بين حلول رمضان في الصيف والشتاء 15 عاماً

الذكريات الرمضانية الخاصة بأبرز فلكي في البحرين، لم يكن لها علاقة بالسماء، إلا الدعاء في ليلة القدر، ولكن عندما درس البروفيسور وهيب الناصر، الفلك كانت له بصمة بارزة في إصدار أول تقويم بحريني، وإمساكية رمضانية، تضمان الظواهر الفلكية.

ويقول البروفيسور الناصر: كأي طفل يشعر بنكهة خاصة لرمضان، حيث كان أبرز ما يبحث عنه الأطفال في هذا الشهر هو سماع المسحر الذي يوقظ الناس في الليل، فقد كنت أنام مبكراً وأستيقظ على صوت دقات طبوله.

ويوضح الناصر أن الصيام في الطفولة كان يمثل له مبعث فخر واعتزاز بأن هذا الطفل استطاع أن يكبر ويتحمل مشقة الصيام مثل الكبار ويؤدي شعيرة «للكبار فقط»، كما أن الأجواء الرمضانية كانت مشجعة للأطفال أن يفعلوا أشياء أخرى مثل الكبار، كصلاة التراويح وحضور الدروس الدينية وغيرها.

وأشار البروفيسور إلى أن في تلك الحقبة الزمنية من تاريخ البحرين لم يكن هناك الكثير من علماء الدين الذين يقدمون دروساً في رمضان، لكن تصادف في شبابه عودة د. عبداللطيف آل محمود من مصر بعد تخرجه بالأزهر الشريف، وكان يجتهد في تقديم بعض الدروس لأهالي منطقة الحد بعد صلاة العصر، حيث يتناول قضايا دينية بأسلوب شيق يصل لمستوى الناس البسطاء.

ويؤكد الناصر أن قضية تحري هلال شهر رمضان أو التأمل في النجوم والكواكب لم يكن يستهويه في تلك الفترة، ولكن يوماً واحداً كان ينتظر قدومه ويتحراه، وهو ليلة القدر، حتى يتوجه بالدعاء إلى الله ليستجيب له ويحقق أمنياته وأحلامه بالتوفيق والنجاح وامتلاك زمام العلم، وقال: من كثر ما كنت أسمع عن فضل ليلة القدر وأن الدعاء فيها مستجاب، فكنت أنتظرها وأتحرى قدومها.

فكرة إصدار تقويم بحريني

ولكن ارتبط رمضان أيضاً فيما بعد مع الناصر بتوجهاته العلمية، حين لاحظ في المرحلة الثانوية وجود تقويم سنوي تصدره بريطانيا، فتمنى أن يتمكن يوماً من إصدار تقويم بحريني يجمع حركة النجوم والظواهر الفلكية ويضم كذلك إمساكية شهر رمضان، وتلك كانت الانطلاقة للتخصص العلمي.

وقطع الناصر وعداً على نفسه أن يصـدر هذا التقـويــم بـعد الانتهــاء من رسالة الدكتوراه، وفي عام 1986 كان برفقته أستاذ مصري يدرس الفلك في جامعة البحرين، ويقوم بحساب مواقيت الصلاة وشروق الشمس وغروبها بطريقة معقدة، لكنه استطاع أن يوجد طريقة مبسطة لعمل تلك الحسابات، فكان يستهل عامه الدراسي الجامعي بتدريب طلبته على حساب مواقيت الصلاة.

ويضيف الناصر قائلاً: كنت أشجع طلبتي على تعليم طريقة حساب مواقيت الصلاة لعوائلهم، وفي حال استطاع طالب أن يعلمها لوالده، يحصل على درجات إضافية.

وبدأ الناصر في إصدار تقويمه الفلكي منذ عام 1994، والذي كان يضم إمساكية شهر رمضان والثلث الأخير من الليل والظواهر الفلكية، ويقول: بينما كان الشباب من أصدقائي يهتمون بالرياضة وهوايات أخرى، اخترت أن أطالع النجوم والكواكب وأرصد مواقعها في السماء، وأشار إلى أنه قدم مقترحاً لرئيس مجموعة البركة المصرفية عدنان يوسف بإصدار إمساكية باسم «البركة» والتي تطبع منذ 12 عاماً وحتى اليوم.

أما التقويم الفلكي فقدم له الدعم كلاً من الرئيس التنفيذي للشركة البحرينية الكويتية للتأمين إبراهيم الريس، والرئيس التنفيذي لشركة غاز البحرين الوطنية (بناغاز) الدكتور الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، وذلك منذ قرابة 15 عاماً.

وحول الأكلات المفضلة في رمضان، قال البروفيسور الناصر إنه لا يحب الأكل كثيراً، لكن يبقى الثريد هو الطبق الرئيسي في رمضان، وقال إن الثريد له لذة خاصة في الشهر الفضيل.

حساب العمر باستخدام «رمضان»

وبحسبة فلكية عجيبة يوضح الناصر علاقة عمر الإنسان بشهر رمضان، فيقول إن ما بين حلول رمضان في الصيف وعودته للشتاء 15 عاماً، فإذا مر على الإنسان رمضان 3 مراحل صيفية وشتوية فيكون عمره عند الستين، إذ يبدأ الإنسان الصيام عند الخامسة عشر، وعند عودة الشهر لأول الفصول التي صامها، يكون قد مر من عمره 15 عاماً.