أكدت شخصيات اجتماعية وإعلامية واقتصادية وأهلية أن المرأة البحرينية تمثل ركنا أساسياً في نجاح الجهود الوطنية في إبقاء فيروس كورونا تحت السيطرة في المملكة، وذلك انطلاقاً من مسؤوليتها كأم وربة أسرة في الالتزام بتنفيذ الإرشادات الصحية المطلوبة، إضافة إلى حضورها الفاعل في مختلف القطاعات المعنية بالتعامل مع هذا الفيروس من جهة كالقطاع الصحي، والقطاعات ذات الصلة بالمحافظة على سير العمل بشكل طبيعي ما أمكن في الجهات الحكومية والخاصة والأهلية في البحرين من جهة أخرى.وأشاروا إلى أنهم يُعوِّلون كثيراً على دور المرأة في الحد من انتشار هذا الفيروس المستجد في البحرين، وتجنب السيناريوهات الأسوأ كما يحدث حالياً في دول أوربية عديدة، وذلك ريثما تثمر الجهود العالمية في إيجاد لقاح وعقار فعال له.دور أسري بالغ الأهميةوقال عضو مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي الشيخ صلاح الجودر إنه في ظل الظروف التي نعيشها ويعيشها العالم بأسره بسبب تفشي فيروس كورونا فإننا نُعوِّل كثيراً على المرأة البحرينية في نجاح الجهود الوطنية المبذولة للحد من انتشار هذا الفيروس في البحرين، وأضاف "لدينا في البحرين بحمد الله منظومة متكاملة تعمل بتناغم وبلا كلل من أجل إبقاء الوضع تحت السيطرة، ولا شك أن المرأة البحرينية الواعية ركن أساس في هذه المنظومة".وأضاف الشيخ الجودر أن ديننا الحنيف أرشدنا إلى الكثير من أسباب الخروج من الأزمات، وربما تقع هذه المسؤولية الكبرى على الوالدين لحماية الأسرة وحماية المجتمع، فالأسرة أساس المجتمع، ودون المحافظة على الأسرة سيتضرر المجتمع، والمرأة هي الركن الأساس للأسرة، وهي سيدة البيت والمسؤولة عن رعايته، وينطبق عليها الحديث الشريف "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".ولفت إلى أن مسؤولية المرأة باتت مضاعفة في ظل بقاء الأسرة؛ الأب والأولاد؛ في المنزل لأوقات طويلة، وتطبيق الإرشادات الصحية المتعلقة بالنظافة والتعقيم وتكريس أساليب الحياة الصحية من غذاء صحي ونوم كافٍ وتمارين رياضية وغيرها، والتأكد من أن الجميع؛ بما في ذلك العاملون في المنزل في حال وجودهم؛ يطبق تلك التعليمات بحذافيرها.وأشار الشيخ الجودر إلى أن الدور الذي تنهض به المرأة البحرينية في ظل أزمة فيروس كورونا الحالية ونجاحها فيه ليس بجديد عليها، وقال "مرت البحرين بفترات عصيبة مماثلة في تاريخها، فقد عايشت البحرين الطاعون والكوليرا والجدري والحمى الإسبانية وغيرها، وفي كل مرة تمكنا بحمد الله من تخطي تلك الأزمات بجهود الجميع، وفي مقدمتها وعي وحرص جداتنا على تطبيق تدابير العزل والنظافة وما توفر لهن في ذلك الزمن من طرق وقاية وعلاج".فاعلية المرأة الإعلاميةمن جانبها أكدت رئيسة جمعية الصحفيين عهدية أحمد أن المرأة البحرينية أظهرت وعياً كبيراً في التعامل مع المعلومات حول فيروس كورونا من مصادرها الموثوقة، مع قدرة على التحليل وتحييد المعلومات غير الدقيقة، والالتزام بعدم إشاعة الخوف والفوضى في المجتمع، بل أخذ الحيطة والحذر من هذا الفيروس دون مبالغة أو تهويل.وحول دور الإعلاميات في أزمة فيروس كورونا الحالية قالت أحمد "أنا كرئيسة جمعية صحفيين فخورة بالصحفيات وكاتبات الرأي ومقدمات البرامج التلفزيونية وناشطات الإعلام الاجتماعي في مملكة البحرين، وأنا أشاهدهن ينهضن بمسؤوليتهن في نقل المعلومة وإبداء الرأي بكل مسؤولية، ويسهمن في تعزيز وعي مختلف شرائح المجتمع البحريني تجاه فيروس كورونا المستجد وكيفية الوقاية منه".وقالت في هذ الصدد "من هنا نرى أن المرأة البحرينية ليست فقط ناقلاً أو متلقياً لرسائل التوعية بشأن الوقاية من فيروس كورونا، بل صانعاً لهذه الرسالة أيضاً، وعندما تصنع المرأة هذه الرسالة فإنها تضيف عليها من خبراتها وعلمها وقدراتها، وتجعلها أكثر قبولاً وتطبيقاً من المجتمع".تطوع يجسد قيماً إنسانية نبيلةإلى ذلك أكدت رئيسة الجمعية البحرينية لتنمية المرأة خديجة السيد أن المرأة البحرينية استثمرت حضورها الفاعل في مختلف مجالات العمل الأهلي في نشر الوعي بأفضل طرق الوقاية من فيروس كورونا في مملكة البحرين، وذلك من خلال نشر المعلومة الصحيحة مقرونة بقيم المحبة والتسامح والتفاؤل في محطيها ولدى شبكة علاقاتها الاجتماعية الواسعة.وأشارت السيد إلى أن الآلاف من السيدات والفتيات البحرينيات استجبن بشكل فوري للحملة الوطنية من أجل التطوع في مواجهة فيروس كورونا، وبادرن بالتسجيل في المنصة الوطنية ووضعن أرقام التواصل معهن مؤكدات أنهن على أهبة الاستعداد لتلبية نداء الواجب في أي مجال تطوعي يطلب منهن.وقالت "شاهدنا المرأة أيضاً تتطوع في المناطق الخطرة في المراكز الخاصة بالحجر الصحي وغيرها، إضافة إلى استعدادها لتقديم يد العون في مختلف الجوانب الإنسانية، بما في ذلك المعيشية والاجتماعية وغير ذلك من الاحتياجات التي ترتبط بآثار الأزمة الصحية العامة والإجراءات المتخذة حيالها، وذلك خدمة لوطنها ومجتمعها، مجسدة بذلك أعلى مستويات المواطنة الحقيقية.وأكدت أن مشاركة المرأة البحرينية إلى جانب أخيها الرجل في العمل التطوعي في هذه الظروف الدقيقة هو تعبير عن القيم النبيلة التي توجد في المجتمع، وتعزيز قيم المواطنة المتساوية، وتعميم التسامح والتعاون والتراحم.استمرارية الأداءبدوره قال الخبير الاقتصادي عمار عواجي إن المرأة البحرينية أثبتت في هذه الظروف أنها ليس الطرف الأضعف في معادلة العمل والإنتاج، بل واصلت العمل والعطاء في مختلف مؤسسات القطاعين العام والخاص، وأضاف "لم نسمع عن نساء تراجعن عن أداء مسؤولياتهن في العمل بدعوى الخوف من فيروس كورونا، بل بقيت المرأة حاضرة في القطاع الحكومي والخاص تؤدي عملها على أكمل وجه تماماً كالرجل".وأشار عواجي إلى أن هذا يثبت جدوى برامج دعم المرأة في القطاع الخاص، وقال "تمثل الأزمات فرصة لاختبار جدوى برامج الدعم خاصة إذا كانت تلك الأزمات غير مسبوقة مثل أزمة كورونا الحالية، وقد أثبتت المرأة البحرينية كرائدة وسيدة أعمال قدرتها على تحمل تبعات هذه الأزمة وإيصال مشروعها إلى بر الأمان، وها نحن نرى رائدات وسيدات الأعمال يدرن مشاريعهن بجدارة واقتدار، ويحرصن على الاستفادة المثلى من شبكة الأمان التي وفرتها الحكومة لمؤسسات القطاع الخاص مثل تأجيل سداد القروض ودعم رواتب الموظفين البحرينيين".وأضاف "هذا أيضاً يدعم توجهنا نحو منح المرأة البحرينية مزيداً من الاستقلال الاقتصادي، لمَا لذلك من أثر إيجابي عليها وعلى أسرتها وعلى تحسين قدرتها على إدارة ميزانيتها وميزانية الأسرة في مختلف الظروف، وتدبير نفقات الأسرة بحكمة ومسؤولية، فلا إفراط ولا تفريط، كما أن احتفاظ الأسر البحرينية بجزء من مدخولها كادخار مستقبلي هو مسؤولية المرأة أيضاً، وذلك من أجل استخدام تلك المدخرات في الأوقات الصعبة، والابتعاد ما أمكن عن القروض، وهذا يمثل عامل أمان واستقرار مهم للمجتمع البحريني ككل".