نص - عبد الحميد القائد

ليس سوى واحد من الخلق

لكنه يحمل إحساس البراكين

دمه يحاور المعذبين في الأرض

يحلم بخبز نقي للفقراء

لكن الماء يمتد متوحشاً

يسقي الأعشاب الضارة في الجنان المسلوبة

يسمم حبات البذار

النابتة في ضجيج الدهماء

هل يعود البنفسج المخطوف إلى مضاربه المحروقة

أم أن السواد ما زال خصباً

يدهن ذقون الأفاقين في الأديم

يقتلع ابتسامة الأطفال من المهد

يرضعهم سم الأعداء كي ينسوا الموسيقى

وهي تتهادى على أكف الملائكة

يعلموا النخيل لغة غريبة

لا تنطقها الأرض الثكلى بينابيع العتمة

من هناك يرج الطواحين

لتطحن رؤى القادمين من خلف الزرقة

من هناك يحلم نيابة عن ثوار الأمس

يحرق دفاتر الحالمين الذين مضوا

ويرسم في صفحاتها نقوش الموت

من هناك

فنحن ننتظر الفارس القادم

من خلف الظل.