دعت أستاذة التاريخ المعاصر د.شرف المزعل كل أهل البحرين إلى "أن يلعبوا دورهم في تقوية المواطنة كمواطنين إيجابيين، فالبحرين تستحق منا كل جهد في هذا السبيل".

ونظم مجلس عائلة الدوي بالمحرق محاضرة بعنوان "البعد الفلسفي والتاريخي للمواطنة" تحدثت فيها د.شرف المزعل. وأدار المحاضرة الكاتب صلاح الجودر. وتطرقت المزعل إلى فلسفة المواطنة، ومحطات المواطنة التأريخية، والمواطنة بين المفهوم والمصطلح.

وأكدت د.المزعل ما تمتاز به البحرين من معالم حضارية مؤثرة تعكس الغنى الفكري والتراثي الضارب في القدم في مدن البحرين المختلفة، مشيرة إلى المساجد والمآتم والكنائس والدير والمعابد الموجودة في البحرين والشعور بالسلام والأمن والتسامح بين كل هذه المكونات.

وقالت إن "الزائر للبحرين يمكنه التعرف على سمات التسامح، فالمنامة هي مدينة التسامح، وعلى مدى ساعتين مشياً على الاقدام يمكننا المرور بمسجد الشيخ جاسم المهزع وهو من كبار القضاة من الطائفة السنية، منه إلى الكنيس اليهودي، ويمكن أن نمر بإبراهيم بن نونو من كبار الطائفة اليهودية في البحرين وبكل أريحية يستقبلنا بملابسنا الإسلامية، ثم ننتقل إلى المعبد المهندوسي الذي يعتبر أكبر معبد في الشرق الأوسط عمره أكثر من 200 عام، تقام فيه كل الطقوس الهندوسية في أمن وأمان، ومنه إلى مآتم الشيعة مأتم القصاب ومأتم العجم الكبير، ومنه إلى الكنيسة الكاثوليكية التي بنيت العام 1893، ومنه إلى الكنيسة البروستانتية".

وأضافت د.المزعل "نحن ممتون للقيادة الرشيدة التي حافظت على هذا التشكل في البحرين، وهذا التنوع والتعدد في البلاد وحافظت على كل دور العبادة لكل من يقيم على أرض البحرين من أصحاب الكتب السماوية والمذاهب والطوائف، كما حافظت على الأشكال والأصناف والأطياف لأن هذه تحتاج إلى إرادة سياسية أكثر من أي شي آخر"، مشيرة إلى أن " كثير من الأوطان فقدت سمتها الأولى لأن الإرادة السياسية عندها أرادت أن تكون على سمت واحد، لكن نحن في البحرين قيادتنا حافظت على تعدديتنا".

وأشارت إلى أن "كرة القدم أصبحت من الأدوات المهمة في ترسيخ قيم الوطنية"، ضاربة المثل بالنجاح الكروي الكبير الذي حققه منتخب البحرين الوطني لكرة القدم في دورة كأس الخليج، "ما عزز الشعور الوطني بين كل مكونات الشعب البحريني".

وقدم صاحب المجلس الحكم الدولي المتقاعد ابراهيم الدوي الشكر والتقدير للدكتورة شرف المزعل، ولكل المتحدثين والمتداخلين، مؤكداً ان البحرين حققت نقلة نوعية كبيرة من خلال الإنجازات التي حدثت في الواقع البحريني في كافة المجالات.