شعرية المفارقة في قصيدة سيئ منك للشاعر الفرنسي ديدييهباربليفيان

ترجمة وتعليق د. صابر الحباشة

--------------------------------------

سيّئ منك

حب

حب

حب

سيئ منك

منتصف الليل في روما

وأبكي في باريس

إنها نهاية الرحلة

أنساك شيئاً فشيئاً

مثل اسم رجل

مثل صورة

لا شخص فيها

حب

حب

حب

سيئ منك

أرغب في الكتابة إليك

هذا العام يقال إن الربيع قد رحل

أو أنه لن يأتي

حدائق لوكسمبورغ

أعرف أن الطقس بارد هناك حتماً

هل تتذكر قديماً

أنا وأنت

حب

حب

أدعوك حباً

أخترع لك أقنعة في ليالي الكرنفال

أقول لك صباح الخير مثلما يقول أحدنا للآخر أحبك

أجد ذلك طبيعياً

أرى بعينيك

أضحك لضحكتك

تزوجت بوهيميتك

منتصف الليل في روما ولم أعد مثلما كنت

حب

حب

حب

سيئ منك

أرسمعلى المرآة بأحمر الشفاه

حب

حب

كما لو كنت ذات خمس عشرة ربيعاً

لكنني لا أقول شيئا عن لياليّ، عن أحلامي

أرجو أن تفهمني

حب

حب

حب

سيئ منك

منذ تلك اللحظة التي تمر إلى سنوات آتية

والوحدة

وأغان أخرى

منتصف الليل في روما

قد يكون الطقس ممطراً

وقد يكون الشاعر على حق

"لا حبّ سعيداً"

حب

حب

حب

سيئ منك

للشاعر

ديدييهباربليفيان

-----------------------------

الشاعر

هو شاعر ومؤلف أغان فرنسي ولد في باريس عام 1954، كتب كلمات أكثر من 2000 أغنية، جلب إليه الأنظار منذ عام 1978، عندما كتب كلمات أغنية المترشح الفرنسي في مسابقة الأوروفيزيون للأغنية، حيث غنى كلماته مطربون فرنسيو اللسان كثر منهم جوني هاليداي وداليدا وحتى سلين ديون "الكندية".

التحليل

كيف يربط التداعي الحر بين حالة المحب "أنا الشاعر" وحالة المحبوب. ثمة في المنطوق الشعري سكوت عن الوصل المفقود. يعكف النص على إنشاء حالة التوازي بين حالة الطبيعة "الليل، المطر..." وما يسقطه المتكلم عليها من مشاعر وأحاسيس يختلط فيها الزمان والمكان والحاضر بالماضي والمستقبل بهما.

الكلمة التي تدور عليها رحى القصيدة هي "حب" ولكن الواقع الذي تعيشه الذات الشاعرة هو "الفقد"، فكيف حاولت أنا الشاعر أن تعوض الفقد بالحب؟ إنها تقنيات استحضار الماضي الجميل وربط الصلة بالحاضر الذي تشوبه روح الفراق.

وتسعى الذات الشاعرة إلى استعطاف المحبوب، الذي قد يكون انتقل – إلى غير رجعة – من حال تبادل الحب إلى حال اللامبالاة... ولذلك تتردد في القصيدة عبارة "سيئ منك" وهي دالة على العتاب الذي قد يشرب بمذاق الحسرة على انقضاء الأيام الخوالي وعدم القدرة على استعادتها حاضراً ولا مستقبلاً.

إن الذات الشاعرة أنثى، على الرغم من أن كاتب النص رجل "ديدييهباربليفيان" وهو ما يذكرنا بالشاعر العربي نزار قباني الذي أنطق المرأة بلواعج الحب، وقبله من قرون تكلمت حبيبة عمر بن أبي ربيعة في حواراته الشعرية. وعلامات التأنيث بالمعنى الشعوري "لا بالمعنى الإعرابي الحرفي" كثيرة في النص، لعل من أبرزها الكاتبة بأحمر الشفاه، صنيع المراهقات على المرآة... إنها لحظات فارقة في عمر الأنثى، طور تحولها من الطفولة إلى نزق الشباب والتهاب مشاعر التعلق بالجنس الآخر.