أجرت اللقاء - سماح علام
أكد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الدكتور مصطفى السيد أن توجيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بأمر ملكي لإعادة تسمية المؤسسة الخيرية الملكية إلى المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية دليل على عمومية الرسالة التي تقدمها المؤسسة والتي تنظر لكرامة الإنسان دون النظر إلى العرق واللون والجنس، وهو ما يتماشى مع مبادئ المشروع الإصلاحي لجلالة الملك.
وبين د .السيد أن العمل الإنساني يحفظ كرامة الإنسان ويتجاوز المدلولات المادية لمعنى المساعدات ليصل إلى عمق الإنسان من جانب النفس والفكر والثقافة والتعليم والبيئة، موضحاً أن المؤسسة ليست سوى اليد البيضاء للبحرين التي تمتد لـ 10 آلاف يتيم وأرملة داخل البحرين ووصلت إلى أكثر من 9 دول في الخارج.
ونوه د السيد في لقاء خاص مع "الوطن" بمناسبة يوم اليتيم العربي أن الاهتمام الأبوي الكبير الذي يحظى به الأيتام في البحرين من لدن صاحب الجلالة أمر يندر وجود مثله، فرعايته الأبوية ضمنت تقديم برامج رعاية متنوعة ذات جودة عالية وفق خطة استراتيجية وحسب نظام إدراي متطور يلزمها بالمراجعة والتطوير المستمر.
تفاصيل العمل الخيري وشمولية العمل الإنساني كان محط حوار مفصل مع د مصطفى السيد الذي أضاء الكثير من مواطن التميز في عمل المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية التي تعتبر ثمرة من ثمرات المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، فإلى نص الحوار..
* ماذا يحمل التوجيه الملكي من دلالات ترتكز على تغيير اسم المؤسسة الخيرية الملكية إلى المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية؟
يأتي هذا الاهتمام الملكي بعمل المؤسسة ضمن رؤية جلالة الملك المفدى لمنح المؤسسة بعداً أشمل في عملها الخيري والإنساني ومواكبة متطلبات العصر والمفهوم الأشمل والأوسع للعمل الإنساني، وتماشياً مع مبادئ ديننا الحنيف في تكريم الإنسان، وتحقيق الاحترافية في عملها.
* ما الفرق بين مدلول كلمة "خيري" ومدلول كلمة "إنساني" وما انعكاس ذلك على عمل المؤسسة؟
هما مصطلحان متقاربان وكل أنواع العمل الخيري هي أعمال إنسانية، ولكن الإنسانية أشمل وأوسع في نطاقها وعملها، وهناك العديد من المؤسسات الخيرية التي اتجهت في الفترة الأخيرة لمصلح الإنسانية لشموليته، فالإنسانية تقديم الخير للجميع دون النظر لعرق أو الجنس أو اللون، وهذا ينطبق مع صميم عملنا في داخل وخارج البحرين، فنحن نحرص على صون كرامة الإنسان وأن يحظى بحياة كريمة آمنة مستقرة دون النظر إلى أي شيء آخر.
فلا تقتصر غاية العمل الإنساني على المساعدات المادية فقط بل تتعداها إلى أبعد من ذلك فهي تشمل كل ما يحتاجه الفرد والمجتمع فهي تشمل الاحتياجات المادية والنفسية من حيث التربية والتعليم كالتعليم، وكذلك الفكر والثقافة، والصحة وتشمل الحفاظ على البيئة والأرض التي يعيش عليها الإنسان وغير ذلك الكثير.
رعاية الأيتام .. نهضة وطن
*يحتفل العالم العربي في الجمعة الأولى من شهر أبريل بمناسبة يوم اليتيم العربي، كيف تنظرون إلى هذا اليوم في ظل التطور الذي تشهده المؤسسة؟
بمناسبة يوم اليتيم العربي يشرفني أن أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى والد الجميع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية حفظه الله ورعاه، والاهتمام الأبوي الكبير الذي يحظى به الأيتام في مملكة البحرين، من قبل جلالته والذي ندر أن نرى مثيل له حيث يحرص جلالته على تقديم مختلف الخدمات والرعاية ليكون سنداً وعوناً لأبناء مملكتنا الغالية التي تنعم بقيادة جلالة الملك المفدى وبدعم حكومته الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
أما عن أثر هذا التطور في الخدمات المقدمة للأيتام فلا شك بأن جلالة الملك المفدى أولى الأيتام رعاية خاصة منذ تولي جلالته مقاليد الحكم فرعاية اليتيم هي إحدى ركائز المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، إيماناً من جلالته بأهمية دور اليتيم في بناء المجتمعات والنهوض به، وهو الأمر الذي نسعى إلى تحقيقه من خلال المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، تحرص المؤسسة وضمن عملها اليومي على متابعة أبنائها والاهتمام بهم وبصحتهم وتعليمهم وتوفير كافة أشكال الرعاية والخدمات التي تسهم في تطورهم وصقل شخصياتهم إلى جانب توفير الحياة الكريمة المستقرة لهم ولأسرهم، من أجل بناء جيل متعلم ينهض بالوطن.
ولا شك بأن العمل على رعاية الأيتام هو شرف عظيم وعمل إنساني له الأجر والثواب الجزيل من رب العالمين، ومن جلالة الملك المفدى تعلمنا الكثير في الجانب الإنساني والاجتماعي وخصوصاً في لقاءاته مع أبناء المؤسسة، هذه اللقاءات تحمل طابع لقاء الأب بأبنائه فجلالته يأنس ويفرح بقربهم ومنه اكتسبنا وتعلمنا أهمية هذا الأمر.
أبعاد أوسع واستراتيجية مختلفة
ِ
أعطانا الاسم الجديد أبعاد أوسع ونطاق أكبر للعمل سواء داخل أو خارج البحرين، وعملنا سيتواصل بتوجيهات جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه الذي يوجهنا دائماً لتقديم العون والمساعدة محلياً وخارجياً.
كما أننا بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستمرون في التطوير والرقي بخدماتنا وأعمالنا بما يحقق رؤية سيدي جلالة الملك ورضا المستفيدين من أعمالنا وخدمة المجتمع بشكل عام.
من ناحية أخرى فإن المؤسسة تعمل وفق خطة استراتيجية وحسب نظام إدراي متطور يلزمها بالمراجعة بشكل مستمر لجميع خططها وأهدافها لتتماشى مع وضعها وإمكانياتها، وأن هذا التغيير في الاسم سيمنح المؤسسة كما ذكرنا بعداً أشمل وأوسع وقد بدأنا في مراجعة استراتيجيتنا والعمل على تطويرها بما يتمشى مع الاسم الجديد والأهداف المرجو تحقيقها في الفترة القادمة، وبما يحقق رؤية سيدي جلالة الملك ورضا المستفيدين من أعمالنا وخدمة المجتمع بشكل عام.
أكبر حجماً وأعظم قدراً
* يعتبر العمل الإنساني أحد وسائل الدبلوماسية الناعمة المؤثرة في المشهد العربي والعالمي، فكيف ساهمت المؤسسة في رسم سياسة جلالة الملك حفظه الله ورعاه، وكيف تشكلت سمعة البحرين خارجياً؟
جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه هو الداعم الأول للمؤسسة، ونحن نستمد جميع أعمالنا من رؤية جلالته، ودائماً ما يوجهنا للعمل في مختلف الميادين الإنسانية، فجلالته يرسم لنا خارطة الطريق ونحن بدورنا نعمل بكل جد واجتهاد لتنفيذ هذه التوجيهات الحكيمة بما يتوافق مع رؤية جلالته، وبقيادة حكيمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الذي يقود دفة العمل الإداري للمؤسسة ويتابعه عن قربه.
وأود أن أشيد بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة الخارجية من دعم كبير للمؤسسة ومنحها الثقة والصلاحية لتمثيل مملكة البحرين في العديد من المحافل الدولية بما يتوافق مع عمل المؤسسة، حيث نمثل البحرين في العديد من المؤتمرات الخارجية والتي كان آخرها مؤتمر جنيف لدعم اللاجئين وكذلك منتدى الرياض الإنساني وغيرها من المحافل والمؤتمرات الدولية في مختلف المواقع. وعندما نستعرض ما تقدمه مملكة البحرين من أعمال وخدمات إنسانية للفئات المحتاجة في الداخل والخارج يتجلى لنا بوضوح مدى تقدير تقدير الدول لمملكة البحرين رغم تواضع إمكانياتها المادية مقارنة بدول كبيرة، ويلمس الجميع بأن ما حققته البحرين في المجال الإنساني يجعلها أكبر حجماً وأعظم قدراً من دول كثيرة.
كما أن الدعم الكبير تقدمه وزارة الخارجية للعمل الإغاثي وإيصال المساعدات الإنسانية للدول الشقيقة والصديقة المتضررة في الحروب والكوارث، جعل المؤسسة تؤدي عملها على أكمل وجه والحمد لله.
الإنسانية قيمة وحضارة
* الإنسانية تجمع الأضداد .. وتوحد الاختلافات .. فكيف يمكن أن تكون الإنسانية طوق نجاة لكثير من المشاكل الاجتماعية ؟
يمثل العمل الخيري قيمة إنسانية كبرى تتمثل في العطاء والبذل بكل أشكاله، دون تمييز وبغض النظر عن الجنس أو اللون أو العرق أو الدين أو الطائفة فهو سلوك حضاري حي لا يمكنه النمو سوى في المجتمعات التي تنعم بمستويات متقدمة من الثقافة والوعي والمسؤولية، وهذا متوفر والحمد لله في مملكتنا الغالية من خلال حرص قيادتنا الرشيدة على تعزيزه وزرعه في النفوس.
فالعمل الإنساني يلعب دوراً مهماً وإيجابياً في تطوير المجتمعات وتنميتها فمن خلال المؤسسات الإنسانية التي تتيح لكافة الأفراد الفرصة للمساهمة في عمليات البناء الاجتماعي والاقتصادي اللازمة كما يساعد العمل الإنساني على تنمية الإحساس بالمسؤولية لدى المشاركين ويشعرهم بقدرتهم على العطاء وتقديم الخبرة والنصيحة في المجال الذي يتميزون فيه.
ولقد قامت الخدمات التطوعية الخيرية بلعب دور كبير في نهضة الكثير من الحضارات والمجتمعات ونشر الأفكار عبر العصور بصفتها عملاً خالياً من الربح العائد وليست مهنة، بل هي عمل يقوم به الأفراد لصالح المجتمع ككل تأخذ أشكالاً متعددة بدءاً من الأعراف التقليدية للمساعدة الذاتية إلى التجاوب الاجتماعي في أوقات الشدة ومجهودات الإغاثة إلى حل النزاعات وتخفيف آثار الفقر ويشتمل المفهوم على المجهودات التطوعية المحلية والقومية وأيضاً تلك التي توجه إلى خارج الحدود.
وهذا ما يتجلى بوضوح من عمل المؤسسة التي تعمل على تقديم مساعداتها بعيداً عن أي تمييز في تقديم المساعدات، ففي الدول الخارجية قدمنا المساعدات لأكثر من ٩ دول منها الصومال والفلبين والنبيال، وكل الدول التي قمنا بمساعدتها قد تختلف معنا في الدين أو العرق ولكن الإنسانية تجمعنا، فنحن حين نقوم بالإغاثة لا ننظر لأي شيء ونساعد دون تمييز بل ننظر للإنسان نفسه ونحرص أن نقدم له ما يمكن أن يخفف من معاناته بل وتكون استفادته منه فترة أكبر لذا تحرص البحرين أن تكون مساعداتها عبارة عن مشاريع تعمر الأرض وتنمي الإنسان.
برامج نوعية بين الداخل والخارج
* دوركم كبير في الداخل والخارج .. فما الذي قدمته المؤسسة اليوم عبر سنوات من عملها النوعي ؟
عمل المؤسسة ريادي اجتماعي، ففي الداخل تخفف المؤسسة أعباء الحياة عن كثير من الأسر المحتاجة، وهي تعمل في تقديم الرعاية الشاملة والمتميزة للمستفيدين من خدماتها حيث بلغ عدد الأيتام والأرامل المكفولين من قبل جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه أكثر عشرة آلاف يتيم وأرملة من مختلف مدن وقرى البحرين وتقوم المؤسسة بتقديم الرعاية المعيشية والتعليمية والأسرية والصحية والاجتماعية، كما تحرص على التواصل مع الأسر وتطوير مهاراتهم وصقل هواياتهم وتحويلهم إلى أسر منتجة تسهم في نمو المجتمع، كما تخطى العمل الخيري للمؤسسة خارج الحدود لتكون اليد البيضاء التي تمثل مملكة البحرين في كل الميادين، إذ تأتي توجيهات جلالة الملك المفدى لتقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة إلى الأشقاء المتضررين في الدول المنكوبة في كل من قطاع غزة والقدس والصومال وتركيا ومصر وباكستان واللاجئين السوريين في الأردن والفلبين والنيبال، ولا تكتفي المؤسسة بإرسال أطنان من المساعدات الإغاثية العاجلة من مواد طبية وغائية، بل تهتم بالمشاريع التنموية التي تعمل على بناء الإنسان والوطن والتي هم في أمس الحاجة لها، من مشاريع تعليمية وسكنية وحياتية.
خدمة الوطن.. أولوية
* كيف ترون مستقبل العمل الإنساني وما الذي سيميز الفترة القادمة؟
العمل الإنساني دائماً في تطور وتغيير اسم المؤسسة أحد أنواع هذا التطور وسنواصل العمل دائماً لخدمة مملكة البحرين والعالم والإنسانية، وما يشغل الرأي العام في الفترة الأخيرة هو الوباء المنتشر، ونحن نعمل في هذا المجال ضمن فريق البحرين لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، إذ سخرنا جميع موظفي المؤسسة وفريق لجنة التطوع الذي يبلغ عددهم أكثر من ٥٠٠ متطوع ومتطوعة لخدمة البحرين لمواجهة هذا الفيروس.
أكد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الدكتور مصطفى السيد أن توجيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بأمر ملكي لإعادة تسمية المؤسسة الخيرية الملكية إلى المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية دليل على عمومية الرسالة التي تقدمها المؤسسة والتي تنظر لكرامة الإنسان دون النظر إلى العرق واللون والجنس، وهو ما يتماشى مع مبادئ المشروع الإصلاحي لجلالة الملك.
وبين د .السيد أن العمل الإنساني يحفظ كرامة الإنسان ويتجاوز المدلولات المادية لمعنى المساعدات ليصل إلى عمق الإنسان من جانب النفس والفكر والثقافة والتعليم والبيئة، موضحاً أن المؤسسة ليست سوى اليد البيضاء للبحرين التي تمتد لـ 10 آلاف يتيم وأرملة داخل البحرين ووصلت إلى أكثر من 9 دول في الخارج.
ونوه د السيد في لقاء خاص مع "الوطن" بمناسبة يوم اليتيم العربي أن الاهتمام الأبوي الكبير الذي يحظى به الأيتام في البحرين من لدن صاحب الجلالة أمر يندر وجود مثله، فرعايته الأبوية ضمنت تقديم برامج رعاية متنوعة ذات جودة عالية وفق خطة استراتيجية وحسب نظام إدراي متطور يلزمها بالمراجعة والتطوير المستمر.
تفاصيل العمل الخيري وشمولية العمل الإنساني كان محط حوار مفصل مع د مصطفى السيد الذي أضاء الكثير من مواطن التميز في عمل المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية التي تعتبر ثمرة من ثمرات المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، فإلى نص الحوار..
* ماذا يحمل التوجيه الملكي من دلالات ترتكز على تغيير اسم المؤسسة الخيرية الملكية إلى المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية؟
يأتي هذا الاهتمام الملكي بعمل المؤسسة ضمن رؤية جلالة الملك المفدى لمنح المؤسسة بعداً أشمل في عملها الخيري والإنساني ومواكبة متطلبات العصر والمفهوم الأشمل والأوسع للعمل الإنساني، وتماشياً مع مبادئ ديننا الحنيف في تكريم الإنسان، وتحقيق الاحترافية في عملها.
* ما الفرق بين مدلول كلمة "خيري" ومدلول كلمة "إنساني" وما انعكاس ذلك على عمل المؤسسة؟
هما مصطلحان متقاربان وكل أنواع العمل الخيري هي أعمال إنسانية، ولكن الإنسانية أشمل وأوسع في نطاقها وعملها، وهناك العديد من المؤسسات الخيرية التي اتجهت في الفترة الأخيرة لمصلح الإنسانية لشموليته، فالإنسانية تقديم الخير للجميع دون النظر لعرق أو الجنس أو اللون، وهذا ينطبق مع صميم عملنا في داخل وخارج البحرين، فنحن نحرص على صون كرامة الإنسان وأن يحظى بحياة كريمة آمنة مستقرة دون النظر إلى أي شيء آخر.
فلا تقتصر غاية العمل الإنساني على المساعدات المادية فقط بل تتعداها إلى أبعد من ذلك فهي تشمل كل ما يحتاجه الفرد والمجتمع فهي تشمل الاحتياجات المادية والنفسية من حيث التربية والتعليم كالتعليم، وكذلك الفكر والثقافة، والصحة وتشمل الحفاظ على البيئة والأرض التي يعيش عليها الإنسان وغير ذلك الكثير.
رعاية الأيتام .. نهضة وطن
*يحتفل العالم العربي في الجمعة الأولى من شهر أبريل بمناسبة يوم اليتيم العربي، كيف تنظرون إلى هذا اليوم في ظل التطور الذي تشهده المؤسسة؟
بمناسبة يوم اليتيم العربي يشرفني أن أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى والد الجميع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية حفظه الله ورعاه، والاهتمام الأبوي الكبير الذي يحظى به الأيتام في مملكة البحرين، من قبل جلالته والذي ندر أن نرى مثيل له حيث يحرص جلالته على تقديم مختلف الخدمات والرعاية ليكون سنداً وعوناً لأبناء مملكتنا الغالية التي تنعم بقيادة جلالة الملك المفدى وبدعم حكومته الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
أما عن أثر هذا التطور في الخدمات المقدمة للأيتام فلا شك بأن جلالة الملك المفدى أولى الأيتام رعاية خاصة منذ تولي جلالته مقاليد الحكم فرعاية اليتيم هي إحدى ركائز المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، إيماناً من جلالته بأهمية دور اليتيم في بناء المجتمعات والنهوض به، وهو الأمر الذي نسعى إلى تحقيقه من خلال المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، تحرص المؤسسة وضمن عملها اليومي على متابعة أبنائها والاهتمام بهم وبصحتهم وتعليمهم وتوفير كافة أشكال الرعاية والخدمات التي تسهم في تطورهم وصقل شخصياتهم إلى جانب توفير الحياة الكريمة المستقرة لهم ولأسرهم، من أجل بناء جيل متعلم ينهض بالوطن.
ولا شك بأن العمل على رعاية الأيتام هو شرف عظيم وعمل إنساني له الأجر والثواب الجزيل من رب العالمين، ومن جلالة الملك المفدى تعلمنا الكثير في الجانب الإنساني والاجتماعي وخصوصاً في لقاءاته مع أبناء المؤسسة، هذه اللقاءات تحمل طابع لقاء الأب بأبنائه فجلالته يأنس ويفرح بقربهم ومنه اكتسبنا وتعلمنا أهمية هذا الأمر.
أبعاد أوسع واستراتيجية مختلفة
ِ
أعطانا الاسم الجديد أبعاد أوسع ونطاق أكبر للعمل سواء داخل أو خارج البحرين، وعملنا سيتواصل بتوجيهات جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه الذي يوجهنا دائماً لتقديم العون والمساعدة محلياً وخارجياً.
كما أننا بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستمرون في التطوير والرقي بخدماتنا وأعمالنا بما يحقق رؤية سيدي جلالة الملك ورضا المستفيدين من أعمالنا وخدمة المجتمع بشكل عام.
من ناحية أخرى فإن المؤسسة تعمل وفق خطة استراتيجية وحسب نظام إدراي متطور يلزمها بالمراجعة بشكل مستمر لجميع خططها وأهدافها لتتماشى مع وضعها وإمكانياتها، وأن هذا التغيير في الاسم سيمنح المؤسسة كما ذكرنا بعداً أشمل وأوسع وقد بدأنا في مراجعة استراتيجيتنا والعمل على تطويرها بما يتمشى مع الاسم الجديد والأهداف المرجو تحقيقها في الفترة القادمة، وبما يحقق رؤية سيدي جلالة الملك ورضا المستفيدين من أعمالنا وخدمة المجتمع بشكل عام.
أكبر حجماً وأعظم قدراً
* يعتبر العمل الإنساني أحد وسائل الدبلوماسية الناعمة المؤثرة في المشهد العربي والعالمي، فكيف ساهمت المؤسسة في رسم سياسة جلالة الملك حفظه الله ورعاه، وكيف تشكلت سمعة البحرين خارجياً؟
جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه هو الداعم الأول للمؤسسة، ونحن نستمد جميع أعمالنا من رؤية جلالته، ودائماً ما يوجهنا للعمل في مختلف الميادين الإنسانية، فجلالته يرسم لنا خارطة الطريق ونحن بدورنا نعمل بكل جد واجتهاد لتنفيذ هذه التوجيهات الحكيمة بما يتوافق مع رؤية جلالته، وبقيادة حكيمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الذي يقود دفة العمل الإداري للمؤسسة ويتابعه عن قربه.
وأود أن أشيد بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة الخارجية من دعم كبير للمؤسسة ومنحها الثقة والصلاحية لتمثيل مملكة البحرين في العديد من المحافل الدولية بما يتوافق مع عمل المؤسسة، حيث نمثل البحرين في العديد من المؤتمرات الخارجية والتي كان آخرها مؤتمر جنيف لدعم اللاجئين وكذلك منتدى الرياض الإنساني وغيرها من المحافل والمؤتمرات الدولية في مختلف المواقع. وعندما نستعرض ما تقدمه مملكة البحرين من أعمال وخدمات إنسانية للفئات المحتاجة في الداخل والخارج يتجلى لنا بوضوح مدى تقدير تقدير الدول لمملكة البحرين رغم تواضع إمكانياتها المادية مقارنة بدول كبيرة، ويلمس الجميع بأن ما حققته البحرين في المجال الإنساني يجعلها أكبر حجماً وأعظم قدراً من دول كثيرة.
كما أن الدعم الكبير تقدمه وزارة الخارجية للعمل الإغاثي وإيصال المساعدات الإنسانية للدول الشقيقة والصديقة المتضررة في الحروب والكوارث، جعل المؤسسة تؤدي عملها على أكمل وجه والحمد لله.
الإنسانية قيمة وحضارة
* الإنسانية تجمع الأضداد .. وتوحد الاختلافات .. فكيف يمكن أن تكون الإنسانية طوق نجاة لكثير من المشاكل الاجتماعية ؟
يمثل العمل الخيري قيمة إنسانية كبرى تتمثل في العطاء والبذل بكل أشكاله، دون تمييز وبغض النظر عن الجنس أو اللون أو العرق أو الدين أو الطائفة فهو سلوك حضاري حي لا يمكنه النمو سوى في المجتمعات التي تنعم بمستويات متقدمة من الثقافة والوعي والمسؤولية، وهذا متوفر والحمد لله في مملكتنا الغالية من خلال حرص قيادتنا الرشيدة على تعزيزه وزرعه في النفوس.
فالعمل الإنساني يلعب دوراً مهماً وإيجابياً في تطوير المجتمعات وتنميتها فمن خلال المؤسسات الإنسانية التي تتيح لكافة الأفراد الفرصة للمساهمة في عمليات البناء الاجتماعي والاقتصادي اللازمة كما يساعد العمل الإنساني على تنمية الإحساس بالمسؤولية لدى المشاركين ويشعرهم بقدرتهم على العطاء وتقديم الخبرة والنصيحة في المجال الذي يتميزون فيه.
ولقد قامت الخدمات التطوعية الخيرية بلعب دور كبير في نهضة الكثير من الحضارات والمجتمعات ونشر الأفكار عبر العصور بصفتها عملاً خالياً من الربح العائد وليست مهنة، بل هي عمل يقوم به الأفراد لصالح المجتمع ككل تأخذ أشكالاً متعددة بدءاً من الأعراف التقليدية للمساعدة الذاتية إلى التجاوب الاجتماعي في أوقات الشدة ومجهودات الإغاثة إلى حل النزاعات وتخفيف آثار الفقر ويشتمل المفهوم على المجهودات التطوعية المحلية والقومية وأيضاً تلك التي توجه إلى خارج الحدود.
وهذا ما يتجلى بوضوح من عمل المؤسسة التي تعمل على تقديم مساعداتها بعيداً عن أي تمييز في تقديم المساعدات، ففي الدول الخارجية قدمنا المساعدات لأكثر من ٩ دول منها الصومال والفلبين والنبيال، وكل الدول التي قمنا بمساعدتها قد تختلف معنا في الدين أو العرق ولكن الإنسانية تجمعنا، فنحن حين نقوم بالإغاثة لا ننظر لأي شيء ونساعد دون تمييز بل ننظر للإنسان نفسه ونحرص أن نقدم له ما يمكن أن يخفف من معاناته بل وتكون استفادته منه فترة أكبر لذا تحرص البحرين أن تكون مساعداتها عبارة عن مشاريع تعمر الأرض وتنمي الإنسان.
برامج نوعية بين الداخل والخارج
* دوركم كبير في الداخل والخارج .. فما الذي قدمته المؤسسة اليوم عبر سنوات من عملها النوعي ؟
عمل المؤسسة ريادي اجتماعي، ففي الداخل تخفف المؤسسة أعباء الحياة عن كثير من الأسر المحتاجة، وهي تعمل في تقديم الرعاية الشاملة والمتميزة للمستفيدين من خدماتها حيث بلغ عدد الأيتام والأرامل المكفولين من قبل جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه أكثر عشرة آلاف يتيم وأرملة من مختلف مدن وقرى البحرين وتقوم المؤسسة بتقديم الرعاية المعيشية والتعليمية والأسرية والصحية والاجتماعية، كما تحرص على التواصل مع الأسر وتطوير مهاراتهم وصقل هواياتهم وتحويلهم إلى أسر منتجة تسهم في نمو المجتمع، كما تخطى العمل الخيري للمؤسسة خارج الحدود لتكون اليد البيضاء التي تمثل مملكة البحرين في كل الميادين، إذ تأتي توجيهات جلالة الملك المفدى لتقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة إلى الأشقاء المتضررين في الدول المنكوبة في كل من قطاع غزة والقدس والصومال وتركيا ومصر وباكستان واللاجئين السوريين في الأردن والفلبين والنيبال، ولا تكتفي المؤسسة بإرسال أطنان من المساعدات الإغاثية العاجلة من مواد طبية وغائية، بل تهتم بالمشاريع التنموية التي تعمل على بناء الإنسان والوطن والتي هم في أمس الحاجة لها، من مشاريع تعليمية وسكنية وحياتية.
خدمة الوطن.. أولوية
* كيف ترون مستقبل العمل الإنساني وما الذي سيميز الفترة القادمة؟
العمل الإنساني دائماً في تطور وتغيير اسم المؤسسة أحد أنواع هذا التطور وسنواصل العمل دائماً لخدمة مملكة البحرين والعالم والإنسانية، وما يشغل الرأي العام في الفترة الأخيرة هو الوباء المنتشر، ونحن نعمل في هذا المجال ضمن فريق البحرين لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، إذ سخرنا جميع موظفي المؤسسة وفريق لجنة التطوع الذي يبلغ عددهم أكثر من ٥٠٠ متطوع ومتطوعة لخدمة البحرين لمواجهة هذا الفيروس.