أكد ناشطون تربويون وإعلاميون، أن التعاون بين وزارتي التربية والتعليم وشؤون الإعلام يضرب أروع الأمثلة في تحقيق أنبل الأهداف في ضمان حق أبناء المملكة في استكمال تحصيلهم العلمي في ظل انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، عبر جعل التعليم عن بعد متاحاً لجميع الطلبة على اختلاف فئاتهم العمرية ومراحلهم الأكاديمية.

وأعرب الباحث التربوي والمشرف على حساب التعليم مستقبل في الإنستغرام، د. فاضل حبيب عن شكره إلى وزارة شؤون الإعلام على هذه المبادرة التعليمية المتميزة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

واعتبر هذه المبادرة غير مسبوقة، إذ تعد الأولى من نوعها في المنطقة؛ نظراً للهدف النبيل الذي انطلقت منه وهو استدامة التعليم والتعلم، وهو ما ينسجم مع الهدف الرابع "التعليم الجيد" من الأهداف الأممية الـ 17 للتنمية المستدامة، ورؤية المملكة 2030.

وأضاف حبيب: "أعتبر البداية موفقة، فقد تم اختيار نخبة من المعلمين والمعلمات بالمدارس الحكومية ممن لهم دور وأثر ملموس في التغيير وصناعة الأثر، سواءً من خلال برنامج تحسين أداء المدارس، أو حصول البعض منهم على جوائز تربوية مرموقة على المستوى المحلي والخليجي".

وأكد أهمية التوسع في عرض الحصص التعليمية المتلفزة والاستفادة من الخبرات الوطنية بالمدارس الخاصة؛ لأن التعليم ليس شأناً حكومياً صرفاً، وإنما التعليم الخاص له دور لا يقل أهمية في هذا السياق.

وأضاف حبيب "ينبغي إشراك أولياء الأمور وعدد من الطلبة واستطلاع رأيهم حول برنامجهم اليومي في البيت، والوقوف على التحديات التي قد تواجههم؛ لضمان سير الدروس المتلفزة في الفترة الصباحية وتحميلها على اليوتيوب، ومن ثم إعادة بثها".

وذكر أن المرحلة الأخرى تكمن في عملية تقويم الطلبة عن بعد، خاصة وأن وزارة التربية والتعليم لديها تصور لعملية تقييم الطلبة بشكل رسمي موضوعي محكم.

وأضاف أن ما نحتاجه هو تكاتف الجهود والرهان على وعي أولياء الأمور، في التعاطي الإيجابي والمسؤول في توفير المناخ التعليمي الملائم في المنزل، والتصرف بوعي مع متطلبات المدرسة ليتم تقييم الطلبة إلكترونياً بشكل سليم.

بدوره، قال الكاتب الصحفي إبراهيم النهام إن التطورات المتسارعة في الحقل التكنولوجي ووسائط أو وسائل الاتصال انعكست إيجاباً في رفد الجوانب التربوية والتعليمية، وتعزيز التعليم عن بعد كثقافة ونهج حياة.

وأكد أهمية وفاعلية دور وسائل الإعلام في توصيل مفاهيم هذا النظام التعليمي الحديث والذي يقوم على فكرة إيصال المادة التعليمية إلى المتعلم عبر وسائط أو أساليب الاتصالات التقنية المختلفة.

وأضاف: "التعلم عن بعد يرتكز على فلسفة تؤكد حق الأفراد في الوصول إلى الفرص التعليمية المتاحة، بمعنى تقديم فرص التعلم والتدريب لكل من يريد في الوقت والمكان الذي يريده دون التقيد بالطرائق أو الأساليب والوسائل الاعتيادية المستخدمة في عملية التعلم العادية، وهو ما يحدث الآن في البحرين بنجاح في ظل مواجهة جائحة فيروس كورونا (كوفيد19)".

فيما، قالت الكاتبة الصحفية سارة نجيب إن نشر دروس مرئية تنفذها نخبة من أفضل المعلمين، واستخدام عدة وسائل مثل قناة اليوتيوب الخاصة بوزارة التربية والتعليم، وتلفزيون البحرين وعرضهم بشكل متكرر سيتيح للطلبة قدراً كبيراً من المرونة، وسيعالج الإشكاليات المرتبطة بصعوبة التواصل بين المعلم والطالب.

وأوضحت أن الظرف الاستثنائي المتمثل في انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) على مستوى العالم، ومجريات الأحداث في مملكة البحرين وما تبعها من إجراءات وتدابير احترازية وضع على عاتق الجميع مسؤولية مشتركة.

ولفتت إلى أن ما قامت به وزارتي شؤون الإعلام والتربية والتعليم من إنتاج استثنائي للحلقات والدروس هو ترجمة للتفاعل والتعاون البناء الذي يصل في مصلحة الطلبة.

خبير التقنية وأمين سر جمعية البحرين للمدن الذكية نواف عبدالرحمن، قال إن جائحة كورونا (كوفيد19) شكلت تحدياً للجميع وبخاصة للقطاع التعليمي، ولكن البحرين تفردت بنموذجها التعليمي واستغلال التقنية الحديثة لتعميم الفائدة على طلبة المدارس في هذه الظروف الاستثنائية.

وذكر أن المبادرات التعليمية الرقمية لوزارة التربية والتعليم متميزة، خاصة مع اتخاذها أكثر من مبادرة تقنية كالبوابة التعليمية وقناة "اليوتيوب" والحصص المتلفزة بالتعاون مع وزارة شؤون الإعلام واستخدام نظام "مايكروسوفت تيمز" للتعلم عن بعد.

ويرى عبدالرحمن أن التعاون القائم حالياً بين وزارتي التربية والتعليم وشؤون الإعلام في ضمان استمرارية الدروس التعليمية وتصويرها وبثها يعتبر جهداً جباراً يشكرون عليه ويخدم آلاف الطلبة.

وأشار إلى أن البحرين أصبحت سباقة في تميزها التعليمي الرقمي ومن الدول القليلة التي بادرت بهذا التعاون بين وزارتي التربية والتعليم والإعلام، حتى تضمن أن يتجاوز الطلبة الفصل الدراسي الجاري بأقل ضرر ممكن.

وأضاف: "لم تقتصر الدروس على البحرين فقط، بل هناك دول خليجية تستفيد حالياً من دروس وتجربة البحرين الرقمية، مما يدل على مدى تفرد المملكة في هذا الجانب وما تقدمه من جودة تعليمية عالية. وهي مؤهلة فوق العادة للانتقال نحو التحول الرقمي والمدن الذكية".

من جهته، قال التربوي صلاح الحايكي إن الإعلام لم يعد منفصلاً عن الوضع الاجتماعي والتربوي؛ بل أصبح يشكل جزءًا رئيساً ومهماً يستند عليه المجتمع في عملية نهوضه ورقيه".

وأضاف الحايكي أن عملية افتتاح القنوات التلفزيونية التعليمية التربوية جاءت استثماراً لوقت الطلبة وشغل أوقاتهم فيما يدفع العملية التعليمية - التعلمية، ويضمن بذلك استمرارهم مع المقررات الدراسية وعدم انقطاعهم عنها، مشيراً الى أن الحصص التعليمية المتلفزة شكلت عاملاً مساعداً للطلبة في فهم الكثير من الدروس، واستدراك ما يمكن من الوقت لصالح تطور العملية التربوية؛ بل واستطاعت أن تغطي بشكل شبه كلي الفراغ الحاصل في عملية التواصل بين ركني العملية التعليمية؛ المعلم والطالب، بالإضافة إلى قنوات التواصل التعليمية الأخرى التي اعتمدتها وزارة التربية كـ "البوابة التعليمية".

وبين الحايكي أن الأهمية الكبرى للعلاقات المتبادلة بين حقلي الإعلام والتربية، تتضح في أن الإعلام له دور في تقريب المجتمع لعمليات التطور الحاصلة في النظريات والأفكار التربوية والتعليمية المتداولة عالمياً، مع نقل كل ما يجري في العالم الخارجي بتأطير محلي بما يضمن للمجتمع المحلي خصوصياته، ويحافظ على عاداته وتقاليده.

وذكر أن أهمية الإعلام في التنسيق لعرض المادة العلمية بصورة صحيحة كان له دور مهم ورئيس؛ فهو يعد مسؤولاً عن كل ما ينقله أمام المجتمع، وهو مطالب بسلامة المادة العلمية المنقولة من أجل سلامة المنقول إليه من الأفكار المغلوطة والملوثة.

وأكد أن وزارتي التربية والإعلام لعبتا دوراً تربوياً متناغماً استطاع أن يردم فجوة أحدثتها ظروف خارجة على الإرادة، وحلقتا بالمنهج التعليمي في أجواء من التطور التكنولوجي وخارج إطار التعليم التقليدي.