أقام مركز عيسى الثقافي اللقاء العشرون من منتدى البحرين الكتاب، حيث أقيمت محاضرة بعنوان "د. عبدالله المدني وأعماله عن النخب في الخليج العربي" قدمها د. عبدالله يتيم، وأدار الجلسة غسان الشهابي، بحضور د. عبدالله المدني ونخبة من الباحثين والأدباء والمثقفين من البحرين ودول الخليج العربي.وقدم يتيم عرضا بأهم ما تناوله المدني في مؤلفاته عن الشخصيات الخليجية التي لعبت دوراً مهماً خلال عقود ماضية من مسيرة التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الكبرى في الخليج والجزيرة العربية، حيث أحدثت هذه الشخصيات أثرا واسعا وعميقا في بنية المجتمعات الخليجية.وقال يتيم "نحن أمام العديد من الحكايات والتفاصيل السيرية المهمة التي تظهر الكيفية التي استطاعت بموجبها هذه الشخصيات تحقيق تلك النجاحات الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية، والتي شقت طريقها نحو تقلد دور النخب بقدر كبير من المثابرة والجلد والذكاء وتحمل المعاناة والإقدام على اتخاذ قرارات مصيرية، ومكابدة العيش في بيئات ومجتمعات مغايرة للمجتمعات الأصلية، مثل الذين رحلوا من أواسط نجد إلى بلاد الشام."وأضاف "وآخرين انتقلوا من العيش من مجتمعات محلية في بادية الكويت والإمارات وعمان إلى المدن التجارية والساحلية كالمنامة ودبي والخبر وجدة ومسقط، والبعض الآخر انتقلوا في النصف الثاني من القرن 19 نحو بومبي، وإلى البصرة ودمشق والقاهرة وجدة وإلى لنجة وموانئ أخرى بهدف التجارة أو العلم، بل وسيتجه البعض إلى باريس ولندن وبرلين".وتطرق يتيم إلى الطريقة التي قادت المدني في بحثه في السير، والتعرف على كيف صنعت المجتمعات والثقافات الخليجية رموزها من تلك النخب، خصوصا التنظيمات الاجتماعية المحلية كالقبيلة والأسرة والقرية والمدينة والأسواق والموانئ، وكذلك عن مظاهر الاتصال بالغرب منذ القرن الـ19 وتأثير أنماط الاتصال، ودور البعثات التبشيرية والشركات الغربية كشركة الملاحة الهندية البريطانية خلال عقود القرن الـ19 أو عن دور الشركات النفطية الامريكية والبريطانية خلال القرن الـ20.وأضاف أن تجارب تلك الشخصيات تكشف لنا القدر الكبير من الانفتاح على الثقافات الأخرى، حيث كانت العديد من افراد تلك النخب الخليجية يتقنون إلى جانب لغتهم العربية الأم لغات أخرى كالإنجليزية والفارسية والهندية والأوردو.واستعرض يتيم خلال المحاضرة عددا الشخصيات التي ذكر سيرها د. عبدالله المدني بحوالي 160 شخصية من مختلف المجالات والانتماءات الوطنية حسب تصنيفه، منها: 50 سعوديا، 31 بحرينيا، 29 كويتيا، 19 إماراتيا، وشخصيات عمانية، وغيرها من الجنسيات، حيث تضمنت 62 تاجرا، و21 فنانا، و20 أكاديميا وتربويا، و17 دبلوماسيا وسياسيا، و8 صحافيين، و8 إداريين عملوا في المؤسسات الحكومية، و4 إعلاميين، و3 رحالة، وعسكري واحد.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90