فاطمة يتيم

أكد رئيس المجلس البلدي للمنطقة الشمالية أحمد الكوهجي، ضرورة منع استخدام جميع أنواع المواد البلاستيكية واستبدالها بالمواد الصديقة للبيئة.

وأشار إلى أنه سبق وأن تم طرح موضوع مناقشة وضع الأنظمة والقوانين لاستبدال العبوات البلاستيكية والفلين بالمواد الورقية والزجاجية، في دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع وبالتحديد في 14 مارس 2016، بحضور المعنيين من وزارة الصحة.

كما تم طرح موضوع طرقات بلاستيكية صديقة للبيئة، من خلال إصدار توصيات لوزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف، في دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الرابع، تحت توصية رقم 3034 في 20 مارس 2017.

وعن مبررات إعادة طرح الموضوع خلال الفصل التشريعي الحالي، قال: "لبيان أهمية منع استخدام المواد البلاستيكية الضارة بصحة الإنسان، وللتوعية بما هي الأضرار الصحية الناتجة على الإنسان والبيئة جراء استخدام البلاستيك والفلين، ولتعزيز الثقافة الصحية، وكذلك حث المجتمع على استخدام الأدوات البديلة غير الضارة والصديقة للبيئة مثل الورق والزجاج والخشب".

وتحدث الكوهجي لـ"الوطن" عن أضرار البلاستيك، قائلاً: "توجد مادة تسمى الفثالات، هي عبارة عن مجموعة من المواد الكيميائية المستخدمة لتليين البلاستيك ولجعله أكثر مرونة وصلابة، حيث يتعرض الناس للفثالات بدرجات متفاوتة، فقد تتواجد في المنظفات المنزلية ومستحضرات التجميل والمواد اللاصقة والعطور وغيرها من الأغراض التي نستعملها يومياً، علماً بأن الكثير من الدراسات والحالات ربطت الفثالات بحدوث مضاعفات الحمل، وعدم التوازن الهرموني والسمنة عند الأطفال، ومرض السكري ومشاكل الخصوبة، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وكذلك الانتباذ البطاني الرحمي".

وأشارت الدراسة إلى أن النساء الحوامل والمراهقين كانوا أكثر المتأثرين بالآثار الشمية لهذه المواد الكيميائية.

وتابع: "توجد مادة أخرى تدعى PBA وهي البيسفينول أو ثنائي الفينول، وتعتبر كيميائية مسرطنة تجعل المادة البلاستيكية شفافة، وتستخدم كغلاف لبطانة الأوعية الخاصة بحفظ الطعام وقوارير المياه والمعلبات، كما إنها تستخدم في صنع ألعاب الأطفال وزجاجات الحليب للرضع، ما يسبب أضراراً على جسم الإنسان".

وأردف "أظهرت الدراسات الطبية حتى لو كانت بمقادير منخفضة، مثل حدوث تغيرات في نشوء وتطور الدماغ والجهاز المناعي، والإصابة باضطراب خلل الانتباه وفرط الحركة، ناهيك عن الاكتئاب وخاصة عند المراهقين، وكذلك زيادة فرص الإصابة بالسرطان وخاصة البروستات والثدي".

وأشار الكوهجي إلى أن أكثر أنواع الأكياس خطورة هي الأكياس السوداء المخصصة للقمامة والمسببة للأمراض الخطيرة، والتي من أهمها السرطان والزهايمر.

وفيما يتعلق بأهداف عرض الموضوع، قال: "الهدف الأسمى هو التقليل من حجم النفايات البلاستيكية، والمطالبة بقرار يمنع استخدام وتداول المواد البلاستيكية للأطعمة والمشروبات أولاً بالمستشفيات لأنها الجهة المعنية بالمحافظة على الصحة العامة للمواطنين والمقيمين، ومن ثم تطبيق القرار على الجهات الأخرى كالمطاعم، ناهيك عن تفعيل دور الإعلام لتوعية المستهلكين بمدى خطورة استعمالها، والتشجيع على مشاريع إعادة تدوير المواد البلاستيكية غير القابلة للتحلل لاستخدامها لأغراض أخرى مثل رصف الشوارع وألعاب الأطفال بالحدائق وإعادة تدوير للأجهزة الإلكترونية".

وأوصى المجلس البلدي للمنطقة الشمالية في جلسته المنعقدة مؤخراً، بمنع استخدام الأواني والأكياس البلاستيكية بجميع أنواعها في المستشفيات والمطاعم للمحافظة على الصحة العامة والبيئة.

وأكد الكوهجي، أن المجلس البلدي لا يألو جهداً في متابعة احتياجات المواطنين والمقيمين بتوفير كافة الخدمات الصحية والبيئية في تحقيق التنمية المستدامة، بتأمين المواد الأولية من استغلال المخلفات، كما أن له دور مهم من الناحية البيئية للتخلص من الأخطار البيئية الناتجة عن الأساليب التقليدية في التخلص من المواد البلاستيكية "الدفن"، ذلك لأن البلاستيك مادة تحتاج إلى مئات السنين لتتحلل في التربة، بالإضافة إلى حماية الهواء والماء من الملوثات الناتجة عن تجميع مخلفات البلاستيك وإعادة استعمالها لتقليل تأثير هذه المخلفات وتراكمها على البيئة.