- شاجرة: علاج الشائعات ليس بالنشر بل نقلها لذوي الاختصاص

- المقابي: شائعات عصرنا الحالي أسلحلة من الجيل الخامس

- العبسي: الشائعات حرب نفسية يشنها أهل الغفلة والتافهون

- العرادي: ليس كل ما يسمعه الناس صحيح

- ملاحسن: الشائعات ألغام معنوية وقنابل نفسية تستهدف المجتمع

..

إبراهيم الرقيمي

شدد عدد من شيوخ الدين وخطباء المساجد على أهمية تجنب الشائعات ونشرها لما تثيره من فتنة وطائفية، مبينين أن الشائعات محرم نقلها أو نشرها لأي سبب دون التأكد من صحتها.

وأكدوا لـ"الوطن"، أهمية استسقاء الأخبار من مصادرها الصحيحة، وعدم التسرع في نشر كل ما يصل عبر مختلف الوسائل، موضحين أن الشائعات أصبحت أسلحة فتاكة يستخدمها الأجيال لأغراض مفسدة.

وأكد إمام مسجد أحمد بن سلمان الشيخ خالد شاجرة، على أهمية أن يحفظ المسلم لسانه من الكلام الذي لا مصلحة فيه، أو فيه مضرة عليه أو على غير كالإشاعات المنتشرة بين الناس المتعلقة بالأفراد أو الأمة.

وطالب، بأن يتثبت المسلم بالإشاعة ولا يتحدث بها إلا عند الضرورة، مستدلاً بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).

وأضاف "على المسلم أن لا يكون مروجاً للإشاعات والأخبار السيئة التي تروع المسلمين، وإذا كان هذا الخبر أو هذا الحدث على المسلمين منه خطورة ويحتاج إلى علاج، فإن علاجه ليس بنشره بين الناس الذين لا يملكون له العلاج، وإنما يرجع فيه إلى أُولي الأمر ليعالجوه ويدرؤوا خطره مستدلاً بقوله تعالى: (وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً)".

من جانبه قال أمين عام مجلس النخبة د.عبدالله المقابي، إن الإشاعات في عصرنا الحاضر تعتبر من أسلحة الجيل الرابع والخامس، وتؤثر بشكل مباشر على المجتمع وتعوق تحركه وتقدمه وتطوره وتساهم في زعزعة الثقة بين الناس، مبيناً أن الشائعات كذب صريح، وأن استعمالها أو افتعالها أو نشرها آثم وفيها حساب وكتاب.

وأكد المقابي أن ما يساهم في نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة تطور استقاء المعلومات ووصولها عبر شبكات التواصل المختلفة، ولسرعة النشر يخطئ الفرد مساهماً في نشر المحرمات التي لا تقل حرمة عن أي ذنب عظيم.

ولفت إلى أنه ينبغي على المجتمع الوعي والفهم بضرورة النظر للمواقع المعتمدة والمصادر المحددة التي تستقى منها المعلومات وعدم نشر أي خبر يصله عبر وسائل التواصل، لحماية المجتمع من خشية الوقوع في المساهمة بنشر ما يثير الذعر والخوف والقلق.

فيما بين خطيب جامع عثمان بن عفان، الشيخ وضاح العبسي أن الشائعات تزرع بذور العداوة والفتنة والبغضاء وتسبب الكراهية وتبعث التباعد بين البشر. وقال: "إن من عظيم ضرر الشائعات الحديث في الأعراض وهتك كرامة الإنسان وإساءة السمعة".

‏وأشار إلى أن الشائعات تعد طريقاً للتحريض على العنف وإحداث الفرقة بين الأسرة الواحدة بل بين المجتمع بجميع أطيافه وأشكاله، لافتاً إلى أن ضرر الشائعات يصل إلى عدم الثقة بين الحاكم والمحكوم مما يجر إلى الخروج عن طاعة ولي الأمر كما وقع في فتنة الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه.

ونوه بأن الشائعات سبيل إلى الإخلال بالأمن، ونشر الفتنة بين الناس، وحرب نفسية يشنها أهل الغفلة والتافهين الذين يتكلمون في أمر العامة، وسلاح خطير فتاك بأيدي أعداء هذه الأمة، وتجر إلى الويلات والحروب وأمور لا تحمد عقباها.

من جانب آخر أكد الشيخ محمد العرادي، أن القرآن الكريم نهى عن الشائعات والنميمة بين الناس بقوله تعالى: "هماز مشاء بنميم"، داعياً المواطنين بعدم الانجراء خلف الشائعات وتصديقها.

وقال العرادي "ليس كل ما يسمعه الناس صحيحاً، وهناك بعض الأحاديث تختلف عندما تنتقل من شخص لآخر حيث يقوم البعض بزيادتها وتنتقل إلى أفراد المجتمع بشكل خاطئ".

من جهته، أكد خطيب جامع الشيخ فيصل بن حمد آل خليفة، الشيخ جميل ملاحسن أن نقل الشائعات تعتبر من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأفراد، كما أنها تعد ألغاماً معنوية وقنابل نفسية ورصاصات طائشة يستهدف بها المجتمعات.

وأوضح، أن نشر كل رسالة أو خبر أو مقطع مرئي أو مسموع دون التأكد من صحته أو مصدره يعتبر من الكاذبين مستدلاً بقول الرسول عليه الصلاة و السلام (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع).

وقدم ملاحسن، شكره للحكومة والقيادة لاستطاعتهم احتواء الفيروس، وتجنب مخاطر الشائعات المرصودة التي تزرع التفرقة في المجتمع.