طارق مصباح

يقول الدكتور محمد النابلسي: «فالحياة الحقيقية هي حياة معرفة بالله، أو حياة القلب وطاعته والإقبال عليه وأن تكون في ظِلِّه، في سَفري مرةً وقع تحت يدي كتابٌ لمُؤلِّف جليل قرأتُ فيه كلمة والله الذي لا إله إلا هو كأنَّها وصلت إلى العظْم، يقول: لا شُعور أسعد للمرْء من أنْ يرى نفْسه في طاعة الله، وأتَحَدى من أن يكون هناك شُعور أسْعد من أنْ يسعد الإنسان بطاعة الله، إذا الإنسان اقْتَرف معْصِيَة يشْعر بِكآبة ووَحْشة وضيقٍ ويُعْصر قلبه، أما إذا كان في طاعة الله فإنَّهُ يشعر وكأنه في ظِلِّ الله».

ويقول ابن القيم: «إذا أصبح العبد و أمسى و ليس همه إلا الله وحده تحمل الله سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمه، وفرّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها، وغمومها، وأنكادها، ووكله إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، وشغل لسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره كالكير ينفخ بطنه، ويعصر أضلاعه في نفع غيره، فكل من أعرض عن عبودية الله، وطاعته، ومحبته بُلِيَ بعبودية المخلوق، ومحبته، وخدمته»، قال الله سبحانه: «ومن يَعشُ عن ذِكرِ الرحمن نُقيض لهُ شيطاناً فهوَ لهُ قَرين».

دعونا نعيش لذة الحياة الحقيقية في رمضان ونستمر عليها طوال حياتنا.