ضمن التجارب الأولية لاستخدامات المبنى الجديد نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، الثلاثاء، محاضرة بعنوان "حياة بلا أحزان بين التخطيط والتنفيذ" قدمتها أ. موزة الرويعي وأدارت الحوار أ. ندى نسيم.

وطرحت الرويعي في مستهل حديثها عددا من المحاور التي دارت حولها الأمسية وتفرعت إلى أربعة محاور بدأت بحديث النشأة، تلتها فلسفة السعادة، قوانين السعادة، تجارب الحياة وكيف نحيا حياة بلا أحزان بالتعايش مع القيم.

أما فيما يخص نشأة الفرد فذكرت الرويعي أن الحياة الخالية من الأحزان لم تأتِ من فراغ، فلولا الألم لم يولد الطموح لدى الأفراد.

وذكرت في خضم حديثها عددا من النماذج الواقعية المؤثرة ومنها قصة وعكتها الصحية المفاجئة وعزلها في الحجر الطبي والذي كان له أشد الأثر عليها وعلى دفعها نحو التقدم والتطور.

كما وضحت الرويعي الفرق بين التحفيز الحقيقي والتخديري، فالتحفيز الحقيقي حالة عقلية ونفسية ملائمة يؤدي لفعل سليم ومتناغم وتقدم حقيقي وأما التخديري فهو حماس قصير الأجل يؤدي إلى إحساس مشوش كدفع سيارة متوقفة وكتسكين ألم موجود بالمسكنات لذلك التفكير الإيجابي ليس حل ولا يعتبر غاية، فيجب على الفرد تحديد السبب الرئيسي الكامن وراء امتلاك المشاعر السلبية ومعرفة مصدر الحزن فالحل الأساسي للوصول للسعادة هو التفاعل الايجابي مع المواقف الحياتية المختلفة من خلال المرور بالتجارب السيئة والجيدة، وتحويل تجارب الماضي الى خبرات للحاضر واستشراف للمستقبل.

وأشارت الرويعي في تعريفها للسعادة بكون القلب مطمئنا، ولو كان الفرد في وجه العاصفة فالفرد عليه المحافظة على اطمئنان قلبه قبل وفي اثناء وبعد الحدث ليمضي قدما في حياته . وقد عددت الرويعي قوانين السعادة بقانون الحب، قانون الحصاد المتفرع لمبدأ الندرة ومبدأ الوفرة القائم عليه الحصاد وهو قانون رباني فكل ميسر لما خلق له ، قانون التغيير المعتمد بشكل كلي على الفرد نفسه ، قانون التأثير ، قانون المسافات بين الأفراد حيث على الأفراد الانتباه بشكل كبير للأبعاد فيما بينهم ، قانون العودة الذي يفسره كروية الأرض ، قانون المحدودية وقانون الواقعية فالفرد عليه أن لا يغرق في الأماني، قانون الممكن وهو ما كتبه الله لك ولو لم تملك كل الامكانيات وقانون المستحيل هو مالم يشأ الله أن يكون لك ولو ملكت كل الامكانيات وآخرها قانون المرحلية الذي يبدأ بالصدمة والتقبل وينتهي بالتكيف.وشددت في ختام حديثها بأن الحضارات حينما تتفشى فيها القيم فعلا فإنها تتلاقى، وإذا تدهورت فيها القيم فإنها تتلاشى.