* 22 % من مرضى السكري معرضين لخطر اعتلال الشبكية
* 1.9 % نسبة الإصابة بالعمى في البحرين
* 4 % نسبة الإصابة بضعف الإبصار في البحرين
* 2 % نسبة الإصابة بالحول الوحشي بين الأطفال في البحرين
* المياه البيضاء والليزك أبرز جراحات العيون شيوعاً في البحرين
* "الجلوكوما" واعتلال الشبكية والمياه البيضاء أكثر الأمراض شيوعاً في البحرين
* لا بد من تطبيق قاعدة "20-20-20" بالنسبة إلى الأطفال مستخدمي الشاشات
* الإفراط في استخدام وسائل التكنولوجيا سبب رئيس للإصابة بضعف الإبصار
* البحرين تحافظ على ريادتها في طب العيون.. والتخصص في تطور مستمر
* حان الوقت لتأسيس مركز أبحاث ودراسات لطب العيون في البحرين
* البحرين أول دولة تستجيب للنداء العالمي للوقاية من العمى
* تطبيق 5 برامج ومشروعات خاصة بطب العيون وراء فوزي بجائزة الطبيب العربي
* الخلايا الجذعية أحدث التطورات الطبية في طب العيون
* زراعة الخلايا الجذعية لمن يعانون من ضعف شديد في الإبصار
وليد صبري
دعت الطبيبة البحرينية د. إبتسام العلوي استشارية أمراض طب وجراحة العيون والمنسق الوطني للوقاية من العمى إلى "تأسيس مركز أبحاث ودراسات لطب العيون في البحرين"، مضيفة أن "البحرين تحافظ على ريادتها في طب العيون، والتخصص في تطور مستمر"، مشيرة إلى أن "المستشفيات الحكومية في البحرين متطورة، وكذلك المراكز الطبية، والأطباء على كفاءة عالية، وجميع الجراحات الخاصة بطب العيون تجرى في المملكة".
وأوضحت في حوار خصت به "الوطن" بمناسبة فوزها بجائزة الطبيب العربي والمقدمة من مجلس وزراء الصحة العرب، لأول مرة أن "تطبيق 5 برامج ومشروعات خاصة بطب العيون من خلال منصبها كمنسق وطني للوقاية من العمى، كان وراء فوزها بالجائزة"، لتكون أول طبيبة بحرينية تفوز بهذه الجائزة الرفيعة المستوى.
وذكرت د. إبتسام العلوي أن "البرامج تضمنت مشروع الفحص المبكر لعيون الأطفال بالمدارس، ومشروع أمراض الشبكية لمرض السكري عن بعد وربطه بين السلمانية والمراكز، ومشروع تأهيل ضعاف البصر، ومشروع الفحص المبكر لاعتلال الخدج، ومشروع الوقاية من العمى ودورها كمنسق وطني، إضافة إلى ترجمة كتاب "أرني ما يستطيع أصدقائي رؤيته"، لأولياء أمور المعوقين بصريا، ومشاركتها في عدد من البحوث العالمية والمجلات الطبية، لمنظمة الصحة العالمية".
وكشفت في حوارها لـ "الوطن" عن أن ""الجلوكوما" واعتلال الشبكية والمياه البيضاء تعد أكثر الأمراض شيوعاً في البحرين"، مبينة أن "22 % من مرضى السكري معرضون لخطر اعتلال الشبكية السكري"، لافتة إلى أن "نسبة الإصابة بالعمى في البحرين لا تتجاوز 1.9 %".
وحذرت د. إبتسام العلوي من "الإفراط في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، لاسيما، الهواتف الذكية وأجهزة الآيباد على العين"، فيما أوصت بضرورة تطبيق قاعدة "20-20-20" بالنسبة إلى الاطفال مستخدمي الشاشات بشكل مستمر".
وأوضحت أن "زراعة الخلايا الجذعية تعد أحدث التطورات الطبية في طب العيون"، مضيفة أنه "تتم زراعتها لمن يعانون من ضعف شديد في الإبصار". وإلى نص الحوار:
ريادة بحرينية
* ما هي أحدث الدراسات العلمية الخاصة بطب العيون والتي تجرى في البحرين؟
- طب العيون في تطور مستمر، ودائماً ما يكون هناك جديد، وأبرز ما تم هي عمليات الليزك والتوقف عن استخدام النظارة الطبية، وهناك أجهزة تشخيصية عديدة، مثل فحص الشبكية السكري، فهناك جهاز نستطيع من خلاله أن نرى الأشياء الدقيقة، داخل شبكية العين، وبالإمكان تصويرها ومعرفة طبقات الشبكية، إضافة إلى الجوانب التشخصية والفحص المبكر، وهناك أيضا أدوية جديدة لعلاج اعتلال الشبكية السكري. ولعل الخلايا الجذعية تعد أحدث التطورات الطبية في مجال طب العيون، حيث تتم عملية زراعة الخلايا الجذعية لمن يعانون من ضعف شديد في الإبصار.
ما هي أحدث الجراحات التي تتم في البحرين؟
- المستشفيات الحكومية في البحرين متطورة، وكذلك المراكز الطبية، والأطباء على كفاءة عالية، وجميع الجراحات الخاصة بطب العيون تجرى في المملكة، سواء مسألة الاستغناء عن استعمال النظارة الطبية، والمياه البيضاء، والمياه الزرقاء، وجراحات عيون الأطفال، وبالتالي نحن في البحرين على اطلاع بكل ما هو جديد ويخص طب العيون، وفي تطور مستمر، ومستوى طب العيون في تطور دائم، ولا نختلف عن أي دولة أخرى، ولا نقل عن أية دولة أخرى، والبحرين تحافظ على ريادتها في مجال طب العيون. والجدير بالذكر أن هناك برامج تجرى في البحرين، جعلت المملكة رائدة في هذا المجال، لعل أبرزها برنامج الوقاية من العمى، وبرنامج الفحص المبكر، وهذه البرامج هي التي منحتني جائزة الطبيب العربي.
* كم تبلغ نسبة الإصابة بأمراض العيون في البحرين؟
- نسبة الإصابة بالعمى في البحرين تبلغ نحو 1.9 %، ونسبة ضعف الإبصار تصل إلى 4 %، وفقا لبحث أجريناه في عام 1998، ونتائجه ظهرت عام 2002، وهذه النسب اعتمدنا عليها في كثير من البرامج التي أجريناها، لاسيما برنامج الوقاية من العمى.
الأمراض الأكثر شيوعاً
* ما هي أكثر أمراض العيون شيوعا في البحرين؟
- أكثر الأمراض شيوعا في البحرين هي، المياه البيضاء "الكتاركت"، والجلوكوما "المياه الزرقاء، واعتلال الشبكية السكري، إضافة إلى الأمراض الأخرى التي ربما تصيب الأطفال مثل الحول.
* ماذا عن علاج المياه البيضاء والمياه الزرقاء؟
- الاكتشاف المبكر خطوة كبيرة نحو العلاج، ولا بد من إجراء فحوص دورية، خاصة من هم أقل من 40 عاماً، وهناك أدوية متوفرة، وفيما يتعلق بالمياه البيضاء فهي تعالج بالجراحة.
* ماذا عن أخطار مرض السكري على العين؟
- العين هي النافذة الوحيدة لشرايين الجسم، ومن خلال فحصها، فنحن نفحص الجسم بشكل كامل، وأحد البرامج التي على أساسها فزت بجائزة الطبيب العربي، كانت الفحص المبكر لأمراض الشبكية، حيث يتم فحص مريض السكري في المراكز الصحية بشكل دوري، كل 6 أشهر، وبالتالي تتم عملية اختصار الوقت في اكتشاف مضاعفات السكري، ولعل أبرزها اعتلال الشبكية السكري حيث يحدث نزيف، ومن ثم انفصال في الشبكية، الأمر الذي يؤدي إلى العمى، وتبلغ نسبة الإصابة باعتلال الشبكية السكري نحو 22 % من مرضى السكري في البحرين، أي أنه من كل 100 مريض بالسكري هناك نحو 22 مريضا يواجهون خطر اعتلال الشبكية السكري.
* ماذا عن أمراض الحول في البحرين؟
- أمراض الحول موجودة في البحرين، لكن هناك في الوقت ذاته تشخيص مبكر، وهناك قناعة فيما يتعلق بالحول، والمجتمع بدأ يتقبله، وأصبح من الممكن اكتشاف المرض مبكراً، ومعالجته، لاسيما عبر استخدام النظارة الطبية. وهنا لا بد من أن نشير إلى أن هناك نوعين من الحول، الأول، يسمى حول وحشي، والآخر، حول أنسي. وتبلغ نسبة الإصابة بالحول الوحشي بين الأطفال في البحرين نحو 2 %.
وسائل التكنولوجيا والإبصار
* هل تؤثر وسائل التكنولوجيا الحديثة في قوة الإبصار؟
- بالتأكيد، فالإفراط في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الهواتف الذكية وأجهزة "الآيباد"، وأجهزة الحاسب الآلي، إضافة إلى التلفزيون، تؤثر بشكل سلبي في العين، وقد تتسبب في ضعف الإبصار، لاسيما عند الأطفال، ومع تركيزهم الشديد في شاشات الهواتف الذكية وأجهزة "الآيباد"، وأجهزة الكمبيوتر، وشاشات التلفزيون، وهذا قد يؤدي إلى إصابتهم بقصر النظر أو طول النظر، ومن المعلوم أن تلك الإصابة تكون بيئية، وغيرها هناك أيضا الإصابة الجينية والتي قد تكون وراثية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تركيز الطفل في شاشات الأجهزة الحديثة في مكان مغلق يجعله أكثر عرضة للإصابة بضعف الإبصار من وجوده في أماكن مفتوحة لاسيما في الهواء الطلق. وقد بدأت دول أخرى في دراسة تلك الحالات لاسيما دول شرق آسيا حيث اكتشف فيها أن نسبة الإصابة بضعف الإبصار لدى الأطفال أكبر من نسبة الإصابة لدى الأطفال في أوروبا على سبيل المثال. وهنا نحن ننصح بضرورة تقليل استخدام الأطفال لوسائل التكنولوجيا الحديثة خاصة من هم أقل من 3 سنوات، حتى لا يتعرضوا لخطر الإصابة بضعف الإبصار، ولذلك نحن نحذر من تعرض الأطفال خاصة من هم أقل من 3 سنوات لتلك الوسائل أكثر من 15 دقيقة متواصلة، ومن هم أكبر من 3 سنوات، ننصح بعدم تعرضهم لتلك الشاشات أكثر من 30 دقيقة متواصلة.
في الوقت ذاته، ننصح بضرورة تطبيق نظرية "20-20-20"، وهي أنه بالنسبة للأطفال الذين يدرسون من خلال الشاشات، يفضل أنه كل 20 دقيقة، يتوقفون عن استخدام الشاشات، وينظرون على مسافة 20 قدم، لمدة 20 ثانية، ثم يعاودون الدراسة مرة أخرى. ولذلك لا بد من التوقف عن النظر إلى الشاشات بشكل متواصل، لأن الأطفال لديهم مشكلة كبيرة في مشاهدة الأفلام والمسلسلات والألعاب عبر شاشات الهواتف الذكية بطريقة مستمرة، ومن أبرز المضاعفات هي الإصابة بقصر النظر في سن مبكرة، خاصة لدى الأطفال الذين ليس لديهم سجل وراثي في العائلة، ومن هنا يعد قصر النظر أبرز مضاعفات استخدام الأطفال لشاشات التكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى احتمال الإصابة بجفاف العين، وتصبح الرؤية غير واضحة، الأمر الذي يتسبب في تشوش الرؤية، والدراسات الحديثة تؤكد ضرورة عدم استخدام شاشات الهواتف الذكية و"الآيباد" قبل النوم بنحو ساعة لأنها تتسبب في تشويش نفسي على المخ.
* ما أبرز المؤتمرات العلمية المحلية أو العالمية المتعلقة بطب العيون والمقرر انعقادها قريبا؟
- بصفتي عضو مجلس أمناء المجلس العالمي لطب العيون، والذي يضم نحو 155 جمعية لطب العيون حول العالم، من المقرر انعقاد مؤتمر عالمي حول طب العيون في جنوب إفريقيا يونيو المقبل، وهناك أيضا مؤتمر الأكاديمية الأمريكية والذي يعقد في أكتوبر من كل عام. ولدينا في البحرين رابطة طب العيون.
السياحة العلاجية
* هل هناك إقبال على السياحة العلاجية فيما يتعلق بطب العيون؟
- بالتأكيد، هناك إقبال على السياحة العلاجية، لاسيما ما يتعلق بعمليات المياه البيضاء، وعلاج المياه الزرقاء، والحول، واعتلال الشبكية السكري.
* ما أكثر جراحات العيون شيوعا في البحرين؟
- المياه البيضاء والليزك تعد أبرز جراحات العيون شيوعا في البحرين.
جائزة الطبيب العربي
* هل لنا أن نتطرق إلى جائزة الطبيب العربي؟
- الجائزة مقدمة من جامعة الدول العربية، وفي الاجتماع الأخير لوزراء الصحة العرب، تم اعتماد جائزة للطبيب العربي، وهذه الجائزة أقروها العام الماضي 2019، وفي العام الجاري 2020، أعلنوا عنها، وتقوم الجائزة على أساس ترشيح كل دولة عربية لـ 5 أطباء، وهناك لجنة مؤلفة من 5 دول تقوم باختيار الطبيب العربي، عبر التصويت، ويتم الاختيار عبر معايير معينة، وفاز بالجائزة 3 دول، هي البحرين، والإمارات، ومصر، وكان هناك عدد من الأطباء قد تقدم للجائزة من البحرين، ثم تمت تصفيتهم إلى 5 مرشحين، وكنت أنا بينهم، وقد تم إعلان فوزي بالجائزة.
* هل لنا أن نتطرق إلى منصبكم المتعلق بالمنسق الوطني للوقاية من العمى؟
- من خلال منصبي، استطعت أن أنفذ برامج تهدف إلى الوقاية من العمى، وأول برنامج كان مشروع الفحص المبكر لاعتلال الخدج، وقد بدأ في 1994، والخدج هم حديثو الولادة وناقصو الوزن، وهؤلاء وزنهم يكون أقل من 1.6 كجم، ومن المحتمل إصابتهم باعتلال الشبكية وهم حديثو الولادة، من أجل ذلك، كان برنامج فحص الخدج، والمهم في أي برنامج أن يكون مستداما، والبرنامج الثاني كان مشروع الفحص المبكر لعيون الأطفال بالمدارس، وهذا البرنامج يتميز بأنه برنامج مستدام وقد بدأناه في 1996 ومازال قائما حتى الآن، والبرنامج الثالث هو مشروع أمراض الشبكية لمرض السكري عن بعد وربطه بين السلمانية والمراكز، وقد بدأ في 2002، كمشروع تجريبي، ويتمثل في فحص الشبكية عن بعد وهو الفحص المبكر من خلال المراكز الصحية، حيث يتم تصوير الشبكية بالكاميرا الإلكترونية ومن ثم إرسال الصورة عبر الإنترنت إلى الطبيب في مجمع السلمانية الطبي، ومن ثم يقوم أطباء العيون بتقييم وتصنيف الصور، وعلى ضوء ذلك تم تحديد عملية المتابعة أو العلاج لمريض السكري، وهذا لا يتطلب أكثر من ساعة، وبالتالي يتم فحص عدد كبير من مرضى السكري، والاستفادة من الوقت للطبيب والمريض، والبرنامج الرابع كان مشروع تأهيل ضعاف البصر، وانطلق في 2016، والبرنامج الخامس، كان مشروع الوقاية من العمى ودورنا كمنسق وطني، إضافة إلى ذلك ترجمة كتاب "أرني ما يستطيع أصدقائي رؤيته" لأولياء أمور المعوقين بصريا، والمشاركة في عدد من البحوث العالمية والمجلات الطبية، لمنظمة الصحة العالمية.
مركز أبحاث ودراسات
* هل حان الوقت لتأسيس مركز أبحاث ودراسات لطب العيون في البحرين؟
- نعم، حان الوقت لتأسيس ذلك المركز، وحبذا لو كان على مستوى الطب بشكل عام، وليس طب العيون بوجه خاص، ولا بد من الاهتمام بالبحوث الطبية، والتدريب الطبي للكوادر في البحرين.
* كيف ترون مستقبل طب العيون في البحرين؟
- هناك قاعدة أساسية متطورة في البحرين، وبالتالي طب العيون متطور في المملكة، وفي عام 2001، انضمت البحرين إلى النداء العالمي للوقاية من العمى "2020"، أي أنه بحلول العام الجاري كان لابد من الوصول الى استراتيجية من أجل الوقاية من العمى، وقد كانت البحرين أول دولة تستجيب وتنضم إلى هذا النداء للوقاية من العمى، وقد تم إعلان النداء من البحرين لإقليم شرق المتوسط، وقد تم تشكيل لجنة في البحرين للوقاية من العمى، ووضعنا استراتيجية منذ ذلك الوقت إلى 2020.
----------------------
{{ article.visit_count }}
* 1.9 % نسبة الإصابة بالعمى في البحرين
* 4 % نسبة الإصابة بضعف الإبصار في البحرين
* 2 % نسبة الإصابة بالحول الوحشي بين الأطفال في البحرين
* المياه البيضاء والليزك أبرز جراحات العيون شيوعاً في البحرين
* "الجلوكوما" واعتلال الشبكية والمياه البيضاء أكثر الأمراض شيوعاً في البحرين
* لا بد من تطبيق قاعدة "20-20-20" بالنسبة إلى الأطفال مستخدمي الشاشات
* الإفراط في استخدام وسائل التكنولوجيا سبب رئيس للإصابة بضعف الإبصار
* البحرين تحافظ على ريادتها في طب العيون.. والتخصص في تطور مستمر
* حان الوقت لتأسيس مركز أبحاث ودراسات لطب العيون في البحرين
* البحرين أول دولة تستجيب للنداء العالمي للوقاية من العمى
* تطبيق 5 برامج ومشروعات خاصة بطب العيون وراء فوزي بجائزة الطبيب العربي
* الخلايا الجذعية أحدث التطورات الطبية في طب العيون
* زراعة الخلايا الجذعية لمن يعانون من ضعف شديد في الإبصار
وليد صبري
دعت الطبيبة البحرينية د. إبتسام العلوي استشارية أمراض طب وجراحة العيون والمنسق الوطني للوقاية من العمى إلى "تأسيس مركز أبحاث ودراسات لطب العيون في البحرين"، مضيفة أن "البحرين تحافظ على ريادتها في طب العيون، والتخصص في تطور مستمر"، مشيرة إلى أن "المستشفيات الحكومية في البحرين متطورة، وكذلك المراكز الطبية، والأطباء على كفاءة عالية، وجميع الجراحات الخاصة بطب العيون تجرى في المملكة".
وأوضحت في حوار خصت به "الوطن" بمناسبة فوزها بجائزة الطبيب العربي والمقدمة من مجلس وزراء الصحة العرب، لأول مرة أن "تطبيق 5 برامج ومشروعات خاصة بطب العيون من خلال منصبها كمنسق وطني للوقاية من العمى، كان وراء فوزها بالجائزة"، لتكون أول طبيبة بحرينية تفوز بهذه الجائزة الرفيعة المستوى.
وذكرت د. إبتسام العلوي أن "البرامج تضمنت مشروع الفحص المبكر لعيون الأطفال بالمدارس، ومشروع أمراض الشبكية لمرض السكري عن بعد وربطه بين السلمانية والمراكز، ومشروع تأهيل ضعاف البصر، ومشروع الفحص المبكر لاعتلال الخدج، ومشروع الوقاية من العمى ودورها كمنسق وطني، إضافة إلى ترجمة كتاب "أرني ما يستطيع أصدقائي رؤيته"، لأولياء أمور المعوقين بصريا، ومشاركتها في عدد من البحوث العالمية والمجلات الطبية، لمنظمة الصحة العالمية".
وكشفت في حوارها لـ "الوطن" عن أن ""الجلوكوما" واعتلال الشبكية والمياه البيضاء تعد أكثر الأمراض شيوعاً في البحرين"، مبينة أن "22 % من مرضى السكري معرضون لخطر اعتلال الشبكية السكري"، لافتة إلى أن "نسبة الإصابة بالعمى في البحرين لا تتجاوز 1.9 %".
وحذرت د. إبتسام العلوي من "الإفراط في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، لاسيما، الهواتف الذكية وأجهزة الآيباد على العين"، فيما أوصت بضرورة تطبيق قاعدة "20-20-20" بالنسبة إلى الاطفال مستخدمي الشاشات بشكل مستمر".
وأوضحت أن "زراعة الخلايا الجذعية تعد أحدث التطورات الطبية في طب العيون"، مضيفة أنه "تتم زراعتها لمن يعانون من ضعف شديد في الإبصار". وإلى نص الحوار:
ريادة بحرينية
* ما هي أحدث الدراسات العلمية الخاصة بطب العيون والتي تجرى في البحرين؟
- طب العيون في تطور مستمر، ودائماً ما يكون هناك جديد، وأبرز ما تم هي عمليات الليزك والتوقف عن استخدام النظارة الطبية، وهناك أجهزة تشخيصية عديدة، مثل فحص الشبكية السكري، فهناك جهاز نستطيع من خلاله أن نرى الأشياء الدقيقة، داخل شبكية العين، وبالإمكان تصويرها ومعرفة طبقات الشبكية، إضافة إلى الجوانب التشخصية والفحص المبكر، وهناك أيضا أدوية جديدة لعلاج اعتلال الشبكية السكري. ولعل الخلايا الجذعية تعد أحدث التطورات الطبية في مجال طب العيون، حيث تتم عملية زراعة الخلايا الجذعية لمن يعانون من ضعف شديد في الإبصار.
ما هي أحدث الجراحات التي تتم في البحرين؟
- المستشفيات الحكومية في البحرين متطورة، وكذلك المراكز الطبية، والأطباء على كفاءة عالية، وجميع الجراحات الخاصة بطب العيون تجرى في المملكة، سواء مسألة الاستغناء عن استعمال النظارة الطبية، والمياه البيضاء، والمياه الزرقاء، وجراحات عيون الأطفال، وبالتالي نحن في البحرين على اطلاع بكل ما هو جديد ويخص طب العيون، وفي تطور مستمر، ومستوى طب العيون في تطور دائم، ولا نختلف عن أي دولة أخرى، ولا نقل عن أية دولة أخرى، والبحرين تحافظ على ريادتها في مجال طب العيون. والجدير بالذكر أن هناك برامج تجرى في البحرين، جعلت المملكة رائدة في هذا المجال، لعل أبرزها برنامج الوقاية من العمى، وبرنامج الفحص المبكر، وهذه البرامج هي التي منحتني جائزة الطبيب العربي.
* كم تبلغ نسبة الإصابة بأمراض العيون في البحرين؟
- نسبة الإصابة بالعمى في البحرين تبلغ نحو 1.9 %، ونسبة ضعف الإبصار تصل إلى 4 %، وفقا لبحث أجريناه في عام 1998، ونتائجه ظهرت عام 2002، وهذه النسب اعتمدنا عليها في كثير من البرامج التي أجريناها، لاسيما برنامج الوقاية من العمى.
الأمراض الأكثر شيوعاً
* ما هي أكثر أمراض العيون شيوعا في البحرين؟
- أكثر الأمراض شيوعا في البحرين هي، المياه البيضاء "الكتاركت"، والجلوكوما "المياه الزرقاء، واعتلال الشبكية السكري، إضافة إلى الأمراض الأخرى التي ربما تصيب الأطفال مثل الحول.
* ماذا عن علاج المياه البيضاء والمياه الزرقاء؟
- الاكتشاف المبكر خطوة كبيرة نحو العلاج، ولا بد من إجراء فحوص دورية، خاصة من هم أقل من 40 عاماً، وهناك أدوية متوفرة، وفيما يتعلق بالمياه البيضاء فهي تعالج بالجراحة.
* ماذا عن أخطار مرض السكري على العين؟
- العين هي النافذة الوحيدة لشرايين الجسم، ومن خلال فحصها، فنحن نفحص الجسم بشكل كامل، وأحد البرامج التي على أساسها فزت بجائزة الطبيب العربي، كانت الفحص المبكر لأمراض الشبكية، حيث يتم فحص مريض السكري في المراكز الصحية بشكل دوري، كل 6 أشهر، وبالتالي تتم عملية اختصار الوقت في اكتشاف مضاعفات السكري، ولعل أبرزها اعتلال الشبكية السكري حيث يحدث نزيف، ومن ثم انفصال في الشبكية، الأمر الذي يؤدي إلى العمى، وتبلغ نسبة الإصابة باعتلال الشبكية السكري نحو 22 % من مرضى السكري في البحرين، أي أنه من كل 100 مريض بالسكري هناك نحو 22 مريضا يواجهون خطر اعتلال الشبكية السكري.
* ماذا عن أمراض الحول في البحرين؟
- أمراض الحول موجودة في البحرين، لكن هناك في الوقت ذاته تشخيص مبكر، وهناك قناعة فيما يتعلق بالحول، والمجتمع بدأ يتقبله، وأصبح من الممكن اكتشاف المرض مبكراً، ومعالجته، لاسيما عبر استخدام النظارة الطبية. وهنا لا بد من أن نشير إلى أن هناك نوعين من الحول، الأول، يسمى حول وحشي، والآخر، حول أنسي. وتبلغ نسبة الإصابة بالحول الوحشي بين الأطفال في البحرين نحو 2 %.
وسائل التكنولوجيا والإبصار
* هل تؤثر وسائل التكنولوجيا الحديثة في قوة الإبصار؟
- بالتأكيد، فالإفراط في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الهواتف الذكية وأجهزة "الآيباد"، وأجهزة الحاسب الآلي، إضافة إلى التلفزيون، تؤثر بشكل سلبي في العين، وقد تتسبب في ضعف الإبصار، لاسيما عند الأطفال، ومع تركيزهم الشديد في شاشات الهواتف الذكية وأجهزة "الآيباد"، وأجهزة الكمبيوتر، وشاشات التلفزيون، وهذا قد يؤدي إلى إصابتهم بقصر النظر أو طول النظر، ومن المعلوم أن تلك الإصابة تكون بيئية، وغيرها هناك أيضا الإصابة الجينية والتي قد تكون وراثية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تركيز الطفل في شاشات الأجهزة الحديثة في مكان مغلق يجعله أكثر عرضة للإصابة بضعف الإبصار من وجوده في أماكن مفتوحة لاسيما في الهواء الطلق. وقد بدأت دول أخرى في دراسة تلك الحالات لاسيما دول شرق آسيا حيث اكتشف فيها أن نسبة الإصابة بضعف الإبصار لدى الأطفال أكبر من نسبة الإصابة لدى الأطفال في أوروبا على سبيل المثال. وهنا نحن ننصح بضرورة تقليل استخدام الأطفال لوسائل التكنولوجيا الحديثة خاصة من هم أقل من 3 سنوات، حتى لا يتعرضوا لخطر الإصابة بضعف الإبصار، ولذلك نحن نحذر من تعرض الأطفال خاصة من هم أقل من 3 سنوات لتلك الوسائل أكثر من 15 دقيقة متواصلة، ومن هم أكبر من 3 سنوات، ننصح بعدم تعرضهم لتلك الشاشات أكثر من 30 دقيقة متواصلة.
في الوقت ذاته، ننصح بضرورة تطبيق نظرية "20-20-20"، وهي أنه بالنسبة للأطفال الذين يدرسون من خلال الشاشات، يفضل أنه كل 20 دقيقة، يتوقفون عن استخدام الشاشات، وينظرون على مسافة 20 قدم، لمدة 20 ثانية، ثم يعاودون الدراسة مرة أخرى. ولذلك لا بد من التوقف عن النظر إلى الشاشات بشكل متواصل، لأن الأطفال لديهم مشكلة كبيرة في مشاهدة الأفلام والمسلسلات والألعاب عبر شاشات الهواتف الذكية بطريقة مستمرة، ومن أبرز المضاعفات هي الإصابة بقصر النظر في سن مبكرة، خاصة لدى الأطفال الذين ليس لديهم سجل وراثي في العائلة، ومن هنا يعد قصر النظر أبرز مضاعفات استخدام الأطفال لشاشات التكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى احتمال الإصابة بجفاف العين، وتصبح الرؤية غير واضحة، الأمر الذي يتسبب في تشوش الرؤية، والدراسات الحديثة تؤكد ضرورة عدم استخدام شاشات الهواتف الذكية و"الآيباد" قبل النوم بنحو ساعة لأنها تتسبب في تشويش نفسي على المخ.
* ما أبرز المؤتمرات العلمية المحلية أو العالمية المتعلقة بطب العيون والمقرر انعقادها قريبا؟
- بصفتي عضو مجلس أمناء المجلس العالمي لطب العيون، والذي يضم نحو 155 جمعية لطب العيون حول العالم، من المقرر انعقاد مؤتمر عالمي حول طب العيون في جنوب إفريقيا يونيو المقبل، وهناك أيضا مؤتمر الأكاديمية الأمريكية والذي يعقد في أكتوبر من كل عام. ولدينا في البحرين رابطة طب العيون.
السياحة العلاجية
* هل هناك إقبال على السياحة العلاجية فيما يتعلق بطب العيون؟
- بالتأكيد، هناك إقبال على السياحة العلاجية، لاسيما ما يتعلق بعمليات المياه البيضاء، وعلاج المياه الزرقاء، والحول، واعتلال الشبكية السكري.
* ما أكثر جراحات العيون شيوعا في البحرين؟
- المياه البيضاء والليزك تعد أبرز جراحات العيون شيوعا في البحرين.
جائزة الطبيب العربي
* هل لنا أن نتطرق إلى جائزة الطبيب العربي؟
- الجائزة مقدمة من جامعة الدول العربية، وفي الاجتماع الأخير لوزراء الصحة العرب، تم اعتماد جائزة للطبيب العربي، وهذه الجائزة أقروها العام الماضي 2019، وفي العام الجاري 2020، أعلنوا عنها، وتقوم الجائزة على أساس ترشيح كل دولة عربية لـ 5 أطباء، وهناك لجنة مؤلفة من 5 دول تقوم باختيار الطبيب العربي، عبر التصويت، ويتم الاختيار عبر معايير معينة، وفاز بالجائزة 3 دول، هي البحرين، والإمارات، ومصر، وكان هناك عدد من الأطباء قد تقدم للجائزة من البحرين، ثم تمت تصفيتهم إلى 5 مرشحين، وكنت أنا بينهم، وقد تم إعلان فوزي بالجائزة.
* هل لنا أن نتطرق إلى منصبكم المتعلق بالمنسق الوطني للوقاية من العمى؟
- من خلال منصبي، استطعت أن أنفذ برامج تهدف إلى الوقاية من العمى، وأول برنامج كان مشروع الفحص المبكر لاعتلال الخدج، وقد بدأ في 1994، والخدج هم حديثو الولادة وناقصو الوزن، وهؤلاء وزنهم يكون أقل من 1.6 كجم، ومن المحتمل إصابتهم باعتلال الشبكية وهم حديثو الولادة، من أجل ذلك، كان برنامج فحص الخدج، والمهم في أي برنامج أن يكون مستداما، والبرنامج الثاني كان مشروع الفحص المبكر لعيون الأطفال بالمدارس، وهذا البرنامج يتميز بأنه برنامج مستدام وقد بدأناه في 1996 ومازال قائما حتى الآن، والبرنامج الثالث هو مشروع أمراض الشبكية لمرض السكري عن بعد وربطه بين السلمانية والمراكز، وقد بدأ في 2002، كمشروع تجريبي، ويتمثل في فحص الشبكية عن بعد وهو الفحص المبكر من خلال المراكز الصحية، حيث يتم تصوير الشبكية بالكاميرا الإلكترونية ومن ثم إرسال الصورة عبر الإنترنت إلى الطبيب في مجمع السلمانية الطبي، ومن ثم يقوم أطباء العيون بتقييم وتصنيف الصور، وعلى ضوء ذلك تم تحديد عملية المتابعة أو العلاج لمريض السكري، وهذا لا يتطلب أكثر من ساعة، وبالتالي يتم فحص عدد كبير من مرضى السكري، والاستفادة من الوقت للطبيب والمريض، والبرنامج الرابع كان مشروع تأهيل ضعاف البصر، وانطلق في 2016، والبرنامج الخامس، كان مشروع الوقاية من العمى ودورنا كمنسق وطني، إضافة إلى ذلك ترجمة كتاب "أرني ما يستطيع أصدقائي رؤيته" لأولياء أمور المعوقين بصريا، والمشاركة في عدد من البحوث العالمية والمجلات الطبية، لمنظمة الصحة العالمية.
مركز أبحاث ودراسات
* هل حان الوقت لتأسيس مركز أبحاث ودراسات لطب العيون في البحرين؟
- نعم، حان الوقت لتأسيس ذلك المركز، وحبذا لو كان على مستوى الطب بشكل عام، وليس طب العيون بوجه خاص، ولا بد من الاهتمام بالبحوث الطبية، والتدريب الطبي للكوادر في البحرين.
* كيف ترون مستقبل طب العيون في البحرين؟
- هناك قاعدة أساسية متطورة في البحرين، وبالتالي طب العيون متطور في المملكة، وفي عام 2001، انضمت البحرين إلى النداء العالمي للوقاية من العمى "2020"، أي أنه بحلول العام الجاري كان لابد من الوصول الى استراتيجية من أجل الوقاية من العمى، وقد كانت البحرين أول دولة تستجيب وتنضم إلى هذا النداء للوقاية من العمى، وقد تم إعلان النداء من البحرين لإقليم شرق المتوسط، وقد تم تشكيل لجنة في البحرين للوقاية من العمى، ووضعنا استراتيجية منذ ذلك الوقت إلى 2020.
----------------------
* 5 برامج ومشروعات وراء الفوز بجائزة الطبيب العربي:
* الفحص المبكر لعيون الأطفال بالمدارس
* برنامج أمراض الشبكية لمرض السكري عن بعد وربطه بين السلمانية والمراكز
* مشروع تأهيل ضعاف البصر
* مشروع الفحص المبكر لاعتلال الخدج
* مشروع الوقاية من العمى ودوري كمنسق وطني
* ترجمة كتاب "أرني ما يستطيع أصدقائي رؤيته" لأولياء أمور المعاقين بصرياً
* المشاركة في البحوث العالمية والمجلات الطبية لمنظمة الصحة العالمية