في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى الجمهورية الإيطالية الصديقة، قامت شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات بتوقيع اتفاقية مع شركة سايبم (Saipem) الإيطالية لدراسة مشاريع صناعية تعتزم الشركة تنفيذها، وذلك ضمن استراتيجيتها الساعية لتوسيع عملياتها التشغيلية ودراسة وتنفيذ مجموعة من المشاريع الجديدة داخل مجمعها الصناعي، والتي من شأنها تكريس النجاح المتصاعد الذي تشهده الشركة، وبعد الاستكشافات الأخيرة والواعدة التي شهدتها مملكة البحرين في عدد من حقول النفط والغاز.
تنمية واستدامة الاقتصاد البحريني
وفي تصريح له بهذه المناسبة، أعرب الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، وزير النفط رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية للنفط والغاز عن دعم الهيئة لكافة شركاتها المنضوية تحت مظلتها، بما يسهم في تنمية واستدامة الاقتصاد البحريني من خلال جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للمملكة، بما يتماشى مع أهداف المسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، واهتمام الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، والمتابعة المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، مضيفا أن شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات أثبتت اليوم تميزها الكبير سواء على صعيد الإنتاج أو التسويق، حيث تعد الشركة اليوم رافدا مهما للاقتصاد البحريني المتنامي.
وأكد وزير النفط أن الشركة تجد كل الدعم والمساندة سواء من حكومة مملكة البحرين أو من الشركاء المساهمين، مشيدا في الوقت ذاته بحزمة من المشاريع التوسعية التي تعتزم الشركة دراستها وتنفيذها في حال ثبوت جدواها الاقتصادية من أجل أن تواصل الشركة مسيرة نموها ونجاحها المتصاعد، خاصة بعد سلسلة الاكتشافات النفطية الأخيرة في المملكة والتي من شأنها توفير الغاز اللقيم المطلوب لهذه المشاريع.
ترجمة لتوجهات اقتصادية
وأضاف أن الاتفاقية مع "سايبم" الإيطالية تأتي ترجمة لتوجهات صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء نحو استمرار تعزيز نمو الاقتصاد البحريني من خلال عقد مبادرات اقتصادية متنوعة ومشتركة مع العديد من الجهات الاستراتيجية.
كما يأتي في وقت تسعى فيه شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات للانتقال إلى مرحلة جديدة تقوم على زيادة انتاج مصانعها من خلال مشروع توسعة ضخم ستستعين الشركة خلاله بالخبرات الإيطالية التي ستعمل يدا بيد مع الكوادر الوطنية العاملة في الشركة، معربا عن أمله بأن يسهم هذا التعاون المشترك في إحداث نقلة نوعية هامة تدعم المركز المؤثر الذي تتمتع به الشركة على المستوى الإقليمي والعالمي.
توسعة منشآت الشركة
ومن جانبه، أكد عبدالرحمن جواهري، رئيس شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات أن توقيع الاتفاقية يأتي في خضم العلاقات الاقتصادية المتينة والمتميزة التي تربط بين مملكة البحرين والجمهورية الإيطالية، كما تأتي كذلك ضمن خطط الشركة الاستراتيجية لتوسعة منشآتها في مجمعها الصناعي داخل مملكة البحرين، مشيرا إلى أن شركة "سايبم" الايطالية والمعروفة سابقا بشركة "سنامبروجيتي" هي واحدة من مجموعة من الشركات التي أسهمت في تنفيذ وإنشاء العديد من مرافق الشركة في بداية تأسيسها.
وكشف رئيس الشركة بأن البتروكيماويات تجد كل الدعم والمساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله، الذي يحرص على استمرار نمو الشركة وتصاعد وتيرة نجاحها حيث أسهم سموه في توفير كافة عناصر النجاح التي أسفرت عن توقيع هذه الاتفاقية الاستراتيجية الهامة.
دعم رفيع ودراسة جدوى
وأوضح أن الشركة ومن خلال هذا الدعم الرفيع تسعى جاهدة لاستكشاف واستغلال فرص الاستثمار المتاحة في الداخل والخارج، مستعينة في ذلك بما تملكه من كفاءات وطنية مشهود لها بالخبرة والمهنية إضافة إلى استقطاب أحدث التقنيات التي توفرها الشركات الأجنبية المتطورة مثل شركة "سايبم" في هذا المجال والتي ترتبط الشركة معها بعلاقات تعاون وثيقة تم بنائها من خلال سنوات طويلة من التعاون المشترك.
وعن تفاصيل الاتفاقية، أوضح جواهري أنه بموجب الاتفاقية تقوم الشركة الإيطالية بتوفير الدعم الفني المطلوب لدراسة المشاريع التي تنوي شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات تنفيذها ضمن خططها التوسعية، مشيرا إلى أنه تم بالفعل التعاقد مع الشركة الايطالية في مطلع هذا العام لإجراء دراسة جدوى فنية وتجارية مفصلة لتحديد الخيارات الأكثر جدوى لمشروع التوسعة للمصانع الحالية، حيث أنه من المتوقع الانتهاء من هذه الدراسة بحلول الربع الثاني من العام 2020.
مشاريع لزيادة الإنتاج اليومي
وتتضمن الاتفاقية دراسة عدد من المشاريع، المشروع الأول يتعلق بزيادة الإنتاج اليومي للمصانع الحالية للشركة بنسبة تقارب 15% من الأمونيا واليوريا والميثانول وذلك من خلال إيجاد حلول فنية وتقنية من شأنها تخفيض الطاقة واستغلال الكميات الإضافية من الغاز الطبيعي، حيث من المتوقع أن تصل التكلفة التقديرية لهذا المشروع قرابة 350 مليون يورو، بينما يتعلق المشروع الثاني بدراسة إنشاء مصنع للأسمدة النيتروجينية لإنتاج مادتي الأمونيا واليوريا الحبيبية والذي تنوي الشركة إنشاءه حال توفر الغاز اللقيم اللازم له وهو الأمر الذي تعمل الشركة جاهدة على تحقيقه للمضي قدما في خطوات تنفيذ هذا المشروع الكبير والواعد ومن المتوقع أن تبلغ طاقة المصنع الإنتاجية حوالي 2.2 و3.4 ألف طن متري يوميا، في حين يتوقع أن تصل تكلفة التنفيذ إلى 2 مليار يورو.
أما المشروع الثالث فهو مرتبط بالاستكشاف الجديد وتحديد نوعية الغاز اللقيم حيث تنوي الشركة الايعاز لـ"سايبم" لإعداد دراسة جدوى فنية واقتصادية لمشاريع في مجال صناعة البتروكيماويات علما بأنه من المتوقع أن تصل تكلفة هذا المشروع حال ثبوت جدواها وتنفيذها إلى حوالي مليار ونصف يورو.
تحديث قطاع النفط
وتتسق الاتفاقية التي تجمع بين "جيبك" و"سايبم" مع توجهات حكومة مملكة البحرين والمساهمين في تطوير وتحديث قطاع النفط وصناعة البتروكيماويات حيث تبذل الهيئة الوطنية للنفط والغاز بقيادة معالي وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة جهودا حثيثة لدعم مشاريع شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات وتشجيع التعاون مع الشركاء الإقليميين والعالميين لزيادة التكامل وتعظيم الاستفادة من التسهيلات التي توفرها الحكومة لهذا القطاع الاستراتيجي الهام، وبخاصة بعد الإعلان عن الاكتشافات النفطية الواعدة التي شهدها حقل خليج البحرين في الآونة الأخيرة.
يذكر أن شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات ترتبط بعلاقات وثيقة مع مجمل الشركات الإيطالية، حيث بلغت مشترياتها خلال السنتين الماضيتين من هذه الشركات حوالي 15 مليون دولار أمريكي، وجاء قرار دراسة تنفيذ مشاريع التوسعة الجديدة بالاستعانة بالخبرات الإيطالية وفق فلسفة وسياسة مدروسة وضعها مجلس إدارة يضم قامات صناعية من الدول الخليجية المساهمة.