سماح علام وموزة فريد:فقدت البحرين مساء الخميس الشاعر الكبير الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، تاركاً عبق شعره في قلوب أهل البحرين كافة.. فبين "يا الزينه ذكريني لي غيبتني بحور" و "ولهان يا محرق وأدور في السكة" و "يعني أنتي ما تدرين يا كثر ما تسألين ايش كثر أحبج وأحبج من سنين"، تغنى الشاعر بكلمات فاضت حباً وعشقاً للبحرين وأهلها لتعكس متانة انتمائه لأرضها.. فبين البحر والأرض ثمة ارتباط لا يفهمه سوى أهل المحرق ممن تشربوا حب البحرين وعملوا بصدق من أجلها.شخصيات أدبية وثقافية واجتماعية ورياضية عبرت عن حزنها بفقيد البحرين الكبير، فاختلفوا في التعبير عن ألمهم إلا أنهم اتفقوا في أن البحرين خسرت قامة رفيعة وشخصية مميزة ستبقى حاضرة في القلوب والتاريخ.الشاعر المحبوب والمتواضعالناشط الاجتماعي صالح بن علي يرثى الفقيد قائلا: "رحم الله شاعر البحرين الكبير الشيخ عيسى بن راشد، فهو الشاعر الإنسان الذي تميز بحبه للناس وحب الناس له، وهذه المحبة ليست سوى شهادة صادقة له من أهل البحرين الذين تغنوا بشعره وأحبو شخصيته المتواضعة".ويتذكر بن علي بعض المواقف قائلاً: "كنا نذهب مع مجموعة من أهل البحرين إلى مجلسه العامر، حيث كان منزله مفتوحاً للناس، بل وتميز بسماحة النفس والخلق الطيب، ولطالما تمنى أن تفوز البحرين بكأس الخليج، ونحمد الله أن تحققت أمنيته قبل وفاته، وعايش فرحة أهل البحرين بفوز المنتخب بكأس الخليج 2019".وأضاف: "رحم الله شاعرنا الكبير المحبوب الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون".علمنا اللهجة الصحيحةمن جانبها قالت الشاعرة فتحية عجلان، إن البحرين فقدت أحد أبنائها المخلصين والمميزين بإحساسهم الوطني المرهف.وعبرت عن مشاعر حزنها قائلة: "فقدنا قصيدة جميلة لن تتكرر في تاريخ البحرين، قصيدة عنوانها عيسى بن راشد الأب والشاعر والمعلم والرجل الوطني الأول.. هكذا عرفناه وهكذا سنتذكره، إنسان أصيل من أهل المحرق العريقة، عشق البحرين وتميز بحبه وإحساسه الوطني المرهف، تعلمنا منه المحبة والعطاء، وستظل كلماته وإحساسه حاضرين في قلب كل بحريني".وتضيف عجلان: "الشاعر عيسى بن راشد مثل بشخصيته التواضع والعطاء والمحبة والتفاني لهذه الأرض، تميز بلهجته المحرقية الجميلة، وعلمنا كيف نكتب الشعر بها، لنزهو بكلمات الأصالة والمحبة، عرفناه أباً متواضعاً وقريباً من قلوب الناس، أحبه الكبير والصغير، وسيظل حاضراً في قلوب محبيه".وتختم الشاعرة عجلان حديثها قائلة: "هذه سنة الحياة، نفقد الأحبة ولا نتمكن إلا من الصبر على ألم الفقد مع الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، فالشيخ عيسى بن راشد يمثل مدرسة شعرية جميلة يجب على الجميع إحياؤها والتمسك بها لما تمتلكه من عراقة وتفرد في الساحة الشعرية في البحرين".أخوة ومحبة بلا حدودالرياضي مبارك المغربي، صديق مقرب يعبر عن حزنه الشديد لوفاة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة قائلا: "عشنا مع بعض لسنوات طويلة، هو أخي وأستاذي وصديقي، أحببته كأخ كبير وكشاعر وأديب جميل، ورياضي محب لهذه الأرض".ويضيف "كان رجلاً محبوباً جداً يتميز بشخصية دمثة الخلق ومتميزه، عفوي في كلماته، أصيل في تعاملاته، هو ببساطة إنسان لن يتكرر، خدم البحرين وعشق ترابها، ومحبوه يتجاوزون البحرين ليصلوا إلى الخليج والوطن العربي".ويزيد المغربي قائلاً: "عملت معه لعشر سنوات متتالية، فقد تميز عمله بحب كبير وتفانٍ طوال محطات حياته العملية بدءاً من المحاكم ثم قوة دفاع البحرين وصولاً إلى وزارة الإعلام والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، والبحرين كلها تحزن عليه وتدعو له بالرحمة، فقد كان قريباً من الجميع يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم".ويختم المغربي: "عاصر شعراء الخليج ومنهم فهد الأحمد وفيصل بن فهد، وكل صغير وكبير يحمل في ذاكرته ذكرى جميلة معه، إما بموقف أو صورة أو مشاركة في فعالية اجتماعية أو رياضية أو أدبية، وستظل سيرته العطرة حاضرة في القلوب والبيوت والمجالس".فقد .. لا يعوضوعبر الشاعر علي عبدالله خليفة قائلاً: "رحيل الشاعر الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، فقد لا يعوض، فقد ملأ بشعره وظرفه وأسلوب حديثه حياتنا وسكنت كلماته الوجدان بما حملت من مشاعر أحسسنا جميعاً بأنها لنا وإلينا وبأن معانيه صادرة من دواخلنا".ويقول "خدم الأغنية الشعبية البحرينية في إحدى أهم مراحل تطورها بكلمات عذبة غير مسبوقة المعاني والأوزان وشحن تلك الكلمات بحرارة عواطفه الجياشة تجاه المكان والأحبة والناس".وأوضح، أن الفقيد قدم لقطاع الشباب والرياضة في البحرين والخليج خدمات جليلة وارتبطت بشخصه النبيل أحداث ما تزال تردد في الآفاق باعتزاز. وحين تولى الإعلام جمع من حوله الفنانين والشعراء والكتاب واهتم بالتسجيلات الإذاعية التراثية.وتابع "ذاكرة الشيخ عيسى ظلت عامرة بالحكايات والطرائف التي أجاد سردها بظرفه وبقرب روحه المرحة من الناس. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه".وقال رئيس أسرة الأدباء والكتاب الشاعر إبراهيم بو هندي "ودعت البحرين الحبيب الكبير الذي لا يختلف أحد على محبته وتقدير شخصيته المتفردة بالسماحة والتواضع رحمه الله".وأوضح أن الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة هو قلب البحرين الذي يفيض بالمحبة والعطاء في إبداعاته الفنية والأدبية وفي مواقفه الوطنية على أكثر من صعيد".ويقول بوهندي "تشرفتُ أنا وزملائي وزميلاتي في أسرة الأدباء والكتاب حين قمنا بتكريمه باعتباره قامة إبداعية أصيلة على أرض البحرين العزيزة.. في هذا المصاب الجلل أعزي عائلته الكريمة وكل أبناء البحرين وبناتها في حبيب الكل بوعبدالله تغمده الله بواسع رحمته وأفاض عليه بعفوه وغفرانه إنا لله وإنا إليه راجعون".كما قدم الشاعر حسن كمال أحر التعازي والمواساة إلى البحرين وشعبها على وفاة المرحوم، فهو شخصية محبوبة أعطت الكثير للبحرين وشعبها وكان مصدر بهجة لكل من هم حوله وبسمة أمل في الحياة ومثال للطيبة والأخلاق الحميدة فهو مثال يحتذى به الشباب البحريني متميز في كل ما تولاه من مهام من رياضة وفن وثقافة ذو نشاط اجتماعي عظيم فهو شخصية فريدة بالإضافة لما كان يحمله من علم وأدب وشعر رقيق ونفس طيبة.هرم من أهرامات الفن والرياضةوعبر الفنان جعفر حبيب عن حزنه بقفدان الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة قائلا "خسرت البحرين اليوم هرماً للفن والرياضة ولو طال الحديث فلا تكفيه صفحات.. عيسى بن راشد إنسان بمعنى الكلمة وأعطى الفن بأغانيه التي تحرك الفؤاد والنابعة من القلب بكلماته التي تغنى بها فنانو البحرين وغيرهم من فناني العرب بكلامه المميز البحريني الأصيل".ويقول حبيب "كذلك أعطى الرياضة الكثير ولله الحمد تحققت أمنيته بفوز البحرين بكأس الخليج وهو بيننا قبل رحيله، فالكلام بحق هذا الرجل مهما طال يبقى قليل لما له معزة لدينا ولشعب البحرين كافة".الملحن البحريني أحمد سيف، عبر عن حزنه برحيل عمود من أعمدة الفن البحريني قائلاً "كان يوماً حزيناً عندما اتصل بي ابني يوسف يخبرني بوفاة الشيخ عيسي بن راشد آل خليفة فاستلمت أذني الخبر كفاجعة".ويضيف "تعرفت على الشيخ بن راشد في نادي البحرين في بداية السبعينات وكنت في بداياتي في الموسيقى والتلحين ولم أجرؤ في طلب قصيدة من كلماته واستمر هذا الخجل حتى اليوم، وعمل على مساعدتي في تسجيل بعض القطع الموسيقية سنة 1983 عندما كان وكيل وزارة الإعلام، رحم الله هذا الرجل العظيم المتواضع المحب للناس وأدخله فسيح جناته".