حسن الستري

أكد رئيس المكتب التنفيذي للجنة الوطنية لمواجهة الكوارث، العقيد الركن دكتور محمد البنغدير، أنه تم رصد جميع العائدين من إيران خلال شهر فبراير وكافة المعلومات المتعلقة بهم، سواء أسمائهم وأماكن تواجدهم وعناوينهم، وبلغ عددهم 2292 شخصاً، مشيراً إلى تجاوب 310 مواطنين حتى الآن مع دعوة الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، وقاموا بتسجيل أنفسهم لجدولة مواعيد الفحص عبر الاتصال على الرقم 444، مشيراً إلى وجوب قيام كافة العائدين من إيران بالاتصال على الفور بالرقم 444 لتسجيل المواعيد لهم حفاظاً على سلامتهم وسلامة المواطنين والمقيمين، وسيتم فحصهم في أماكن مخصصة ببعض المراكز الصحية.

وأضاف في مؤتمر صحافي للفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا، بمركز ولي العهد للتدريب والبحوث الطبية بالمستشفى العسكري: "رغم مرور فترة قصيرة منذ الإعلان عن ضرورة التواصل مع اللجنة للمواطنين العائدين من إيران، إلا أن عدداً من تواصلوا ليس سهلاً، وهذا يعطينا مؤشراً على الحس الوطني للمواطنين في البحرين".

وقال: "من ضمن الإجراءات في الفترة القادمة، يجب على من عادوا من إيران خلال فبراير الاتصال على الرقم 444، وسيتم فحصهم في أماكن مخصصة على مراكز مخصصة في أنحاء المملكة، وسيتم أخذ عينات منهم في نفس الوقت، وفور خروج نتائج الفحوصات، وسيتم توجيههم لاستكمال مدة 14 يوماً في العزل، وكل شخص يحضر لإجراء الفحص سيعطى إجازة طبية مدفوعة الأجر لمدة أسبوعين، ونرجوا من المواطنين التقيد بهذه الإجراءات، وهي ليست غريبة على المجتمع البحريني".

وتابع: "تمنع التجمعات العامة، لاحتواء الوضع، وهي من بين الإجراءات التي ستتخذ خلال الفترة القادمة لاحتواء الوضع".

من جهته، قال استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري وعضو الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا المقدم طبيب مناف القحطاني، إن الإصابة بفيروس كورونا ليست قاتلة وهناك نسبة قليلة عالمية للوفيات جراء الإصابة بها وهي 2%، وغالبية تلك الوفيات تكون لأشخاص يعانون من ضعف المناعة أو مصابين بأمراض مزمنة، مجدداً التذكير بأن أعراض الإصابة بالفيروس هي ارتفاع درجة الحرارة والكحة وصعوبة في التنفس، ومن المهم أيضاً أن الكل يدرك أن العطاس ليس من أعراض الإصابة بفيروس كورونا.

وأكد القحطاني: "كورونا لم يثبت علمياً أنه موجود في الهواء، وطرق انتقال العدوى تأتي من اللعاب أو الرذاذ وإفرازات الأنف أو لمس الأسطح الملوثة بفيروسات لشخص مصاب".

وشدد القحطاني على ضرورة اتباع الجميع للتعليمات والتعاون مع الجهات المعنية، لافتاً إلى أهمية قيام المواطنين والمقيمين القادمين من إيران أو من زارها خلال شهر فبراير الجاري بالاتصال على الرقم 444 لجدولة موعدٍ للفحص حيث إنهم قد يشكلون مصدراً لانتشار الفيروس بين عائلاتهم والمجتمع وهو ما يتعارض مع مبدأ الشراكة المجتمعية الذي يجب أن نعززه جميعاً في مثل هذه الظروف والتحديات.

وتابع: "إذا عاد الشخص من دولة موبوءة، فيطلب منه عزل نفسه عن الأصحاء لاحتمال أن يكون حاملاً للفيروس في جسمه في فترة الحضانة، ولا تظهر عليه الأعراض، ويستلزم منه أن يكون في منطقة معزولة عن الأشخاص إلى حين تأكد خلوه من كورونا".

وأضاف: "الوضع مستتب وبدأنا نحصر الحالات، ونضع خططاً احترازية".

وأشار القحطاني إلى ما أكد عليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بأن الفيروس لا يفرق بين عرقٍ أو دين أو طائفة ومواجهته مسؤولية الجميع، وما يمس مواطن واحد أو مقيم على هذه الأرض يمس الوطن بأكمله.

وحول المواطنين المتواجدين حالياً في إيران، أكد وجود إجراءات لفحصهم وعزلهم عند دخولهم البحرين، ونحن نعرف من هو خارج البحرين، ولدينا أسماءهم، ولكن لدينا ثقة بشعبنا أنهم سيبادرون بالاتصال بالأرقام التي أعلنت عنها وزارة الخارجية سابقاً.

وأضاف القحطاني أن الحملة الوطنية لمكافحة فيروس الكورونا اشتملت على جوانب تتعلق بالوعي والإرشاد ويتم تنفيذها بتسع لغات لضمان وصولها لكافة المواطنين والمقيمين والزوار.

وقال: "منذ 21 فبراير وحتى الآن، مازلنا في مرحلة الاحتواء واتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع الفيروس، وكل جهودنا تصب في ذلك، واعذرونا على شدة الإجراءات لمنع الانتشار، وسيكون هناك خطوات استباقية، وأخرى متغيرة، كون الفيروس متحوراً ومتغيراً، وإجراءاتنا متغيرة وفق ذلك، والحالات مازالت مستقرة".

وشدد على أن التنسيق جارٍ لربط أعداد المرتبطين عبر المنافذ، ونحن نسعى لرفع الطاقة الاستيعابية، والبعض يرى أن الإجراءات مشددة، ولكنها جداً ضرورية لمعرفة الحالة العامة في البحرين، وإذا كانت الطاقة الاستيعابية للفحص والحجر والعزل والعلاج، غير ملائمة لا يمكن استقبال المزيد، والعمل مستمر لزيادة الطاقة الاستيعابية.

وذكر أن هناك 3 أسسس للتعامل مع هذه الحالات، أهمها فحص المرضى، وعزلهم، والتدقيق على المخالطين.

وقال: "كنا بالأمس مستعدين واليوم وغداً لإنهاء الأزمة في مملكة البحرين، نواصل بكل شفافية في رصد الحالات والإعلان عنها كوننا لدينا ثقة في إنهاء الأزمة بشكل سلس دون التأثير على الوضع الطبيعي أو الاقتصادي في البحرين، ونعمل بشكل يومي على زيادة الطاقة الاستيعابية للكادر الطبي بحسب مراحل احتواء الأزمة، وتم استدعاء المتقاعدين، ولدينا خطط كثيرة أمامنا، وأجدد الدعوة "بروح الوطنية" جميع العائدين من إيران، بالمبادرة والاتصال على مركز الاتصال، كوننا نخاف عليكم وعلى أهاليكم".

وأضاف القحطاني أن الحملة الوطنية لمكافحة فيروس الكورونا اشتملت على جوانب تتعلق بالوعي والإرشاد ويتم تنفيذها بتسع لغات لضمان وصولها لكافة المواطنين والمقيمين والزوار.

وقال: "هناك اختلاف جذري بين وجود حالات تم رصدها من الخارج، أو وجودها في داخل البحرين، ورقم الـ 38 ليس مخيفاً، وإلى الآن لا توجد حالات منتشرة بين المواطنين، وهناك في دول أخرى حالات بين المواطنين، ولذلك تم اتخاذ قرار منع دخول الوباء من الخارج، وهناك نظم عملنا بها".

وأكد أنه حال وجود أي حالة بسبب الاختلاط من داخل البحرين، سيتم الإعلان عنها، وهناك أيضاً خطط للتعامل معها.

وتابع: "مدى ما شعرنا بأن لدينا القدرة على جلب إخواننا المواطنين من إيران، دون دخول الفيروس سنقوم بذلك مباشرة، ولدينا جدول معمول من الجهات المختصة حول الأجانب، ومن ضمن الخطط أن يكون هناك موقعاً عبر الإنترنت، لتخفيف الضغط على مركز الاتصال 444، وهي تحتاج أهل خبرة، ولا يمكن أن نبدأ أمراً به قصور، وكل ما نطلبه هو وقت كافي".

وقال: "أول حالة في البحرين، هو من أبلغ بأنه سائق حافلة للطلاب، ولذا بادرنا بجمع الطلبة المخالطين له، وفحصناهم ولم نجد الفيروس، ولذا قررنا إيقاف الدراسة في هذه المدارس، ومن ثم على طلبة البحرين، أما مسألة تمديد إيقاف الدوام للطلبة من عدمه، فإنه يعتمد على المتغيرات".

من جانبها، "قالت عضو الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا استشاري الأمراض المعدية بمجمع السلمانية الطبي، د.جميلة السلمان: "حالة الجميع مستقرة والمصابون بدأوا بالتعافي، وهم موجودون في منطقة العزل ليس للمضاعفات أو غيرها، وإنما بسبب حملهم للفيروس، وفقاً للبروتوكولات العالمية، ونحن في مرحلة الاحتواء، ومهم تعاون الجميع، الفحص لاكتشاف الفيروس، وللتأكد من سلامة الجميع".

وذكرت أنه من يوم الأحد القادم سيعاد الفحص الفيروسي للمرضى ويجب أن يكون هناك نتيجتين سالبتين قبل خروج المريض، وقد نضطر لإعادته أكثر من مرة للتأكد قبل السماح للمريض الخروج إلى المنزل" مؤكدة أن أعراضهم بسيطة.

من جهته، قال العقيد الركن محمد البنغدير: "لا يخفى على الجميع مدى خطورة تناول الشائعات في السوشيال ميديا وقد تكون من خارج البحرين، البحرين مرت بتاريخ من الازمات ومع ذلك فإن المجتمع بترابطه اجتاز الأزمات، نوجه الجميع بأن هناك مواقع رسمية ظن لماذا نأخذ المعلومات من مواقع رسمية، معلوماتنا تخرج بكل شفافية، وأطالب بعدم تناول هذه الشائعات التي تضر السلم الأهلي بشكل أكثر".



وعاد القحطاني ليقول: "لا أرى هلعاً في البحرين، ولكن هناك إجراءات احترازية لتفادي التواصل المباشر، وهو أمر أساسي، ولا نقول أن لا تخرجوا ولا تتبضعوا، ونحن ضد لبس الأقنعة، ولكن علينا أن نتخذ إجراءات احترازية، إن كنت مريضاً أو جئت من بلد موبوء، فقط أبقى في المنزل وأخبرنا".

وتابع: "المصابون لا يحتاجون للبقاء للمستشفيات، ولكن نحن نضعهم في المستشفى بسبب الحرص، وليكونوا تحت المراقبة الطبية".

وتعليقاً على دعوة دول لمواطنيها بعدم السفر قال: "إن لكل دولة خصوصيتها، وهناك إجراءات نحن اتخذناها لم تتخذها دول أخرى".

وأشاد بالوعي الذي أبداه المواطنون والمقيمون طوال الفترة الماضية باتباعهم الإرشادات والتعليمات الصادرة من الجهات ذات الاختصاص حول فيروس كورونا كوفيد 19، وبالتعاون الذي أبدوه عبر الاستفسار وحرصهم على سلامة أفراد المجتمع، وهو دليل على ما يتمتع به الجميع من حرص ووعي مجتمعي بضرورة التعاون الدائم لاجتياز هذه المرحلة التي تمر بها البلاد بنجاح وصولاً للأهداف المنشودة من كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية المتخذة.

وحول سباق الفورمولا 1، علق القحطاني: "عملنا دراسات وشاورنا خبراء زارونا في البحرين، وما زلنا في طور الدراسات، وسنأخذ جميع الإجراءات اللازمة، حيال الاحتفالات والمهرجانات في البحرين، وسنكون على أهبة الاستعداد سواء لإيقاف تلك الفعاليات أم لا".