سماهر سيف اليزل
شهر رمضان هو خير الشهور لترويض الجوارح، وتحسين الخلق، لقول جابر رضي الله عنه: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء»، فالصيام الصحيح يكون في صيام الفرد عن الأكل والشرب، والملهيات، والمحرمات، والأذى، وعلى من يرغب الفوز بهذا الشهر أن يصوم صياماً صحيحاً.. هذا ما أكده الشيخ عبدالله المناعي في حديثه.
وقال المناعي: «شرع الإسلام الصوم، فلم ينظر إليه على أنه حرمان مؤقت من الأطعمة والأشربة بل اعتبره خطوة إلى حرمان النفس دائماً من شهواتها المحظورة ونزواتها. وإقراراً لهذا المعنى قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور، والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه» وقال:«ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد، أو تجهل عليك فقل: إنى صائم». والقرآن الكريم يذكر ثمرة الصوم بقوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ». ويقول صلَّى الله عليه وسلم: (فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل؛ فإن سابَّه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم)
وإذا كبَح الصوم المعاصي نال العبد منزلة راقية في العبودية لله ؛ لأنَّ الصوم -الذي يراد به مجرد الإمساك عن الطعام والشراب- يستطيعه كثير من الناس، بيدَ أنَّ الله أراد من عباده أن يكون صومهم منقياً لهم من المعاصي وما دار في فلكها، وقد ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني أنَّ العلماء: «اتفقوا أنَّ المراد بالصيام صيام من سلم صيامه من المعاصي قولاً وفعلاً».
وأضاف المناعي: «الحقيقة أنَّ الناس انقسموا في الصيام إلى أقسام: فمنهم من يكون صيامه الإمساك عن الأكل والشرب فقط، إلاَّ أنَّه مرتكب للفواحش مطلقاً بصرَه لما حرَّم الله، وبعضهم أرخى لأذنه لكي تستمع للأغاني المحرمة، وبعضهم أطلق لفمه العنان بالكلام الساقط، والعبارات الرذيلة، والغيبة والنميمة، وشهادة الزور والكذب؛ وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلَّم حيث يقول: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظُّه من قيامه السهر»، ويضيف، فإنَّ هؤلاء الذين فرَّطوا بصيامهم يعتبرون محرومين في شهر الصوم، مفلسين في شهر الجود والإحسان، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار». ولهذا فعلى المسلم أن يعي عظمة الشهر، وما يمكنه الوصول إليه من مكارم الخلق والدين عند صيام جوارحه، وصيامه عن الذنوب».
{{ article.visit_count }}
شهر رمضان هو خير الشهور لترويض الجوارح، وتحسين الخلق، لقول جابر رضي الله عنه: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء»، فالصيام الصحيح يكون في صيام الفرد عن الأكل والشرب، والملهيات، والمحرمات، والأذى، وعلى من يرغب الفوز بهذا الشهر أن يصوم صياماً صحيحاً.. هذا ما أكده الشيخ عبدالله المناعي في حديثه.
وقال المناعي: «شرع الإسلام الصوم، فلم ينظر إليه على أنه حرمان مؤقت من الأطعمة والأشربة بل اعتبره خطوة إلى حرمان النفس دائماً من شهواتها المحظورة ونزواتها. وإقراراً لهذا المعنى قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور، والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه» وقال:«ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد، أو تجهل عليك فقل: إنى صائم». والقرآن الكريم يذكر ثمرة الصوم بقوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ». ويقول صلَّى الله عليه وسلم: (فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل؛ فإن سابَّه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم)
وإذا كبَح الصوم المعاصي نال العبد منزلة راقية في العبودية لله ؛ لأنَّ الصوم -الذي يراد به مجرد الإمساك عن الطعام والشراب- يستطيعه كثير من الناس، بيدَ أنَّ الله أراد من عباده أن يكون صومهم منقياً لهم من المعاصي وما دار في فلكها، وقد ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني أنَّ العلماء: «اتفقوا أنَّ المراد بالصيام صيام من سلم صيامه من المعاصي قولاً وفعلاً».
وأضاف المناعي: «الحقيقة أنَّ الناس انقسموا في الصيام إلى أقسام: فمنهم من يكون صيامه الإمساك عن الأكل والشرب فقط، إلاَّ أنَّه مرتكب للفواحش مطلقاً بصرَه لما حرَّم الله، وبعضهم أرخى لأذنه لكي تستمع للأغاني المحرمة، وبعضهم أطلق لفمه العنان بالكلام الساقط، والعبارات الرذيلة، والغيبة والنميمة، وشهادة الزور والكذب؛ وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلَّم حيث يقول: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظُّه من قيامه السهر»، ويضيف، فإنَّ هؤلاء الذين فرَّطوا بصيامهم يعتبرون محرومين في شهر الصوم، مفلسين في شهر الجود والإحسان، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: «أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار». ولهذا فعلى المسلم أن يعي عظمة الشهر، وما يمكنه الوصول إليه من مكارم الخلق والدين عند صيام جوارحه، وصيامه عن الذنوب».