إبراهيم الرقيمي

دعا رجال دين إلى التضرع إلى الله والإكثار من الدعاء لفك الكرب والوباء عن بلاد المسلمين في أول أيام شهر شعبان ومع الاستعداد لرمضان في ظل أزمة فيروس "كورونا".

وأشاروا في تصريحات لـ"الوطن" إلى ضرورة تعزيز التلاحم الأسري والامتثال لأوامر الحكومة وإن استمر الحال بمنع الصلاة في المساجد حتى بلوغ شهر رمضان، وإلى ضرورة عدم الإسراف والتبذير في شراء الاحتياجات والغذاء للشهر الفضيل.

ويؤكد إمام مسجد أحمد بن سلمان الشيخ خالد شاجره، على ضرورة عدم الإسراف والتبذير في شراء الاحتياجات والتجهيزات لشهر رمضان مستدلاً بقوله تعالى "ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين".

داعياً إلى ضرورة التزام البيوت في ظل هذه الظروف الاستثنائية، مشيراً إلى أن الحكومة قامت بتوفير جميع ما يلزم المواطن من الناحية المادية والشرائية والصحية.

وأشار إلى وجوب الالتزام بجميع القوانين والأنظمة التي تصدرها الحكومة من إيقاف الصلاة في المساجد وكذلك حظر التجمعات وربما الحظر الجزئي للتجول فإن الالتزام بهذه القوانين هي طاعة لله، مستدلاً بقوله تعالى: "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم".

وبيَن شاجره أنه على المسلم أن يلتزم بالصلاة في البيت ويلزم أهله بذلك، وأن يكثروا من التضرع إلى الله وقراءة القرآن وصلاة التراويح والتهجد إذا استمر الوضع على ما هو عليه لقوله تعالى (ولولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا).

من جانبه أكد أمين عام مجلس "النخبة" د.عبدالله المقابي أن الواجب على المسلم أولاً التسليم لأمر الله وقد وقع البلاء والحال نحن في مرحلة الابتلاء، وينبغي استغلال فترة الاستعداد لشهر رمضان في هذا الوقت العصيب بالمناجاة والدعاء لينجليَ الله عن هذه الأمة كل الغمة والوباء والمرض.

وأشار المقابي إلى أن علاقة المسلم بالله علاقة متواصلة في الشدة والرخاء، والاستعداد النفسي مطلوب على كل مسلم أن يستعد لاستقبال شهر رمضان وفي أيام شعبان شهر الاستعداد كما ورد في الأحاديث المتواترة.

وبين أنه على الفرد في المجتمع العمل على توفير الأجواء الإيمانية مع أسرته ونشر الفضائل والتذكير بأيام الله، والتعلم واستغلال فرص الوباء والجلوس في المنزل لتدارس المسائل الأخلاقية والتربية والعلم، وتفعيل دور التواصل الاجتماعي عبر الشبكات بأسلوب إيجابي والتعامل مع المجتمع الافتراضي بما يحيي الاستعداد، والصلاة والقيام بالنوافل وتحسين الفروض الواجبة والقصور فيها.

وبيّن خطيب جامع عثمان بن عفان، الشيخ وضاح العبسي الفضل الكبير لشهر شعبان كونه شهر الاستعداد لرمضان، وشهراً ترفع الأعمال إلى الله، و يغفل عنه الناس، وكما وقع في شعبان العديد من الأحداث عبر منها فرض صوم رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة وكان أول شيء نسخ من الشريعة.

وذكر العبسي بعض الأفكار لاستقبال رمضان في زمن فيروس "كورونا"، من خلال الصيام مستدلاً بحديث أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين قالت: "ما رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم استكملَ صِيامَ شهر قطُّ إلاَّ رَمَضان، وَما رأيته في شَهْرٍ أكثر منه صِيَاماً في شَعْبَان".

وأشار إلى أهمية الاستبشار والفرح بقدوم شهر رمضان ونشر التفاؤل وحسن الظن بالله والمتأمل لسيرة النبي ﷺ يجد تأكيده وحرصه على التبشير في موضع الخوف وبسط الأمل وأساس التفاؤل الثقة بالله والرضا بقضائه مع العمل على دفع ما يقدر من بلاء.

وشدد على أهمية الدعاء بأن يبلغنا الله شهر رمضان ونحن والبشرية في أفضل حال لافتاً إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يدعون الله سته أشهر بأن يبلغهم رمضان.

وقال العبسي:" أن الأسرة هي نواة المجتمع والإصلاح والصلاح الحقيقي يبدأ من الأسرة فينبغي لكل أسرة أن تعيد الترابط والتلاحم فيما بينها لتبقى شامخة يسودها الوئام والمحبة وأن تكون هناك أهداف مشتركة لجميع أفراد العائلة ومن جملة الأهداف المشتركة للعائلة خصوصاً في هذه الأيام".

وختم بقوله أنه ينبغي أن نحول الألم إلى أمل والتشاؤم إلى تفاؤل فبذلك تتقدم الحياة وتنمو ويستمر العطاء.