"أولياء أمور الأطفال الطبيعيين بثوا معاناتهم من تعطل المدارس والروضات ضمن الإجراءات الاحترازية لوباء كورونا، فما بالك حين يكون الطفل ضمن الاحتياجات الخاصة، والأم والأب يعملان، لقد تحولت هذه الإجازة لكابوس علينا".
بهذه الكلمات ابتدأ نادر زبر حديثه لـ"الوطن"، مبيناً أنه ولي أمر طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعمل هو وزوجته، الأمر الذي يدفعه لوضع ابنته لدى والدة زوجته، وطالب بإعطاء أمهات أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إجازة بالتزامن مع إجازة أبنائهم، وذلك لكي يتفرغوا لهم.
وقال زبر: "محنا في حالة"، ابنتي احتياجات خاصة، ولا يستطيع أحد غيرنا التعامل معها، وزوجتي تعمل، لابد من إيجاد حل، لا يمكن أن تخرج زوجتي إجازة اضطرارية لرعاية ابنتها، خصوصاً أننا ندفع مبالغ عالية لمدرسة ابنتنا، وهذه المبالغ مستمرة رغم أن ابنتنا لا تداوم خلال هذه الفترة.
جدلية الدوام ورعاية الطفل المعاق
واتفقت معه صفاء السيد علي "ولية أمر طفلة احتياجات خاصة" بقولها: نتفهم إجراءات الدولة بإغلاق المراكز حفاظاً على سلامة أبنائنا، ولكن لابد من مراعاة ظروفنا في الجانب الآخر، ابنتي احتياجات خاصة وعمرها 10 سنوات، وليس معها إلا أخوة ذكور، ولا يمكن ضبط سلوكها، وليست لديها استقلالية تامة في احتياجاتها الخاصة، ولا أستطيع إرسالها إلى بيت آخر لرعايتها في الفترة التي أكون خلالها بالعمل، كما لا أستطيع أن أئتمن الخادمة عليها وهي لا تستطيع النطق، لذلك اضطر إلى أن تسهر معي إلى الساعة الثانية ليلاً لكي تنام إلى الظهر، وبالمقابل أستيقظ صباحاً للذهاب إلى عملي.
وتابعت: صديقتي لديها ابنة تعاني من إعاقات متعددة، ولاتستطيع المشي والأكل والكلام فضلاً عن قضاء حاجتها، لذلك اضطرت لأخذ إجازة من وظيفتها لرعاية ابنتها، لماذا لا تكون الإجازة عامة لجميع من يرعى طفل احتياجات خاصة خلال هذه الفترة.
انتكاس حالات ذوي الإعاقة
أما أميرة حمدي، فقد قالت: بسبب الإجازة انتكس مستوى ابني ذوي الاحتياجات الخاصة، ونحن نتفهم دواعي هذه الإجازة، ولكن كونه طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، فلا يستطيع أي فرد التعامل معه، لا أستطيع إرساله إلى أحد، يجلس وحيداً مع أخوته ومع العاملة بالمنزل، ولا يرى أحداً ولا يخالط أطفالاً.
وتابعت: ندفع رسوماً باهظة لمدرسته، وندفع أيضاً رسوماً أخرى للمدرسة الخاصة التي تعمل معه، وهذه الرسوم مستمرة رغم الإجازة، لذلك لابد من النظر في أمرنا أما بزيادة مخصصات ذوي الإعاقة لهم هذه الفترة، وأما بإعطائنا كأمهات إجازة خاصة لرعاية أبنائنا.