أيمن شكل

ضمن الآثار والتداعيات الجانبية لفيروس كورونا (كوفيد19)، نشبت نزاعات بين الأزواج بسبب البقاء في البيوت خلال هذه الفترة، وصلت إلى حد البدء في إجراءات الطلاق بين العديد منهم، لكن لم يخل الأمر من إيجابيات على ذات الصعيد، إذ كانت إصابة الأزواج بـكورونا(كوفيد 19) سبباً في عودة زوجات إلى بيوتهن.

وحول تفاصيل ما يحدث في هذه الأيام قالت المحامية فوزية جناحي، إنها تتلقى يومياً ومنذ بداية تطبيق قرار "البقاء في المنزل"، وبدء العديد من الأزواج تفعيل العمل من البيت باستخدام الوسائل الإلكترونية، ما بين 3 إلى 5 اتصالات للاستشارة بشأن البدء في إجراءات طلاق بين زوجين.

وأوضحت جناحي أن قصصاً تروى بشأن أسباب طلب الطلاق من الزوجين، كان مرجعها الأساسي وجود الزوجين أمام بعضهما بعضاً على مدار الساعة، وهو الأمر الذي لم يكن يحدث إلا في نهاية الأسبوع، حيث كان الزوج منشغلاً بأعماله والزوجة تعود من عملها لتبدأ أعمال المنزل ومتابعة أبنائهما، وينشغل كل فرد عن الآخر.

وأضافت المحامية قائلة إن وسائل التواصل الاجتماعي كانت تساعد في إشغال الزوجين عن افتعال المشاكل، لكن امتداد فترات البقاء على الإنترنت تخللتها مناقشات غير معهودة، وكانت تتطور لأشياء غريبة.

وقالت إن زوجة طلبت الطلاق لأنها لاحظت زوجها يتصل بزميلاته في العمل، وهو ما أدخل الشك في قلبها، لكن الزوج أكد لها أن تلك الاتصالات هي لتسيير العمل، وهو ما لم يقنع الزوجة وأصرت على الطلاق.

كما أنحت جناحي باللائمة أيضاً على وجود الأبناء في البيت طوال اليوم دون الذهاب للمدرسة الذي كان يستقطع جزء كبير من ساعاتهم خلال اليوم الذي عادة ما يكون بين المدرسة واستذكار الدروس، لكن الفراغ سبب صداعاً لأحد الأزواج والذي تطور لمشاجرة مع زوجته بسبب الأبناء، ووصل الأمر لطلب الطلاق.

لكن لـكورونا(كوفيد 19) وجه آخر إيجابي، بحسب ما ذكرته المحامية هدى المهزع، بأن سيدة بحرينية متزوجة من أجنبي، واكتشفت أنه قام بتطليقها دون علمها، وحدثت بينهما مشكلات كادت أن تصل للقضاء، لكن الزوج أصيب بفيروس كورونا(كوفيد 19)، وعندما علمت الزوجة بما حدث له، رق قلبها إليه، وقررت العودة لبيت الزوجية للبقاء بجانبه في هذه المحنة ومعاونته على تجاوز فترة المرض، وكان "الفيروس" سبباً في عودة الزوجين بعضهما لبعض.

قصة مماثلة سردتها المحامية حميدة القيسي، قائلة إن زوجة بحرينية قامت برفع دعوى طلب الطلاق من زوجها قبل ظهور كورونا(كوفيد 19) في العالم والبحرين، وقام الزوج في المقابل برفع دعوى إلزامها بالعودة إلى المنزل الكائن في منطقة جنوسان.

وعند بدء ظهور حالات مصابة في تلك المنطقة، اتخذت الزوجة قراراً غير متوقع، حيث قررت العودة إلى منزل الزوجية في أكثر المناطق خطورة في هذه الأيام، بعد أن رأفت بحال زوجها قائلة "سأعطيه فرصة أخيرة"، لكنها لم تحدد ما المقصود بالفرصة الأخيرة وعلاقتها بـكورونا(كوفيد 19)!.