تبذل وزارة التربية والتعليم جهودًا كبيرة في تطبيق سياسة دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة القابلين للتعلم في المدارس الحكومية، ومنهم طلبة التوحد، الذين أظهروا قدرات لافتة تخطت زملائهم العاديين، في بعض أوجه الدراسة والموهبة، مما أكد نجاح تجربة دمجهم في المدارس.

وللتعرف عن قرب على الخطوات المبذولة لدمج طلبة التوحد، ولتسليط الضوء على إحدى قصص النجاح البارزة في هذا المجال، التقت "الوطن" الأستاذة زينب عبدالنبي داود، معلمة تربية خاصة بمدرسة سار الابتدائية للبنين، وهي حاصلة على بكالوريوس علم نفس تربوي -فئات خاصة.

قالت المعلمة "إن فئة ذوي اضطراب التوحد من الفئات التي تتطلب عناية خاصة في جانبي التعليم والتعلم، لذا من خلال تعاملي ومتابعتي عن قرب لهم، اعتمدت على العديد من الاستراتيجيات الخاصة بالتعلم وتعديل السلوك، لما لها بالغ الأثر في تفعيل دور الطالب في العملية التعليمية، وإبراز دوره في المجتمع المدرسي، وبالتالي الانعكاس الإيجابي على سلوكه خارج البيئة التعليمية".

وأضافت: "يتم اعتماد منهج وزارة التربية والتعليم في تدريس طلبة التوحد، مع تكييف المنهج حسب قدراتهم الخاصة، وتجزئة المهام المعطاة لهم، وتبسيط المادة من خلال استراتيجيات متنوعة تتناسب مع النمط الخاص بالتعلم مع الطالب، فمنهم من يميل إلى التعلم البصري أو السمعي أو الحسي المتكامل، حيث يجذب انتباهه، ويدفعه للتجاوب والاندماج مع الموقف التعليمي الموكل إليه".

وتابعت "منهم من يتفاعل سريعًا مع استراتيجيات التعلم الإلكتروني باستخدام التقنيات الحديثة المختلفة المتوافرة في الصف مثل السبورة التفاعلية. جهاز "الايباد" أو القلم الناطق في تعلم القراءة، إضافةً إلى الاستراتيجيات الأخرى كالتعلم باللعب، والتعلم بالاكتشاف، أما فيما يخص استراتيجية "تحليل السلوك التطبيقي" فهي استراتيجية قائمة على التعلم باستخدام المحسوسات من صور أو مجسمات أو بيئة واقعية أو افتراضية تهدف إلى تعميم التعلم المكتسب في الجلسات الفردية ليستخدمها الطالب في مواقف وأماكن مختلفة ومع أشخاص مختلفين".

وعن أبرز المشاريع والبرامج التربوية التي تطبقها، أشارت زينب إلى مشروع "معا نعمل، معا نتكامل"، وهو من أكثر المشاريع التي أشركت طلاب التوحد مع جميع طلبة المدرسة، من خلال تنفيذ فعاليات منظمة طوال العام الدراسي في جميع الصفوف والأقسام، مما أسهم في بروز نماذج متميزة من الطلبة، ومنهم محمد سعيد الذي حصل على المركز الأول في مسابقة "أجمل رسمة في حب الوطن"، إضافةً إلى المشروع القرائي "فقاعة بدر"، والذي كان له أثر كبير في توعية طلبة المدرسة باضطراب التوحد وسماتهَ، وطرق التعامل معه، حيث شمل العديد من الأنشطة، ومنها إعداد قصة قصيرة بعنوان "فقاعة بدر" تتحدث عن طفل يعاني من التوحد، مع توضيح الأعراض التي تظهر عليه، وكيفية التعامل معها، إلى جانب مشروع "الكاتب الصغير"، وهو عبارة عن مذكرة علاجية في مادة اللغة العربية تختص بمعالجة مهارات التعبير بشتى أنواعه الشفوي والكتابي، بدءًا بالتعبير عن الصورة بكلمة، ووصولًا إلى التعبير بفقرة حسب قدرات كل طالب .