة "الجزيرة" في نشر الأكاذيب والافتراءات، لاسيما ما يتعلق بالتوقف عن نقل وبث الفيديوهات والمقاطع المصورة السلبية والمفبركة، والتي تضر بالسعودية.
* هل لنا أن نتطرق إلى العولمة الإعلامية؟ وما مدى تأثيرها على الشباب؟
- في الخليج، أصبح هناك عولمة إعلامية، بطريقة مهنية توعوية للشباب، وهنا أنا أتحدث عن المظلة الإعلامية في منطقة الخليج العربي، ودعنا نركز على تجربة السعودية والإمارات في توعية الشباب، لاسيما عندما يكون لديك في الإعلام مشروعاً توعوياً للتمييز بين الجيد وغير الجيد، عندئذ تستطيع أن تقول إنك نجحت في مشروعك الإعلامي.
* كيف يمكن مواجهة سلبيات التأثر بالإعلام الخارجي؟
- عندما يكون هناك محتوى توعوي لدى المؤثرين في الإعلام وبشكل غير مباشر، للتصدي للإعلام الخارجي، حيث يسعى الإعلام الخارجي للتأثير على الشباب، وبالتالي داخلياً عندما يكون محتوى الإعلام الداخلي لدى الدولة توعوي يعرف كيف يتعامل مع الإعلام الخارجي وكيف يحمي شبابه ومواطنيه من الهجمات الإعلامية التي يتبناها الإعلام الخارجي للتأثير سلباً على الشباب والمواطنين، وبالتالي لا يستطيع الإعلام الخارجي أن يغزو عقول الشباب أو أن يدخل بأريحية إلى داخل فكر وعقل شباب ومواطني هذا البلد.
* هل استطاعت الأسرة الخليجية أن تحافظ على دورها التأثيري على أبنائها؟ أم أن هذا الدور تم اختزاله لمؤسسات أخرى؟
- في الخليج يتعلم الابن الانتماء والمواطنة من الأسرة عبر البيت والمنزل، قبل أي مؤسسة أخرى، لكننا نتحدث عن مرحلة عندما يكبر فيها الطفل ويصل إلى مرحلة المراهقة وإمكانية التأثير عليه من الخارج، هنا يكون لديه إعلام خارجي ومؤسسات وبالتالي يصبح تائهاً بين كل تلك المصادر التي يستقي منها معلوماته والتي يمكن أن تؤثر فيه. وبالتالي دور الأسرة رئيس في تعزيز الولاء والانتماء والمواطنة، وهذا يبدأ من الوالدين، وكيف يعلمان أبناءهما تلك القيم السامية وأهمية ومعنى الوطن، فعلى سبيل المثال، لا يشعر بقيمة الصحة إلا من يفقدها، ولا يشعر بقيمة الوطن إلا من فقد وطنه، حتى وهو يعيش داخله.
* وماذا عن دور المدرسة في هذا الشأن؟
- أيضاً للمدرسة دور كبير في هذا الشأن، وللأسف بعض الدول العربية لا يوجد لديها تعزيز لقيم الولاء والانتماء والمواطنة في مؤسساتها التعليمية.
* هل تستطيع المدرسة أن تعوض تضاؤل دور الأسرة في تعزيز الانتماء؟
- نعم.. أعتقد أنه يجب أن يكون لدينا مشروع أكبر وأكثر جدية في هذا المجال، عندما يكون لدينا في مؤسساتنا التعليمية مشروعات جادة في تعزيز المواطنة بدءاً من الأطفال وحتى سن 18 عاماً، وإلى مرحلة التخرج من الجامعة، هنا نستطيع أن نقول إننا نجحنا في تخريج جيل محب لوطنه ولديه اعتزاز ببلده ومحصن وواعٍ، ومن هنا المشروعات التي يجب أن نتبناها يجب أن تكون توعوية وليست مجرد التعبير عن حب الوطن.
* نحذر من استقطاب جهات خارجية للشباب من خلال "القوة الناعمة"
* البحرين خرجت أكثر قوة وانتماء وولاء بعد "الربيع العربي"
* شباب البحرين محصن ضد الآثار السلبية لـ "الربيع العربي"
* البحرين كسرت حاجز الخجل في تعزيز المواطنة
* رسالة سامية للبحرين في تعزيز التسامح والتعايش
* شباب السعودية يفندون أكاذيب وافتراءات عبر مواقع التواصل بشأن الحج سنوياً
* لابد أن تكون لدينا مظلة تحتضن الشباب على مواقع التواصل
* وعي شباب السعودية يحبط خطط الجزيرة في نشر الأكاذيب والافتراءات
* الإعلام الممنهج يعزز الكراهية والعنف عبر التطاول على القيادات والرموز
* ادعو الدول العربية إلى الاقتداء بالسعودية في الاهتمام بالشباب
* نحذر من استقطاب جهات خارجية للشباب العربي من خلال "القوة الناعمة"
* وسائل التواصل سلاح ذو حدين في تعزيز المواطنة والانتماء
* مخاطبة الشباب برسائل غير مباشرة لتعزيز الانتماء والمواطنة
* النظرة الإيجابية للوطن بتعزيز للمواطنة وتصحيح السلبيات
* الشباب لا يتقبل الرسائل المباشرة ولابد من استخدام "القوة الناعمة"
* الإعلام الممنهج يغرس فكرة أن أي معارض "بطل قومي"
* "الربيع العربي" مؤشر سلبي للتعبير عن المواطنة
* لا تنمية في أي بلد دون استقطاب وجذب الشباب
* بعض الدول العربية تفتقد تعزيز المواطنة في المؤسسات التعليمية
* نتطلع إلى مشروع تعليمي عربي جاد في تعزيز المواطنة والانتماء
* أدعو لتشكيل اتحاد عربي لتطوير محتوى اللغة العربية عبر الإنترنت
* من الأمور المحزنة أن نرى اللغة العربية الأقل محتوى عالمياً عبر الإنترنت
* تعزيز التنمية يبدأ من الأسرة ويرتبط بالنظرة الإيجابية للوطن
وليد صبري
أكد الإعلامي السعودي ومقدم البرامج في قناة "سكاي نيوز عربية"، عبدالله البندر، أن "الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة "بحريننا"، تعد مفخرة عربية في تعزيز الانتماء والمواطنة"، مشدداً على أن "البحرين بقيادتها ومواطنيها نجحت في اختبار صعب خلال فترة ما يسمى بـ "الربيع العربي""، مشيراً إلى أن "البحرين خرجت أكثر قوة وانتماء وولاء بعد تلك الفترة".
وأضاف البندر في حوار خص به "الوطن" على هامش زيارته الأخيرة للبحرين، أن "شباب البحرين خرج محصناً ضد الآثار السلبية لتلك المرحلة"، موضحاً أنه "من سلبيات "الربيع العربي" أن الإعلام غرس فكرة أن أي معارض لابد وأن يصبح "بطلاً قومياً".
صانع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبر أن ""الربيع العربي" كان مؤشراً سلبياً للتعبير عن المواطنة"، لافتاً إلى أن "الإعلام الممنهج ضد دولنا يعزز الكراهية والعنف عبر التطاول على القيادات والرموز".
ودعا البندر إلى "الاقتداء بالسعودية في الاهتمام بالشباب"، موضحاً أن "شباب السعودية لديهم القدرة على تفنيد الأكاذيب والافتراءات التي تبث عبر مواقع التواصل بشأن الحج سنوياً"، لافتاً إلى أن "وعي شباب السعودية يحبط خطط قناة "الجزيرة" في نشر الأكاذيب والافتراءات".
وحذر صانع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي من "استقطاب جهات خارجية مناهضة للدولة، للشباب من خلال "القوة الناعمة""، مطالباً "بضرورة أن تكون لدينا مظلة تحتضن الشباب على مواقع التواصل".
وقال إن "تعزيز التنمية يبدأ من الأسرة ويرتبط بالنظرة الإيجابية للوطن"، موضحاً أن "البحرين تتفوق على دول عربية كثيرة في الاهتمام بتعزيز الانتماء والمواطنة والتعايش والتسامح، في حين تفتقر تلك الدول إلى تعزيز المواطنة في المؤسسات التعليمية". وإلى نص الحوار:
ترسيخ الانتماء والمواطنة
كيف يمكن أن يكون لشباب البحرين دور حيوي في تعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة؟
- لدينا في الوطن العربي مشكلة تتمثل في الخجل من التعبير عن الانتماء الوطني، لكن في الوقت ذاته، تعد البحرين بوجه خاص، ودول مجلس التعاون الخليجي بوجه عام من الدول التي كسرت هذا الحاجز، وهو تعزيز الانتماء الوطني عند الشباب البحريني والخليجي. أيضاً من النقاط المهمة التي يجب أن نركز عليها هو التركيز على الشباب من ناحية الانتماء الوطني برسائل غير مباشرة، لأنه دائماً الرسائل المباشرة لا يتقبلها جيل الشباب، فعلى سبيل المثال، عندما تنصحهم بشكل مباشر ربما لا يتقبلون النصيحة، لذلك دائماً نحن نتحدث عن القوة الناعمة للتأثير على الشباب من أجل تعزيز الانتماء الوطني. ونحن دائماً ما نتطرق إلى تلك النقطة المهمة، وهو أنه في حقبة زمنية مضت، عزز الإعلام الخارجي الممنهج تلك الآفة، لضرب قيمنا وضرب المواطنة، حيث يخجل المواطن العربي من التعبير عن حبه لبلده، وينظر فقط إلى الجانب السلبي وعدم التركيز على الإيجابيات، ومن ثم يبحث عن أمور وسلبيات أخرى، الأمر الذي يولد العنف والكره، إلى أن يحدث تدمير للبلد. لذلك لابد أن يكون هناك تعزيز لقيم الانتماء والمواطنة خاصة في الإعلام، لا نقول مدحاً ولكن نقول نظرة إيجابية الأمر الذي يحمس الشباب للعمل من أجل مستقبل بلادهم.
* ما الوسائل والفرص المتاحة للشباب البحريني والخليجي التي يمكنهم من خلالها تعزيز المواطنة الحقة في المجتمع؟
- هناك إحصائيات عالمية تؤكد أن 45 % من شباب العالم تحت سن 25 عاماً يستقون معلوماتهم من الإنترنت، لذلك يعد الإنترنت الوسيلة الأقوى، ولذلك لابد من التركيز على الإعلام الجديد لاسيما ما يتعلق بالإنترنت، خاصة وأن البحرين رائدة في مجالات كثيرة، وهي تعد من أوائل الدول الخليجية والعربية في تعزيز مسألة التسامح والتعايش.
* كيف يمكن إعداد أجيال مؤمنة بقيم المواطنة؟
- أولاً، التعليم، ثم، الإعلام، ولذلك علينا الاهتمام بالأطفال منذ الصغر، سواء عن طريق برامج الرسوم المتحركة أو البرامج الأخرى، ومواقع التواصل الاجتماعي، ونحن نلاحظ أن الأطفال والناشئة متواجدون لفترات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي، فعندما يكون لدينا مظلة تحتضن الأطفال والشباب المبدعين والمحترفين، على مواقع التواصل الاجتماعي، لتعزيز الانتماء والمواطنة لديهم، أفضل من أن تأتي جهات ومؤسسات خارجية وتكسب تلك القوى الناعمة المتمثلة في الناشئة والشباب لتحقيق مصالحها. وعلى الدولة أن تحافظ على شبابها وان تبحث عن المجالات المختلفة التي يمكن أن يبدع فيها الشباب من أجل تعزيز الانتماء والمواطنة.
* هل هناك مؤشرات تدل على أن شباب البحرين والخليج استطاع التعبير عن انتمائه الحقيقي لوطنه؟
- علينا أن نكون واقعيين، المواطن العربي، يخجل في التعبير عن انتمائه وحبه وولائه لوطنه، والدليل موجة ما يعرف بـ "الربيع العربي" والتي جذبت الكثير من الشباب، وتسببت في النظرة السلبية للوطن، وربما يعتقد المواطن العربي أن التعبير عن الحب والولاء والانتماء للوطن هو فقط عن طريق المدح، بل، إن النظرة الإيجابية هي تعزيز للعمل الوطني والنهوض بالبلد، ولذلك أنا أدعو الشباب العربي ألا يخجل من التعبير عن حبه وانتمائه لبلاده.
* هل كان ما يعرف باسم "الربيع العربي" مؤشر إيجابي أم سلبي في تعبير الشباب العربي عن انتمائهم لأوطانهم؟
- للأسف الإعلام الممنهج ضد دولنا خلال فترة "الربيع العربي" كان يركز على خجل الشباب من التعبير عن انتمائهم لأوطانهم وبلدانهم العربية، ومن ثم يعزز الكراهية، ثم انتقلنا لمرحلة التطاول على الرموز، إلى أن يهدم البلد، لكن في المقابل عندما يكون هذا البلد محصناً، ولديه مناعة قوية، في هذه الحال، يستطيع أن يواجه التحديات، ونحن ندرك أن السلبيات موجودة في كل بلادنا العربية، لكن النظرة الإيجابية بتطوير السلبيات في عالمنا العربي وتنمية أوطاننا العربية، هي الفيصل في تعزيز الانتماء والولاء للأوطان، وبالتالي يصبح لدى الشباب مناعة قوية ولا ينجذب إلى دعوات الهدم والفوضى والتطرف والشعارات التي تركز على أنه كلما كنت معارضاً كلما كنت بطلاً قومياً!
تحديات أمام المواطنة
* ما أبرز التحديات التي تواجه الشباب والتي تعد عائقاً أمام ترسيخ قيم الولاء والمواطنة؟
- أبرز التحديات عندما يكون البلد منشغلاً بهموم أخرى وينسى أو يتناسى أهم محور في الوطن، ألا وهو الشباب، فلا توجد تنمية في أي بلد، بدون الاهتمام بالشباب، فعندما تترك الشباب لمؤسسات وجهات خارجية تناهض فكر وتوجه البلد، من الطبيعي أن لا يكون هناك تعزيز لقيم الولاء والانتماء والمواطنة لدى هؤلاء الشباب، وبالتالي تبدأ تلك الجهات والمؤسسات الخارجية في استغلال الشباب لتوجهاتها، ولذلك نحن ندعو الدول إلى الاهتمام بالشباب. على سبيل المثال، نحن نلاحظ أن المملكة العربية السعودية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، ورؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أصبح هناك اهتمام كبير بفئة الشباب، لأنه لا توجد تنمية إلا بالعزيمة والشباب. لذلك أنا أدعو الدول الخليجية والعربية إلى الاقتداء بالسعودية في الاهتمام بالشباب، ويمكن أن نلاحظ أن السعودية في أسبوع واحد فقط حصدت إنجازات ثقافية وسياسية واقتصادية ورياضية، وكل تلك الإنجازات كان وراءها الشباب السعودي. وبالتالي عندما تستفيد من القوة الناعمة المتمثلة في شباب البلد، وكيف يمكن توظيف تلك القوة في كافة المجالات، عندئذ ستجد طفرة من النجاحات والإنجازات وتوفير فرص العمل.
* كيف يشعر الشباب بالمسؤولية الاجتماعية في تعزيز ونشر قيم الانتماء والمواطنة؟
- على الشباب مسؤولية اجتماعية كبيرة في تعزيز ونشر قيم الانتماء والولاء والمواطنة، لاسيما ما يتعلق بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي حيث لا يجب الترويج لأي معلومة دون التحقق منها، وبالتالي الجهات والمؤسسات الخارجية المناهضة لدولنا العربية تستفيد من قلة وعي الشباب العربي في هذه النقطة، ولذلك لابد من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الإيجابيات وحجب نشر السلبيات، والتركيز على الإيجابيات في المجتمعات العربية، ولا يوجد بلد يسعى إلى التنمية ونظرته سلبية. لذلك لابد أن تكون نظرة الشباب إيجابية تجاه بلده ووطنه وقيادته.
امتحان صعب
* كيف ترون تجربة البحرين في تعزيز قيم الانتماء والمواطنة؟
- تجربة البحرين في تعزيز قيم الولاء والانتماء وتعزيز المواطنة، هي تجربة فريدة من نوعها، وقد كان لدينا اختبار صعب في فترة ما يعرف بـ "الربيع العربي"، وتعد البحرين من الدول التي استطاعت أن تجتاز هذا الامتحان الصعب بنجاح كبير، حيث نجحت البحرين بقيادتها ومواطنيها في اختبار "الربيع العربي"، بل وخرجت أكثر قوة وانتماء بعده، لذلك نحن نعتبر شباب البحرين محصناً ضد آثاره السلبية، حيث كانت هناك جهات خارجية تحاول أن تغزو البحرين فكرياً، لكن البحرين كانت محصنة بقيادتها ومواطنيها وشبابها، وكان لدى البحرينيين وعي كبير واستطاع البحرينيون أن يخرجوا أكثر قوة من تلك التجربة، ونحن نرى ذلك على أرض الواقع لاسيما في السنوات الأخيرة من حيث التنمية والاهتمام بالنهوض بالاقتصاد والمشروعات والاستثمارات القائمة على الأرض، وقبل ذلك نجاح التجربة السياسية، لذلك نستطيع أن نقول إن تجربة البحرين في فترة "الربيع العربي" تدرس إلى دول كثيرة.
"بحريننا".. رؤية ثاقبة
* البحرين دشنت قبل فترة الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة "بحريننا".. تجسيداً للرؤية الملكية السامية.. كيف ترون البحرين بعد تلك الخطة؟
- "بحريننا" دليل على الرؤية الثاقبة والنظرة المستقبلية في المملكة في تعزيز قيم المواطنة والتركيز على الشباب، ونحن نلاحظ أنه في الوقت الذي تعيش فيه دول عربية في سبات عميق، نجد أن البحرين تتميز في مضيها نحو تعزيز الانتماء والولاء والمواطنة، لذلك أنا أشعر بالفخر كون أن دولة خليجية وعربية مثل البحرين لديها مثل هذه الخطة والرؤية وتلك المشروعات الوطنية، التي تتبناها وزارات سيادية ومهمة في المملكة.
* هل لنا أن نلقي الضوء على تعزيز قيم التسامح والتعايش في البحرين؟
- في فترات الخمسينات والستينات من القرن الماضي، عندما كان الخليجيون يسعون إلى تطوير تعليمهم كانوا يتوجهون إلى البحرين، وبالتالي البحرين تاريخياً نموذج فريد للتعايش والتسامح، لاسيما وهي تضم دائماً جنسيات وديانات وطوائف مختلفة، وهذا ينبع من ثقافة الشعب البحريني، الأمر الذي يدعو للفخر والإعجاب. وبالتالي البحرين تحظى بتاريخ عظيم شهد تعايشاً وتسامحاً بين مختلف الطوائف والأديان في وقت هناك دول تعيش حقباً من التخلف والرجعية، بينما تشهد البحرين تطوراً على كافة الأصعدة، وبالتالي البحرين تقدم رسالة سامية للتسامح والتعايش بين الأديان والطوائف والاهتمام بالأقليات، وذلك من منطلق أن ثقافة الشعب البحريني يتعايش مع تلك الأفكار، وتلك خطوة إيجابية من البحرين قيادة وحكومة وشعباً.
* كيف يستطيع الشباب مكافحة خطابات الكراهية والتحريض والتطرف، لاسيما عبر الإنترنت؟
- لابد من الاهتمام باللغة العربية، وقد أثبتت إحصائيات أن أقل لغة منتشرة عبر الإنترنت هي اللغة العربية، رغم كثرة متحدثيها، ولذلك كي نستطيع أن نصل بأفكارنا إلى الآخرين، لابد من الاهتمام باللغة العربية، للتغلب على ضعف المحتوى العربي في الإنترنت، كي نستطيع أن ننقل أفكارنا ونواجه خطابات التحريض والتطرف والكراهية، وبالتالي قوة المحتوى، وهي التي تمثل لدينا اللغة العربية، نستطيع من خلالها أن نصل إلى العالم ونطلعه على أفكارنا في محاربة التطرف والإرهاب والكراهية والتحريض، ولذلك أنا أدعو إلى تشكيل اتحاد عربي لتطوير محتوى اللغة العربية عبر الإنترنت. ومن الأمور المحزنة والمخجلة أن نرى اللغة العربية هي الأقل محتوى عالمياً عبر الإنترنت، في حين تتفوق علينا لغة دولة التشيك رغم قلة متحدثيها.
* كيف تقيمون دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الانتماء والمواطنة؟
- وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، لها دور إيجابي، وأيضاً سلبي، وبالتالي يأتي دور الإعلاميين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن عليهم مسؤولية كبيرة، في نشر المحتوى الإيجابي لتعزيز الانتماء والمواطنة، وكشف الحقائق، لاسيما ونحن نرى عبر الإنترنت أموراً غير صحيحة وملفقة وممنهجة. ونحن لدينا تجربة حية في المملكة العربية السعودية ونعيشها بشكل يومي، حيث يواجه الشباب السعودي سنويا حملات مغرضة تتعلق بتدويل وتسييس الحج والتركيز على السلبيات، ولأن الشباب السعودي لديه وعي كافٍ وثقافة عالية في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، فهم الذين يواجهون مثل تلك الحملات بكفاءة عالية، وبالتالي فإن شباب السعودية يفندون أكاذيب وافتراءات تبث عبر مواقع التواصل بشأن الحج سنوياً، ومن هنا نستطيع أن نقول إن وعي شباب السعودية يحبط خطط قناة "الجزيرة" في نشر الأكاذيب والافتراءات، لاسيما ما يتعلق بالتوقف عن نقل وبث الفيديوهات والمقاطع المصورة السلبية والمفبركة، والتي تضر بالسعودية.
* هل لنا أن نتطرق إلى العولمة الإعلامية؟ وما مدى تأثيرها على الشباب؟
- في الخليج، أصبح هناك عولمة إعلامية، بطريقة مهنية توعوية للشباب، وهنا أنا أتحدث عن المظلة الإعلامية في منطقة الخليج العربي، ودعنا نركز على تجربة السعودية والإمارات في توعية الشباب، لاسيما عندما يكون لديك في الإعلام مشروعاً توعوياً للتمييز بين الجيد وغير الجيد، عندئذ تستطيع أن تقول إنك نجحت في مشروعك الإعلامي.
* كيف يمكن مواجهة سلبيات التأثر بالإعلام الخارجي؟
- عندما يكون هناك محتوى توعوي لدى المؤثرين في الإعلام وبشكل غير مباشر، للتصدي للإعلام الخارجي، حيث يسعى الإعلام الخارجي للتأثير على الشباب، وبالتالي داخلياً عندما يكون محتوى الإعلام الداخلي لدى الدولة توعوي يعرف كيف يتعامل مع الإعلام الخارجي وكيف يحمي شبابه ومواطنيه من الهجمات الإعلامية التي يتبناها الإعلام الخارجي للتأثير سلباً على الشباب والمواطنين، وبالتالي لا يستطيع الإعلام الخارجي أن يغزو عقول الشباب أو أن يدخل بأريحية إلى داخل فكر وعقل شباب ومواطني هذا البلد.
* هل استطاعت الأسرة الخليجية أن تحافظ على دورها التأثيري على أبنائها؟ أم أن هذا الدور تم اختزاله لمؤسسات أخرى؟
- في الخليج يتعلم الابن الانتماء والمواطنة من الأسرة عبر البيت والمنزل، قبل أي مؤسسة أخرى، لكننا نتحدث عن مرحلة عندما يكبر فيها الطفل ويصل إلى مرحلة المراهقة وإمكانية التأثير عليه من الخارج، هنا يكون لديه إعلام خارجي ومؤسسات وبالتالي يصبح تائهاً بين كل تلك المصادر التي يستقي منها معلوماته والتي يمكن أن تؤثر فيه. وبالتالي دور الأسرة رئيس في تعزيز الولاء والانتماء والمواطنة، وهذا يبدأ من الوالدين، وكيف يعلمان أبناءهما تلك القيم السامية وأهمية ومعنى الوطن، فعلى سبيل المثال، لا يشعر بقيمة الصحة إلا من يفقدها، ولا يشعر بقيمة الوطن إلا من فقد وطنه، حتى وهو يعيش داخله.
* وماذا عن دور المدرسة في هذا الشأن؟
- أيضاً للمدرسة دور كبير في هذا الشأن، وللأسف بعض الدول العربية لا يوجد لديها تعزيز لقيم الولاء والانتماء والمواطنة في مؤسساتها التعليمية.
* هل تستطيع المدرسة أن تعوض تضاؤل دور الأسرة في تعزيز الانتماء؟
- نعم.. أعتقد أنه يجب أن يكون لدينا مشروع أكبر وأكثر جدية في هذا المجال، عندما يكون لدينا في مؤسساتنا التعليمية مشروعات جادة في تعزيز المواطنة بدءاً من الأطفال وحتى سن 18 عاماً، وإلى مرحلة التخرج من الجامعة، هنا نستطيع أن نقول إننا نجحنا في تخريج جيل محب لوطنه ولديه اعتزاز ببلده ومحصن وواعٍ، ومن هنا المشروعات التي يجب أن نتبناها يجب أن تكون توعوية وليست مجرد التعبير عن حب الوطن.