عبدالله زهير

قبل بضع سنوات سئل الشاعر والروائي العراقي فاضل العزاوي: ماذا بقي من «جماعة كركوك الأدبية»، أين تلمس تأثيراتها على أجيال لاحقة وما الذي قدمته لهم؟ فأجاب: "ما يبقى من أي جماعة في النهاية هو إبداع شعرائها وكتابها والروح التي أطلقتها في الحياة الثقافية، ذلك الإبداع الذي ربما أثر قليلا أو كثيرا في الأجيال اللاحقة. ولكن كل ذلك يعتمد على مدى الحيوية الثقافية داخل المجتمع وإمكانات التطور الحر للإبداع، وهو ما لا يمكن أن نزعمه عن الوضع الثقافي في العراق خلال العقود الأربعة الأخيرة...".

إن ما قاله فاضل العزاوي يمثل حجر الزاوية في فهم الأهداف قصيرة المدى وبعيدة المدى لأي جماعة أدبية ثقافية. إذ في النهاية يبقى النص الأدبي، بشتى تجلياته وأشكاله، والذي يبرز من خلال نشاطات المؤسسة وفعالياتها ومشاريعها المتنوعة، بصفته النتيجة النهائية القابلة للقياس والملاحظة والتقييم.

ولا يوجد ما يثبت حيوية أي مجموعة أدبية إلا أن يكون ثمة نصوص مضمخة بملامح الحيوية التي تديمها حية متجددة. ولا يمكن أن تأتي هذه النصوص قوية تحمل سمات الجدة والحيوية ما لم يكن كاتبوها طامحين إلى إنجاز أعمال تليق بما يعتمل في هذا الزمن من غليانات وتطورات وشجون على المستويات كافة.

ليس ثمة أقدر من الشباب المبدعين نزوعاً نحو فهم الحاضر واستكناه جذوره واستشراف أبعاده، من خلال ممارسة نصية عميقة ومتسعة: قرائية وكتابية. فالاثنان منبعان يصبان في نهر واحد. ولا جدال في جدوى الاجتماع الأدبي، والشواهد التاريخية ماثلة.

فدور المجموعة بصفتها تجمعاً أدبياً وثقافياً ليس خافياً؛ في تكتيل جهود المبدعين وترقية كتاباتهم وتنشيط حراكهم؛ مع التأكيد على أن كل شيء بشروطه يستوي ويكون. وهذه دعوة للأخوة الشباب إلى الانخراط إدارياً وإبداعياً في نشاطات أسرة الأدباء والكتاب، من خلال حضور فعالياتها والمشاركة ترشحاً وانتخاباً بانتخابات الجمعية العمومية في نهاية فبراير القادم. وأهلاً ومرحباً بمواهبهم الواعدة بمختلف مستوياتها وأشكالها.