مريم بوجيري
قال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب علي زايد إن الاجتماع مع الوفد الحكومي كشف وجود محاولات لشق الصف الوطني من دولة قطر وجهات خارجية لتسييس إجلاء البحرينيين في الخارج، فيما أعرب عن رفضه التدخل في الشؤون الداخلية وتسييس القضية الصحية، وأضاف: نثق بجهود فريق البحرين العاملة على استقرار الوضع الصحي وما تم اتخاذه من إجراءات احترازية، ويجب الوقوف صفاً واحداً في مواجهة أي تدخل خارجي يريد النيل من البحرين ومكانتها وما استطاعت تحقيقه بشهادة منظمة الصحة العالمية بأن البحرين تفوقت فيها على دول كبرى.

وأشار النائب علي زايد إلى تأكيد الوفد الحكومي لوجود رغبة بإجلاء البحرينيين بطريقة سليمة وآمنة في ظل الظروف الصعبة التي تواجه العالم وإغلاق كثير من المدن العالمية والمطارات وصعوبة تنقل المسافرين، حيث أوضح الوفد أن الاتصالات مستمرة على الدوام مع شركات الطيران والدول، لإجلاء البحرينيين في كل مكان إذ يتواجد أكثر من 40 ألف بحريني في الخارج ولكن رغبة العودة لدى 3024 مواطناً فقط.

كما لفت زايد إلى أن الوفد الحكومي أكد على ضرورة مراعاة الطاقم الطبي في المملكة والقدرات المتاحة، واستمرارية التقييم للوضع الصحي، وقال إن الجميع متأثر إنسانياً بالحالات الموجودة في الخارج ولكن لا مجال للعواطف عند النظر للإجراءات الاحترازية الصارمة.

وحول الاستعدادات الطبية، أشار إلى وجود 500 سرير للعناية القصوى بالمرضى وأكثر من 3000 سرير طبي و10 آلاف من الطاقم الطبي، ولم تسجل أي إصابة بينهم بالإضافة لكل العاملين في الصفوف الأولى في الحجر الصحي والعزل ومطار البحرين، لافتاً إلى أن كل رحلة طيران عائدة من إيران يتم توفير أكثر من 120 شخصاً لاستقبال الحالات، وأكد أن الحكومة تحرص على عدم ارتفاع الإصابات كي لا تفوق طاقة وقدرة البحرين في التعامل مع البعض كما حدث في دول كبرى. من جانبه أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني محمد السيسي أن السلطتين التشريعية والتنفيذية متفقتان على الخطوط العريضة لخطة الإجلاء والتعامل مع هذه الجائحة كما لم يرفض طلب أي مواطن للعودة، وقال إن جميع الطلبات يتم تلقيها والبت فيها، وأن سبب التأخير يعود للإجراءات اللوجستية، وإغلاق بعض المطارات.

وأكد السيسي أن مواجهة مشكلة إغلاق المطارات في الوقت الحالي ورفض بعض الدول استقبال خطوط معينة، وحتى طائرات من صنع معين كان السبب في تأخر عودة الراغبين. وأكد السيسي أن هناك خطط إجلاء للجميع بالتنسيق مع طيران الخليج، فيما سيتم إعاشة العالقين وعلاجهم بالخارج لحين إجلائهم على نفقة الدولة، وعلى وجه الخصوص العالقين في إيران.

وأوضح أن عدد العالقين الذين أبدوا رغبة بالعودة 213 وهم موجودون في مصر و364 في الأردن، و250 مواطناً في بريطانيا، و68 في ألمانيا، و56 في روسيا، بالإضافة إلى 1630 في إيران، و54 في تايلند، و34 في السعودية، مشيراً إلى أن سلامة الكادر الطبي وقدرته على استيعاب هذه الأعداد هو الأهم، وحتى لا تحدث عواقب غير محمودة، وشدد على أن سلامة الكادر الطبي تأتي على رأس الأولويات لأنهم يعملون على مدار الساعة، وأي عدوى ستنتقل لهم أثناء عملية الاستقبال ستنتقل للكادر الطبي والصحي وستؤدي إلى كارثة.

وأوضح أن القائمين على خطة الإجلاء يواجهون مشكلة في تخوف طواقم الطائرات والتأمين مما يحد من التحرك في هذا الملف، وبالتالي فإن التعامل مع نقل العالقين في إيران من خلال شركات وسيطة يحتاج لموافقات بسبب عدم وجود علاقات مباشرة مع إيران، وسيتم الإجلاء حسب المعطيات الحالية خلال شهرين من خلال رحلات منتظمة وربما تقل الفترة أو تزيد، بحسب تطبيق أقصى درجات الاحتراز في الطائرات من خلال التباعد وهو ما يقلل من استيعاب الطائرات لأعداد أكبر من المسافرين.

من جانبه أكد رئيس لجنة المرافق العامة والبيئة حمد الكوهجي على وضع خطة محكمة لرجوع المواطنين العالقين في إيران رغم عدم تعاون طهران وفرض الحظر والخلافات السياسية واستغلالها لهذا الملف بالتعاون مع قطر لتشويه سمعة البحرين سياسياً، وقال إن خطط إيران وقطر تهدف للأضرار بمصلحة البحرين والتدخل بشؤونها الداخلية.

وبين الكوهجي أن قطر لم تتعامل مع قوانين الصحة العالمية بشأن نقل المواطنين واحتمال إصابة البعض واقتراب غير المصاب مع شخص مصاب في طائرة واحدة وانتهكت حقوق الإنسان، حيث عرضت حياة المواطنين للخطر خدمة لأهدافها بالإساءة للبحرين وجهودها المتميزة في التعامل مع أزمة فيروس كورونا (كوفيد 19).