* بقلم - السفير أنور حبيب الله:

أسست الصين نظاماً موحداً على الصعيد الوطني منذ انتشار (كوفيد 19)، وحشدت كل موارد الأمة، واتخذت أكثر تدابير الوقاية والسيطرة شمولاً وصرامة، وسيطرت الصين على الوباء في وقت قصير بشكل أساسي. والآن يتحرك الاتجاه الإيجابي للوقاية والسيطرة قدماً على نحو مستمر، ويعود النظام الاجتماعي بطريقة منظمة إلى طبيعته وندفع استئناف العمل والإنتاج بسرعة، وبذل الشعب الصيني تضحيات كبيرة وقدم مساهمات مهمة في حماية أمن الصحة العامة العالمية وأمن صحة البشرية.

إن الفيروس عدو مشترك للبشرية يتطلب استجابة مشتركة من المجتمع الدولي. شاركت الصين المعلومات الخاصة بمكافحة (كوفيد 19) مع المجتمع الدولي بروح الانفتاح والشفافية والمسؤولية منذ بداية انتشار الفيروس، بما وفر وقتاً ثميناً ًلدول العالم في مكافحة الوباء والوقاية منه. وفي الوقت الحاضر، الصين متمسكة بروح مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، تقوم بإجراء التعاون الدولي بشكل نشط بشأن مكافحة الوباء، وتوفير مختلف أشكال الدعم للدول الأخرى التي تعاني من (كوفيد 19)، ويشمل هذا الدعم التبرع بالإمدادات الطبية العاجلة، ومشاركة خبرات الوقاية والسيطرة، وإرسال فرق الخبراء. إنه حظي بالتقدير العالي والإشادة الواسعة من منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي.

إن الفيروس لا يعرف الحدود والعرق، إنه عدو مشترك للبشرية يتطلب استجابة من المجتمع الدولي. ولكن للأسف، حاول بلد بعينه تسييس المرض وربط الفيروس بالصين وتشويه صورة الصين. إن هذه التحركات تتعامى عن التضحيات الهائلة التي بذلها الشعب الصيني في حماية صحة البشرية وسلامتها، وتشهر المساهمات الجليلة التي قدمتها الصين في أمن الصحة العامة الدولية، تؤمن الصين بأن مثل هذه التصرفات تتنافي مع التوصيات الاحترافية لمنظمة الصحة العالمية، وتتعارض أيضاً مع توقعات المجتمع الدولي وجهوده في الحرب المشتركة ضد الفيروس، وإن هذه التحركات تضرر وحدة المجتمع الدولي ويجب معارضته مقاطعته بشدة.

الآن، يشهد العالم تفشياً لـ (كوفيد 19) في العديد من المناطق، تعرب الصين عن خالص تعاطفها مع البحرين التي تواجه في الوقت الراهن أيضاً التحدي الخطير مع تفاقم وضع (كوفيد 19). اتخذت الحكومة البحرينية مؤخراً سلسلة من الإجراءات الاحترازية لمنع (كوفيد 19) وانتقاله، وما حظيت به هذه التدابير بالتقدير الإيجابي من منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي فقط، بل حصلت على دعم الشعب البحريني. يقدر الجانب الصيني ما اتخذته مملكة البحرين من التدابير الحازمة والفعالة لاحتواء (كوفيد 19) ويقف بثبات مع البحرين ويدعمها. يثق الجانب الصيني بأن البحرين ستتغلب على الوباء في نهاية المطاف بفضل القيادة الحكيمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين.

تربط بين الصين والبحرين صداقة تاريخية، وتبادل الجانبان الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الحيوية والاهتمامات المشتركة لكلا البلدين ويساعد بعضها البعض في الوقت الصعب لكلا الجانبين. بعث جلالة الملك والقيادة البحرينية للرئيس الصيني شي جينبينغ وغيرها من القيادة الصينية برقية التعازي في أصعب وقت لمكافحة الشعب الصيني لـ (كوفيد 19)، حيث أشادت فيها بدور مهم لعبته الصين في مكافحة الوباء وأكدت مجدداً دعم البحرين للتدابير التي اتخذتها الصين من أجل مكافحة الوباء وقدمت الدعم السياسي والمساعدة للصين. إنه يعتبر انعكاساً حياً للصداقة الصينية البحرينية ومشاركة في السراء والضراء.

تحرص الصين على مواصلة تعزيز التواصل والتنسيق وإجراء التعاون في شأن مكافحة الوباء ومشاركة التجارب المتعلقة بكيفية مكافحة الوباء والعلاج الطبي مع البحرين في المناسبة الحاسمة لاحتواء الوباء. واتخذت الشركات الصينية في البحرين، متمسكة بروح مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، الإجراءات للتبرع بالإمدادات الطبية انطلاقاً من مسؤوليتها الإجتماعية. أعتقد أنه عبر الجهود المشتركة ضد (كوفيد 19)، ستشهد الصداقة التقليدية بين البلدين تعزيزاً، كما سيشهد التعاون العملي في كافة المجالات تعميقاً، بما يرتقي بعلاقة التعاون والصداقة بين البلدين إلى مستويات جديدة.

أثبت انتشار (كوفيد 19) مجدداً أن البشرية تمثل مجتمعا مستقبلاً مشتركاً يتشارك في السراء والضراء، وأن جميع البلدان يتحتم عليها الاتحاد والعمل معاً من أجل مواجهة المرض بشكل مشترك. تعتزم الصين العمل مع دول العالم بما فيها مملكة البحرين الصديقة من أجل تعزيز التعاون الدولي في الوقاية من (كوفيد 19) والسيطرة عليه، والمشاركة في مواجهة التحديات والتهديدات المشتركة، وحماية أمن الصحة العامة العالمية، مستندة في ذلك إلى مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

* سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين