جعفر حسن
ترى ما هي الأمور التي تميز الناقد الجيد من الناقد الرديء، ولعله سؤال مشروع بعد أن ميز النقد عبر مسيرته بين النقد في مستوياته المختلفة، ويبدو أن هناك أمران يميزان الناقد الجيد، ويتحددان في إبراز تلك العلاقة التي تقوم بين قدرة العمل التواصلية وحكم القيمة، بمعنى ما هي قيمة العمل الأدبي بالنسبة للناقد من جهة ولأمثاله من جهة أخرى، وقيمته بالنسبة لعامة الناس من القراء.
ويبدو أننا لا نستطيع أن ننكر قيمة العمل حتى ولو فشل تماماً في عمليه التوصيل، ويمكنني أن أضرب مثلاً هنا عن قيمة عمل مثل الجواشن الذي اشترك في إنتاجه أمين صالح وقاسم حداد وكلاهما له باع في مجاله، فأمين قاص وروائي له تلك الميزات التي ضمن بها الاندماج مع قاسم حداد صاحب التجربة الكبيرة في الشعر ضمن إطارين شكليين هما التفعيلة وقصيدة النثر، بينما يبرز نص أمين صالح في موت طفيف تلك الشاعرية التي متح منها في مشترك الجواشن، كما سبق أن أشرنا وأشار آخرون عن ذلك النص.
ويبدو أن هناك صعوبة في التواصل مع النص ناتج عن طبيعته الخاصة وتعقد التجربة، ويبدو أن الخوض في هذا النص الذي يغوي بمحاولة فك الاشتباك بين قاسم وأمين وصلت إلى حد علمنا إلى طريق مسدود، كما أن ما كتب عن الجواشن لم يستطع حسب رأيي الشخصي بناء جسور التواصل بين النص والمتلقي.
لعل هناك مثل آخر يمكن أن نشير إليه في هذا الصدد هو نص للصوت لهشاشة الصدى للقاصة منيرة الفاضل، وهو نص حسب وجهة نظري صعب في مستوى التواصل، ولكن كل تلك الصعوبات التي نتكلم عنها لم تكن حاجزاً حقيقياً أمام إمكانية إبراز القيمة الفنية للعملين، فالعمل الفني يحتفظ بقيمته مهما فشل في عملية التواصل ولا يمكن تجريده منها.
فهل يستطيع الناقد أن يقول كلاماً كما سبق ويبقى ناقداً سوياً، بمعنى أنه قد يشعر في داخله بأن العمل جيد ويحتفظ بقيمته الفنية والجمالية في مجاله بينما يشير إلى فشله في التواصل مع قطاعات واسعة من جمهور القراء، ولعل ذلك يمكن تلمسه من خلال عملية الرواج.
بينما يمكن رصد كتابات عن العملين تعبر عن النقد الغير سوي بمعنى سطوة المدح المطلقة أو بمعنى الترويجي لعدد النسخ المباعة أو عدد الطبعات لذات العمل، أو حتى مجرد إصداره، أو من خلال تتبع النقد الصحفي العابر الذي لا يتوقف كثيراً أمام القيمة الفنية للعمل أو تلك التواصلية، ورغم كل ذلك يمكن لتلك الأنواع من النقد أن تشير إلى توجهات عامة عند المتلقين.
ويبدو أنه من الصعوبة بمكان التخلص من كل النوازع الشخصية عند الناقد خصوصاً المسألة الذوقية مما يفترضه البحث المتجرد الموضوعي والتي ستفرض علينا الدخول في مقارنة بين الاختلافات الموضوعية والنوعية بين مستويات تقبل النص بين مختلف القراء حتى إذا كان ذلك النص ناجحاً تماماً في العملية التواصلية ذلك أن هناك من سينظر إلى المحتوى "الموضوع" أو ما يمكنه من التواصل عند قارئ يعتبر على مستوى جيد نقصد تجربته كمتلقي أو بقصد تفهم تجربة المبدع أو أن نقصد المتلقي المثالي الذي يندغم تماماً في كافة أطراف العمل أو الإشارة إلى تجربة النقاد الآخرين.
ويمكننا استيضاح الفروق من مجرد الإشارة إلى استحالة وجود القارئ المثالي المطلق، ولعلنا سنقف عن التجربة الممكنة التي سيتشكل فيها القارئ ذا المستوى الجيد في التواصل تجاه النصوص. فهل يمكننا افتراض أن هناك الكثير من النقاد قد لمسوا نصوصاً بشكل لم يستطيعوا معه تبين تلك العلاقة بين التجربة القرائية في مستوياتها المختلفة وإيضاح الجوهري في تلك العلاقة.
ترى ما هي الأمور التي تميز الناقد الجيد من الناقد الرديء، ولعله سؤال مشروع بعد أن ميز النقد عبر مسيرته بين النقد في مستوياته المختلفة، ويبدو أن هناك أمران يميزان الناقد الجيد، ويتحددان في إبراز تلك العلاقة التي تقوم بين قدرة العمل التواصلية وحكم القيمة، بمعنى ما هي قيمة العمل الأدبي بالنسبة للناقد من جهة ولأمثاله من جهة أخرى، وقيمته بالنسبة لعامة الناس من القراء.
ويبدو أننا لا نستطيع أن ننكر قيمة العمل حتى ولو فشل تماماً في عمليه التوصيل، ويمكنني أن أضرب مثلاً هنا عن قيمة عمل مثل الجواشن الذي اشترك في إنتاجه أمين صالح وقاسم حداد وكلاهما له باع في مجاله، فأمين قاص وروائي له تلك الميزات التي ضمن بها الاندماج مع قاسم حداد صاحب التجربة الكبيرة في الشعر ضمن إطارين شكليين هما التفعيلة وقصيدة النثر، بينما يبرز نص أمين صالح في موت طفيف تلك الشاعرية التي متح منها في مشترك الجواشن، كما سبق أن أشرنا وأشار آخرون عن ذلك النص.
ويبدو أن هناك صعوبة في التواصل مع النص ناتج عن طبيعته الخاصة وتعقد التجربة، ويبدو أن الخوض في هذا النص الذي يغوي بمحاولة فك الاشتباك بين قاسم وأمين وصلت إلى حد علمنا إلى طريق مسدود، كما أن ما كتب عن الجواشن لم يستطع حسب رأيي الشخصي بناء جسور التواصل بين النص والمتلقي.
لعل هناك مثل آخر يمكن أن نشير إليه في هذا الصدد هو نص للصوت لهشاشة الصدى للقاصة منيرة الفاضل، وهو نص حسب وجهة نظري صعب في مستوى التواصل، ولكن كل تلك الصعوبات التي نتكلم عنها لم تكن حاجزاً حقيقياً أمام إمكانية إبراز القيمة الفنية للعملين، فالعمل الفني يحتفظ بقيمته مهما فشل في عملية التواصل ولا يمكن تجريده منها.
فهل يستطيع الناقد أن يقول كلاماً كما سبق ويبقى ناقداً سوياً، بمعنى أنه قد يشعر في داخله بأن العمل جيد ويحتفظ بقيمته الفنية والجمالية في مجاله بينما يشير إلى فشله في التواصل مع قطاعات واسعة من جمهور القراء، ولعل ذلك يمكن تلمسه من خلال عملية الرواج.
بينما يمكن رصد كتابات عن العملين تعبر عن النقد الغير سوي بمعنى سطوة المدح المطلقة أو بمعنى الترويجي لعدد النسخ المباعة أو عدد الطبعات لذات العمل، أو حتى مجرد إصداره، أو من خلال تتبع النقد الصحفي العابر الذي لا يتوقف كثيراً أمام القيمة الفنية للعمل أو تلك التواصلية، ورغم كل ذلك يمكن لتلك الأنواع من النقد أن تشير إلى توجهات عامة عند المتلقين.
ويبدو أنه من الصعوبة بمكان التخلص من كل النوازع الشخصية عند الناقد خصوصاً المسألة الذوقية مما يفترضه البحث المتجرد الموضوعي والتي ستفرض علينا الدخول في مقارنة بين الاختلافات الموضوعية والنوعية بين مستويات تقبل النص بين مختلف القراء حتى إذا كان ذلك النص ناجحاً تماماً في العملية التواصلية ذلك أن هناك من سينظر إلى المحتوى "الموضوع" أو ما يمكنه من التواصل عند قارئ يعتبر على مستوى جيد نقصد تجربته كمتلقي أو بقصد تفهم تجربة المبدع أو أن نقصد المتلقي المثالي الذي يندغم تماماً في كافة أطراف العمل أو الإشارة إلى تجربة النقاد الآخرين.
ويمكننا استيضاح الفروق من مجرد الإشارة إلى استحالة وجود القارئ المثالي المطلق، ولعلنا سنقف عن التجربة الممكنة التي سيتشكل فيها القارئ ذا المستوى الجيد في التواصل تجاه النصوص. فهل يمكننا افتراض أن هناك الكثير من النقاد قد لمسوا نصوصاً بشكل لم يستطيعوا معه تبين تلك العلاقة بين التجربة القرائية في مستوياتها المختلفة وإيضاح الجوهري في تلك العلاقة.